إردوغان يلوّح مجدداً بضرب مواقع «قسد» شمال سوريا

إبراهيم الزير نازح إلى إدلب حول بيته إلى مركز توثيق معلومات وصور عن ضحايا الحرب السورية (أ.ف.ب)
إبراهيم الزير نازح إلى إدلب حول بيته إلى مركز توثيق معلومات وصور عن ضحايا الحرب السورية (أ.ف.ب)
TT
20

إردوغان يلوّح مجدداً بضرب مواقع «قسد» شمال سوريا

إبراهيم الزير نازح إلى إدلب حول بيته إلى مركز توثيق معلومات وصور عن ضحايا الحرب السورية (أ.ف.ب)
إبراهيم الزير نازح إلى إدلب حول بيته إلى مركز توثيق معلومات وصور عن ضحايا الحرب السورية (أ.ف.ب)

لمح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مجدداً، لاحتمال شن عملية عسكرية تستهدف مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال سوريا، متعهداً بتعزيز الخطوط الأمنية على الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا، في الوقت الذي تصاعدت فيه الاستهدافات بين قوات النظام والفصائل المعارضة الموالية لتركيا، على محاور حلب وإدلب واللاذقية ضمن مناطق خفض التصعيد في شمال غربي البلاد.
وقال إردوغان، في كلمة، أمام تجمع لأنصاره في تشاناق قلعة شمال غربي تركيا ليل السبت - الأحد، إن «تركيا ستدمج خطوطها الأمنية عبر الحدود»، في إشارة جديدة إلى استهداف «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تشكل العمود الفقري لـ«قسد»، والتي تحظى بدعم أميركي كونها حليفاً للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، بينما تعدها أنقرة امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني»، المصنف «منظمة إرهابية».
وهدد إردوغان ومسؤولو حكومته، مراراً، خلال الأسابيع الماضية، بشن عملية عسكرية جديدة تستهدف مواقع «قسد» في شمال سوريا، متهمين الولايات المتحدة وروسيا، بعدم الوفاء بالتزاماتهما بإبعاد الوحدات الكردية لمسافة 30 كيلومتراً عن حدود تركيا الجنوبية بموجب تفاهمات مع أنقرة في 2019.
ودفعت تركيا بمزيد من التعزيزات العسكرية، ونشرت مئات الجنود الإضافيين في شمال سوريا، استعداداً لعملية عسكرية محتملة، لكن الحديث عنها تراجع عقب لقاء إردوغان مع الرئيس الأميركي جو بايدن، على هامش قمة مجموعة العشرين في روما، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ونفذت القوات التركية والفصائل الموالية لها، العديد من الهجمات في الفترة الأخيرة على مواقع «قسد» في شرق وغرب الفرات.
في السياق ذاته، وقعت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، بين قوات النظام السوري، والفصائل المسلحة الموالية لتركيا على محاور في حلب واللاذقية وإدلي، ضمن مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا.
وقصفت قوات النظام بالمدفعية محيط بلدة تفتناز شرق إدلب، وجبل التركمان بريف اللاذقية، وقريتي كفر تعال وتديل غربي حلب، كما قصفت الفصائل تجمعات قوات النظام في محيط مدينة معرة النعمان وقريتي الجرادة والحامدية، ونقطة مدفعية في منطقة الصناعة شرق مدينة سراقب، حسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس.
كما وقع قصف متبادل بين قوات النظام والفصائل، على محاور فليفل والفطيرة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، مع استهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.