مدربون سعوديون: مكاسب الأخضر في فيتنام أكثر من 3 نقاط

اتفقوا على أن رينارد شكل «فريقاً حقيقياً» في الدور الآسيوي الحاسم... وتجاوز أصعب المنعطفات

اتفاق على نهج رينارد الرائع بتشكيل فريق حقيقي للأخضر (أ.ف.ب)
اتفاق على نهج رينارد الرائع بتشكيل فريق حقيقي للأخضر (أ.ف.ب)
TT

مدربون سعوديون: مكاسب الأخضر في فيتنام أكثر من 3 نقاط

اتفاق على نهج رينارد الرائع بتشكيل فريق حقيقي للأخضر (أ.ف.ب)
اتفاق على نهج رينارد الرائع بتشكيل فريق حقيقي للأخضر (أ.ف.ب)

قال خبراء كرويون سعوديون إن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم تجاوز أصعب المنعطفات في مشواره نحو الوصول إلى نهائيات كأس العالم، وكسب أهم 4 نقاط متتالية له من مباراتيه ضد أستراليا وفيتنام خارج الأرض، مع الاحتفاظ بالصدارة للمجموعة.
وبيّن الخبراء لـ«الشرق الأوسط» أن الفوز الذي تحقق أمام المنتخب الفيتنامي لا يمكن التقليل من أهميته من الناحية النقطية، وكذلك الروح العالية والعزيمة التي كان عليها اللاعبون في ظل نهج رائع يقوده المدرب الفرنسي إيرفي رينارد مع كتيبة الأخضر.
وقال فيصل البدين، مدرب المنتخب السعودي السابق، إن الفوز الذي تحقق أمس له مكاسب كثيرة تتجاوز النقاط الثلاث، لأنه أثبت مجدداً أن المنتخب السعودي قادر على المواصلة في مساره الناجح نحو المونديال.
وأوضح البدين أن المدرب رينارد خلق توليفة مميزة من اللاعبين الذين شكلوا فريقاً بالمعنى الحقيقي من خلال قدرة أي لاعب على أداء الدور المطلوب منه لتعويض غياب زميل له، حيث شهدت القائمة بعض الغيابات لبعض النجوم في عدد من الجولات الماضية، ولكن البدلاء كانوا على قدر الثقة والتطلعات، وهذا يعني أن المنتخب يمتاز بالروح الجماعية، وليس له أي طابع فردي.

وشدد البدين على أهمية المواصلة في العمل، وعدم الركون إلى ما تحقق من نتائج، معتبراً أن الحديث عن كون المنتخب السعودي ضمن بنسبة كبيرة الوصول إلى المونديال قد يكون له دور سلبي، وليس محفزاً، بل إن المحفز هو الحديث عن المواصلة في العمل والجهد من أجل حسم التأهل وضمانه بشكل مؤكد ورسمي.
وكان البدين مساعداً للمدرب الهولندي مارفيك في قيادة المنتخب السعودي نحو مونديال روسيا، وأشرف على غالبية الأسماء الموجودة من اللاعبين، مؤكداً أنها نالت مزيداً من الخبرة والثقة، ويمثل وجودها دعامة قوية للمجموعة الصاعدة.
وقال المدرب عبد العزيز الخالد إن الروح الجماعية والبروز في المواقف الصعبة للاعبي الخبرة، والحماس الذي تظهره الأسماء الجديدة الشابة، له دور فاعل في تحقيق نتائج إيجابية، وآخرها الفوز على فيتنام في هانوي.
وأضاف: «قد يقلل بعضهم من القيمة الفنية للمنتخب الفيتنامي، ولكن الواضح أنه من أهم المنتخبات المتطورة في شرق آسيا، حتى أن خسائره أمام أقوى المنتخبات لم تكن بنتائج ثقيلة، بل إنه يحاول حتى الدقائق الأخيرة، لذا يمكن اعتبار أن الفوز عليه على أرضه يمثل مكسباً مهماً وتأكيداً على قوة المنتخب السعودي وقدراته».
ولفت إلى أن العمل الفني الذي قام به المدرب رينارد، وصنع منتخب جماعي، لا يجعل للفردية أي دور يمثل أهمية بالغة، خصوصاً أن هذه التصفيات تحتاج إلى نفس طويل ومواصلة، وعدم التعطل في أي محطة مهما تكن الظروف، وهذا هو الحاصل حتى الآن في المنتخب السعودي الذي فقد عدة أسماء في عدد من المباريات، ولم يتوقف عن الحصاد النقطي، وهذا عامل مهم جداً يؤكد أن المنتخب لا يعتمد على نجم بعينة، بل إنه كتيبة من النجوم القادرين على تحقيق الهدف المنشود.
وبيّن الخالد أن هناك عدداً من الأسماء التي أبدعت في صفوف المنتخب السعودي، على الرغم من أنها تعاني من ضغوط كبيرة في أنديتها، مثل فهد المولد الذي يمثل ورقة مهمة مؤثرة في قائمة المنتخب السعودي، وهذا يعود إلى النهج الذي يقود به المدرب المنتخب، وكذلك العمل الإداري، مشيراً إلى أن هناك لاعبين قد يبدعون في أنديتهم، قياساً بما يقدمونه في المنتخب، والعكس بالعكس، مشدداً على أن ذلك لا يعني التقليل من العمل الذي تقوم به الأندية في سبيل تجهيز اللاعبين لتمثيل المنتخب.
وعد الخالد أن عدداً من الأسماء تطور مستواها الفني، واكتسبت مزيداً من الخبرة، مثل عبد الإله العمري، والحارس محمد الربيعي الذي شارك وأبدع في الجولتين الماضيتين اللتين تمثلان منعطفاً مهماً في طريق المونديال، مضيفاً أن هناك أسماء من لاعبي الخبرة، مثل سلمان الفرج وسالم الدوسري وغيرهما من الأسماء، لهم أثر واضح في اكتساب زملائهم الثقة، من خلال التوجيهات والجهد المبذول داخل الملعب.
وشدد على أن المنتخب السعودي تقدم خطوة مهمة للأمام، إلا أن المهمة لم تنتهِ والتأهل لم يحسم، وإن كان التركيز والهدف ليس على التأهل فحسب، بل الوصول للمونديال عبر التمسك بصدارة المجموعة، وتأكيد الأفضلية على مستوى منتخبات القارة.
ومن جانبه، أكد المدرب علي كميخ أن المنتخب السعودي أثبت قدرته على تجاوز كل المصاعب والتحديات التي مر بها في طريقه نحو المونديال، حيث إن الأجواء التي صاحبت مواجهتي أستراليا وفيتنام، وبعيداً عن الجمهور السعودي، ووسط طقس لم يتعود عليه اللاعبون، أثبت أن لاعبي المنتخب وصلوا إلى مرحلة متقدمة من القدرة والعزيمة على تجاوز كل الظروف، والتأكيد أنهم الأفضل على مستوى القارة الآسيوية.
وأضاف: «اتضح العمل الكبير الذي قام به المدرب رينارد، وتقديمه لكثير من الأسماء في المباريات الصعبة الحساسية، وإن كان هناك تساؤل حول أسباب عدم الاستعانة بأفضل ظهير سعودي حالياً سلطان الغنام، حيث كان من الأجدى الاستمرار عليه، إلا إذا كان هناك مبرر لعدم إشراكه أساسياً، سواء الإرهاق أو الإصابة».
وأشار إلى أن هناك أسماء أظهرت روحاً قيادية في المباريات المهمة، مثل عبد الإله العمري الذي أعاد للذاكرة ما كان يقدمه القائد التاريخي للدفاع السعودي صالح النعيمة، كما أن اللاعب فهد المولد أثبت مجدداً أنه رقم صعب في القائمة السعودية، ولا يزال ضمن نجوم النخبة، على الرغم مما تعرض له في الفترة الأخيرة من تراجع في الأداء أو تشكيك في قدراته الفنية.
وعد أن التأهل بات قريباً للمونديال، إلا أنه أشار إلى أن ما قدم يجعل الجميع يطالب بأن يؤكد الأخضر تأهله عبر مواصلة الصدارة للمجموعة، وحسم الأمور في الجولات المقبلة، وتأكيد تفوق الكرة السعودية.
وقال المدرب حمد الدوسري إن قيام المدرب بالتدوير للمجموعة، وصنع قائمة من الأسماء البديلة ذات الكفاءة، والقدرة على تعويض أي غياب، يؤكد أن المدرب صنع منتخباً ليس للوصول إلى المونديال فحسب، بل ليعود كبيراً لآسيا، مشيراً إلى أن الأخضر عبر أصعب منعطف في التصفيات من خلال مباراتي أستراليا وفيتنام.


مقالات ذات صلة

الاتحاد يحسم صفقة «عمري النصر»... ومحاولة أخيرة لـ«كاراسكو»

رياضة سعودية عبد الإله العمري (نادي النصر)

الاتحاد يحسم صفقة «عمري النصر»... ومحاولة أخيرة لـ«كاراسكو»

يستعد نادي الاتحاد، الأحد، للإعلان عن صفقة المدافع عبد الإله العمري قادماً من نادي النصر على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، ليعزز بذلك الاتحاد صفوفه الدفاعية.

علي العمري (جدة )
رياضة سعودية الخيبري خلال مباراة لفريقه أمام الفتح (نادي الرياض)

النصر يتجه لـ«خيبري الرياض» بعد انهيار صفقة الحربي

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن نادي النصر وضع ظهير نادي الرياض، عبد الإله الخيبري، خياراً أول لتعويض انهيار صفقة متعب الحربي.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية كريس سمولينغ (رويترز)

الفيحاء يقترب من إنهاء التعاقد مع سمولينغ

كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن اقتراب كريس سمولينغ مُدافع نادي روما من الانتقال إلى نادي الفيحاء المنافس في الدوري السعودي للمحترفين خلال الساعات المقبلة.

نواف العقيّل (الرياض) عبد الله المعيوف (المجمعة)
رياضة سعودية كيفين نكودو (رويترز)

ضمك: لن نفرّط في الجناح الكاميروني نكودو

أكد مصدر مسؤول بنادي ضمك المنافس في الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم لـ«الشرق الأوسط» عدم نيّة إدارة النادي بيع الجناح الكاميروني كيفين نكودو خلال هذا الوقت.

فيصل المفضلي (أبها)
رياضة سعودية متعب الحربي (نادي الشباب)

متعب الحربي لجماهير الأزرق: سعيد بانتقالي للهلال

أبدى متعب الحربي اللاعب المنضم حديثاً لصفوف نادي الهلال المنافِس في الدوري السعودي للمحترفين قادماً من نادي الشباب سعادته الكبيرة بالانتقال لأزرق العاصمة.

هيثم الزاحم (الرياض)

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
TT

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)

فجّرت الخسائر المصرية المتوالية في «أولمبياد باريس» انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأوساط الرياضية المحلية، خصوصا بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بشكل مثير، صباح الأربعاء.

وكان «الفراعنة» متقدمين على «الماتادور الإسباني» بفارق 7 نقاط كاملة، قبل أن يقلّص الإسبان النتيجة ويصلون للتعادل 25-25 مع نهاية اللقاء، ثم يقتنصون فوزاً ثميناً بفارق نقطة واحدة في الثواني الأخيرة 29- 28 وسط حالة من الذهول استولت على ملايين المصريين الذين تابعوا اللقاء عبر الشاشات.

وحملت المباراة «طابعاً ثأرياً» من الجانب المصري بسبب هزيمته على يد الإسبان أيضاً في أولمبياد طوكيو 2020، لكن الإخفاق حالف المصريين للمرة الثانية، أمام الخصم نفسه.

لقطة من مباراة منتخب مصر لكرة اليد أمام إسبانيا (أ.ف.ب)

وقال الناقد الرياضي، محمد البرمي: «خروج منتخب اليد بهذا الشكل الدراماتيكي فجّر حالة من الإحباط والصدمة والغضب؛ لأن المصريين كانوا الأفضل ومتفوقين بفارق مريح من النقاط».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلة الفرق المصرية عموماً، واليد بشكل خاص، تتمثل في فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة، وعدم تحمل الضغوط العصبية والنفسية العنيفة التي يتسم بها اللعب أمام فرق عالمية خارج الحدود».

ومن بين العوامل التي زادت من حدة الصدمة، وفق البرمي، أن «منتخب اليد من الفرق القليلة التي عقد المصريون عليها الآمال لحصد ميدالية بعد سلسلة من النتائج المحبطة للفرق الأخرى، لاسيما أن منتخب اليد المصري مصنف عالمياً، وله إنجازات مشهودة في البطولات الأفريقية والدولية».

وكانت مصر خسرت أمام فرنسا 1- 3 في الدور نصف النهائي لكرة القدم ضمن مسابقات الأولمبياد، إذ كانت المبادرة لمنتخب «الفراعنة» الذي سجل هدف التقدم في الدقيقة 61 عن طريق اللاعب محمود صابر، ليعود منتخب «الديوك» إلى التعادل قبل 8 دقائق من نهاية المباراة، ثم يحرز الهدف الثاني ثم الثالث في الشوطين الإضافيين.

خسارة المنتخب المصري لكرة اليد في أولمبياد باريس (أ.ب)

وعدّ الناقد الرياضي، عمرو درديري، في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك» أن «عقلية اللاعب المصري هى المسؤول الأول عن الهزائم، حيث لم يعتد بعد على المنافسات العالمية، وكان لاعبو المنتخب كثيري الاعتراض على حكم مباراة إسبانيا».

وأضاف: «ليس من المعقول ألا نحقق إنجازاً ملموساً في كل مرة، ونكتفي بالتمثيل المشرف».

وشهدت مصر خسائر جماعية متوالية، بعضها في الأدوار التمهيدية، وعلى نحو عدَّه كثيرون «محبطاً» في عدد من الألعاب الأخرى مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس.

وحقق لاعبون مصريون مراكز متأخرة في الأولمبياد مثل لاعبة «الشراع» خلود منسي، وأميرة أبو شقة التي حلت بالمركز الأخير في لعبة «رماية السكيت»، كما احتل اللاعب مصطفى محمود المركز قبل الأخير في «رمي الرمح».

واللافت أن لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة لم يحققوا أي ميدالية مثل زياد السيسي ومحمد حمزة في لعبة سلاح الشيش، وعزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية.

وشن الناقد الرياضي المصري، ياسر أيوب، هجوماً على اتحاد الملاكمة بسبب اللاعبة منى عياد التى سافرت إلى باريس ولم تشارك فى الدورة بعد اكتشاف زيادة وزنها 700 غرام عن المسموح به، مؤكداً في منشور عبر صفحته بموقع «فيسبوك» أنه «كان من الضروري أن يتضمن هذا الإعداد ملفاً طبياً للاعبة يشمل وزنها وتحاليلها وتغذيتها الصحية».

سلطان تورسينوف من كازاخستان يواجه محمد متولي من مصر (رويترز)

واكتفى الحكم الدولي السابق، جمال الغندور، بالقول عبر صفحته على «فيسبوك»: «اتقوا الله... ربنا غير راض عن الكرة المصرية...خلص الكلام».

وأشار الناقد الرياضي، أشرف محمود، إلى أن «توالي الخسائر يعود إلى أسباب متنوعة منها تسرع بعض اللاعبين المميزين، وعدم احترام الخصم كما حدث في حالة لاعب السلاح زياد السيسي، فضلاً عن الآفة المزمنة للاعب المصري وهي فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة».

ويلفت محمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تدارك هذا الوضع السيئ والمخزي يتطلب إصلاحات جذرية في الرياضة المصرية تشمل تغيير رؤساء الاتحادات، وتعيين مدربين أكفاء يحركهم الشغف بدلاً من نظرائهم الذين يتعاملون مع تدريب المنتخبات الوطنية بمنطق الوظيفة»، وفق تعبيره.

فيما يطالب محمد البرمي بـ«تخطيط أفضل للمشاركات المصرية القادمة تشمل تجهيز اللاعبين وتأهيلهم وحل المشاكل والخلافات والابتعاد عن البيروقراطية أو الرغبة في الاستعراض وإلا فسوف تتكرر تلك النتائج الكارثية».