الممثلة الأممية لدى العراق تلتقي الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق»

مثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق جينين بلاسخارت (واع)
مثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق جينين بلاسخارت (واع)
TT

الممثلة الأممية لدى العراق تلتقي الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق»

مثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق جينين بلاسخارت (واع)
مثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق جينين بلاسخارت (واع)

في أول ظهور علني جمعها بأحد أبرز أعضاء «الإطار التنسيقي» الشيعي المعترض على نتائج الانتخابات العامة التي جرت مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التقت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين بلاسخارت، أمس، الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، لمناقشة تداعيات أزمة نتائج الانتخابات العراقية المتواصلة منذ أكثر من شهر.
ومنذ إعلان النتائج الأولية للانتخابات لم تتوقف جماعات الفصائل المسلحة الخاسرة في الانتخابات عن مهاجمة الممثلة الأممية واتهامها بـ«التورط في تزويرها».
وقال بيان صادر عن مكتب الخزعلي إن «اللقاء جرى خلاله بحث ومناقشة أبرز القضايا السياسية في العراق؛ وفي مقدمها ملف نتائج الانتخابات النيابية وتداعياتها».
وأضاف البيان أن الخزعلي «عرض مجموعة من الأدلة على ما رافق الانتخابات من تزوير وتلاعب فاضح، وأبدى استغرابه من صدور بيان مجلس الأمن الدولي بخصوص الانتخابات قبل المصادقة على النتائج النهائية»، في إشارة إلى تهنئة سابقة قدمها المجلس إلى الحكومة العراقية لـ«إجرائها انتخابات سليمة من الناحية الفنية»، وعبر عن آسفة للتهديدات التي أطلقتها الفصائل الخاسرة ضد البعثة الأممية. وأكد الخزعلي بحسب البيان «مُضي (قوى) الإطار التنسيقي بمتابعة الإجراءات القانونية الخاصة بهذا الملف». ونقل البيان عن بلاسخارت تأكيدها على «تجاوبها في دراسة الأدلة المقدمة من الخزعلي الذي دعا ممثلة الأمم المتحدة لأن تكون طرفاً حيادياً في المشاكل الحاصلة لتجاوز الأزمات الحالية ومنع الوصول بالبلد إلى حالة الانسداد السياسي». وتعهد الطرفان بالتواصل لحلحلة الأزمة.
ويميل بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن لقاء بلاسخارت مع الخزعلي جاء في سياق سعي الممثلة الأممية إلى مواجهة الاتهامات التي طالتها بشأن الانتخابات ولتبرئة ساحتها أمام أبرز المعترضين على النتائج.
وكان «تحالف الفتح»؛ الذي ينتمي إليه الخزعلي، وجه في وقت سابق أصابع الاتهام إلى بلاسخارت باستغلال منصبها لـ«إثارة الفوضى وتغيير نتائج الانتخابات»، فيما قال عضو البرلمان السابق عن «عصائب أهل الحق» حسن سالم إن «ما يجري في العراق هو مشروع أممي برعاية جينين بلاسخارت».
وما زال من غير الواضح الخطوة التالية التي ستخطوها قوى «الإطار التنسيقي» لحل عقدة نتائج الانتخابات والانفتاح على مرحلة جديدة من التفاهمات لتشكيل الحكومة المقبلة، فبعد موجة من الاحتجاجات والاعتراضات والمطالبات بإعادة العد والفرز اليدوي للمحطات الانتخابية المطعون في صحتها أو جميع المحطات، برزت في اليومين الأخيرين نظريات جديدة حول طريقة الحل المقترحة للأزمة من بعض أطراف «الإطار»؛ ومن بين تلك النظريات، «نظرية الأصوات والمقاعد» التي طرحها بشير الدراجي عضو «تحالف قوى الدولة» الذي يتزعمه عمار الحكيم.
وبحسب هذه النظرية؛ فإن تشكيل الحكومة المقبلة يجب أن يستند إلى ما حصل عليه كل طرف من أصوات في الانتخابات وليس ما حصل عليه من مقاعد، حيث يقول الدراجي إن «ما سنطرحه هو نظرية الأصوات والمقاعد، وذلك بناءً على أن المجموع الكلي لأصوات (الإطار التنسيقي) الشيعي يناهز مليوني صوت، أنتجت العدد المعلن حالياً من المقاعد (أكثر من 55 مقعداً)، بينما أصوات الكتلة الصدرية تناهز 800 ألف صوت (73 مقعداً) الأمر الذي يُظهر فجوة بين العدد الكلي للأصوات وعدد المقاعد التي أنتجتها تلك الأصوات بالنسبة لكل طرف سياسي». وأضاف: «إذا تمكنّا من التوصل إلى ترضية تنص على (توزيع أوزان الحكومة المقبلة) وفق حجم الأصوات مع حجم المقاعد؛ فإنه يمكن أن يحصل اتفاق معين».
من ناحية أخرى، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أمس (الإثنين)، بدء عمليات العد والفرز اليدوي للمحطات التي صدر قرار بشأنها من قبل الهيئة القضائية. وقال عضو الفريق الإعلامي للمفوضية، عماد جميل، في تصريح للوكالة الرسمية إن «عمليات العد والفرز اليدوي بدأت صباح اليوم (الإثنين) في المحطات التي تم اتخاذ قرار بشأنها من قبل الهيئة القضائية». وأضاف أن «عدد المحطات المشمولة بإعادة العد والفرز اليدوي 108 محطات، وتعود إلى مكتب انتخابات بغداد - الرصافة».
وبات ينظر محلياً إلى قضية التأخير النسبي في حسم الاعتراضات والطعون على بعض المحطات الانتخابية بوصفها «آلية ناعمة» تعتمدها المفوضية بهدف امتصاص الغضب التي تظهره الكتل الخاسرة مع مرور الوقت.
يذكر أن نحو 25 في المائة من عدد المحطات البالغة 5541 محطة في عموم البلاد أعيد عدها يدوياً وظهرت نتائج غالبيتها متطابقة مع نتائج العد الإلكتروني، بحسب مصادر المفوضية، الأمر الذي يفند نظرية التزوير التي ترفعها الأطراف الخاسرة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».