أشتية يعلن إنشاء قيادة منطقة أمنية خاصة بالقدس

أشتية ووزير شؤون القدس فادي الهدمي يتابعان خريطة للقدس من بلدة الرام حيث عقد اجتماع الحكومة أمس (أ.ف.ب)
أشتية ووزير شؤون القدس فادي الهدمي يتابعان خريطة للقدس من بلدة الرام حيث عقد اجتماع الحكومة أمس (أ.ف.ب)
TT

أشتية يعلن إنشاء قيادة منطقة أمنية خاصة بالقدس

أشتية ووزير شؤون القدس فادي الهدمي يتابعان خريطة للقدس من بلدة الرام حيث عقد اجتماع الحكومة أمس (أ.ف.ب)
أشتية ووزير شؤون القدس فادي الهدمي يتابعان خريطة للقدس من بلدة الرام حيث عقد اجتماع الحكومة أمس (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إنشاء «قيادة منطقة أمنية» لمتابعة شؤون القدس، قائلاً، إن حكومته ستعطي الأولية للمدينة وستدعم صمود أهلها.
وقال أشتية في جلسة الحكومة التي عُقدت في بلدة الرام القريبة من القدس باعتبار أنها جزء من المدينة «الحكومة لن تدخر جهداً لتوفير ما تستطيع من متطلبات الدعم والإسناد لنضال أهلنا في محافظة القدس، ولنؤكد رفضنا التنازل عن أي شبر من أرضها وفق قرارات الشرعية الدولية، ولنرفض كل الانتهاكات التي يمارسها المتطرفون في الأقصى، وكذلك ما تتعرض له الكنائس من انتهاكات وعمليات اعتداء وتدنيس وحرق».
إعلان أشتية، قيادة أمنية خاصة بالقدس، يأتي في وقت يحظر على الفلسطينيين ممارسة أي نشاط رسمي داخل القدس، لكن الحديث يدور عن متابعة داخل الأحياء التي يمكن العمل فيها، مثل أبو ديس والعيزرية وهي مناطق خارج حدود الجدار، ومتابعة من بعيد لقضايا المدينة التي تنشط فيها فصائل فلسطينية ومسؤولون مدنيون.
واجتمعت الحكومة، أمس، في مقر محافظة القدس الموجودة في منطقة الرام خارج حدود الجدار، بعدما أعلنت أنها ستعقد جلستها في محافظة القدس، أسوة بالجلسات التي عقدت في الخليل وبيت لحم وجنين، ضمن برنامج يستهدف متابعة شؤون المحافظات في الضفة. والاجتماع في الرام جاء لأن الحكومة كانت في حاجة إلى تنسيق من أجل الاجتماع في القدس ولم تكن إسرائيل ستوافق. وغاب عن الاجتماع محافظ القدس نفسه الذي يحمل الهوية الإسرائيلية، وحظرت إسرائيل عليه الوصول إلى الضفة أو التواصل مع مسؤولين في السلطة.
وقال أشتية «نجتمع اليوم في الذكرى الـ33 لإعلان وثيقة الاستقلال، لنجدد تمسكنا بحقنا في مدينتنا عاصمة دولتنا المستقلة وعنوان وحدتنا ومصدر قوتنا ومبعث صمودنا في الدفاع عن حقنا في أرضنا، التي يحاول الاحتلال عبثاً تغيير معالمها وممارسة سياسات التوسع والضم والعنصرية والتطهير العرقي بحق سكانها في الشيخ جراح وسلوان حتى طالت ممارساته الأموات في قبورهم».
وأضاف «ونحن على مشارف العاصمة الأبدية نقول إن إيلياء القدس التي تضم الآثار الكنعانية والرومانية والإسلامية والمسيحية، هي لهم فقط، وليس لغيرهم أي آثار فيها». وأكد أشتية، أن حكومته ستضع آليات لدعم صمود المقدسيين في المدينة وبرامج تطوير لمحيطها، كما ستناقش اعتبار مدينة القدس منطقة تطوير (أ)؛ ما يعني إعطاءها الأولوية لما تحتاج إليه، إضافة إلى تخصيص نسبة مئوية من مخصصات الصناديق العربية لمساعدة برامج تعزيز صمود المقدسيين.
وأعلن أشتية أيضاً، أن حكومته ستدرس أشكال مساعدة تجار البلدة القديمة، وستعطي ميزة تفضيلية لطلبة المدينة من أبناء القدس، وإقامة مشاريع البنية التحتية من مدارس ومنشآت طبية وغيرها. وتحدث أشتية عن زيارته إلى النرويج اليوم (الثلاثاء)، وقال، إنه سيشارك في اجتماع الدول المانحة، وسيعقد لقاءات ثنائية مع الحكومة النرويجية.
وأضاف، أن «هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة في هذا التوقيت الذي نشهد فيه وضعاً مالياً صعباً»، مشيراً إلى أنه سيطلب من الدول الصديقة الضغط على إسرائيل لوقف اقتطاعها من أموال الضرائب الفلسطينية، وكذلك زيادة هذه الدول مساعداتها لكي نتمكن من الإيفاء بالتزاماتنا.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.