بتهمة تمويل منظمة فلسطينية... إسرائيل تسجن إسبانية 13 شهراً

الإسبانية خوانا رشماوي تظهر داخل محكمة عسكرية إسرائيلية بالقرب من القدس (أ.ف.ب)
الإسبانية خوانا رشماوي تظهر داخل محكمة عسكرية إسرائيلية بالقرب من القدس (أ.ف.ب)
TT

بتهمة تمويل منظمة فلسطينية... إسرائيل تسجن إسبانية 13 شهراً

الإسبانية خوانا رشماوي تظهر داخل محكمة عسكرية إسرائيلية بالقرب من القدس (أ.ف.ب)
الإسبانية خوانا رشماوي تظهر داخل محكمة عسكرية إسرائيلية بالقرب من القدس (أ.ف.ب)

صادقت محكمة عسكرية إسرائيلية اليوم (الأربعاء) على صفقة بين الادعاء والدفاع بالحكم بسجن الإسبانية خوانا رشماوي لمدة 13 شهراً بعدما دانتها بتمويل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
وقال أفيغدور فيلدمان محامي رشماوي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «المحكمة العسكرية الإسرائيلية أيدت الحكم الذي طلبه المدعون كجزء من اتفاق الإقرار بالذنب الأسبوع الماضي، وحكمت عليها بالسجن 13 شهراً وغرامة 50 ألف شيقل (16 ألف دولار)».
عملت خوانا رشماوي في المنظمة الفلسطينية غير الحكومية «لجان العمل الصحّي»، التي حظرتها إسرائيل في الضفة الغربية في 2020 معتبرة أنها ذراع مدنية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وكان الجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق إن رشماوي اعترفت بدورها في «جمع أموال للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
لكن المحامي فيلدمان نفى ذلك. وقال للصحافيين إن «المتهمة لم تجمع أموالاً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. كانت تعمل مع المنظمة الصحية وجلبت الأموال لها ولم تكن لديها فكرة عن نقل الأموال إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
وخوانا رشماوي (63 عاماً) ولدت في مدينة مدريد وتحمل الجنسية الإسبانية وموقوفة منذ أبريل (نيسان). وقالت ابنتها ماريا رشماوي للصحافيين إن الحكم الصادر اليوم «مهم لأن حالة عدم اليقين في الأشهر الماضية أدت إلى الكثير من المعاناة وكان من الصعب جداً تحملها».
ويأتي الحكم على رشماوي بعد أسابيع من تصنيف الحكومة الإسرائيلية ستّ منظّمات غير حكومية فلسطينية - من بينها «مؤسسات «الحقّ» و«الضمير» و«بيسان» على أنها «مجموعات إرهابية»، وذلك بسبب صلاتها المفترضة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وقد طلب المانحون الأوروبيون الذين يدعمون المؤسسات المحظورة والأمم المتحدة رؤية أدلة ملموسة من إسرائيل تدعم الحظر. وقال مسؤولون إسرائيليون إن إدانة رشماوي تثبت صحة اتهاماتهم للمنظمات الست الأخرى.
وتعليقاً على إدانة رشماوي الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد: «يجب على المجتمع الدولي العمل مع إسرائيل لمنع منظمات إرهابية من العمل تحت غطاء مدني».
وأكد أنّ «لجان العمل الصحّي» التي كانت رشماوي تعمل لحسابها تشكّل «على غرار» المنظمات غير الحكومية الستّ «الذراع المدنية» للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
لكن المحامي فيلدمان رفض الوصف وأكد أنه سيطلب توضيحاً من المسؤولين الإسرائيليين.
وقال للصحافيين: «لم تجمع أموالاً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ليس لديها صلات بالمنظمات الست المحظورة... هذا هو سوء استخدام كامل لموقفها».
ودانت منظمة «بتسيلم» الحقوقية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان ما اعتبرته محاولة من الحكومة الإسرائيلية «للربط» بين قضية رشماوي والمنظمات الستّ التي صُنّفت على أنها إرهابية، معتبرة أنّ الهدف من هذه المحاولة هو «تبرير» القرار الإسرائيلي الصادر «من دون أي دليل» بحقّ هذه المنظمات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.