الجيش الإسرائيلي يتيح لمستوطنين السيطرة على 200 ألف دونم في الضفة

الجيش الإسرائيلي يتصدى لفلسطينيين احتجوا على الاستيطان في بيت دجن قرب نابلس الخميس (إ.ب.أ)
الجيش الإسرائيلي يتصدى لفلسطينيين احتجوا على الاستيطان في بيت دجن قرب نابلس الخميس (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يتيح لمستوطنين السيطرة على 200 ألف دونم في الضفة

الجيش الإسرائيلي يتصدى لفلسطينيين احتجوا على الاستيطان في بيت دجن قرب نابلس الخميس (إ.ب.أ)
الجيش الإسرائيلي يتصدى لفلسطينيين احتجوا على الاستيطان في بيت دجن قرب نابلس الخميس (إ.ب.أ)

اعترف رئيس منظمة «أماناه»، زئيف حيفر، وهو من قادة جماعة «غوش إيمونيم» الاستيطانية، بأن هناك نحو 200 ألف دونم تحت سيطرة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية. لكن منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية «بتسيلم»، قالت إن هناك 36 ألف دونم إضافية لم تدخل في الحساب، وعليه؛ فإن نحو ربع مليون دونم من الأراضي الفلسطينية المحتلة بين أيدي المستوطنين.
والبؤر الاستيطانية شكل جديد من الاستيطان العشوائي، الذي يقيمه المستوطنون من دون قرار حكومي، ولذلك يعدّ حتى في إسرائيل «استيطاناً غير شرعي». وقد أقيمت 150 بؤرة كهذه منذ بداية تسعينات القرن الماضي.
وحسب صحيفة «هآرتس»، أمس الأحد، فقد تمكن المستوطنون في هذه البؤر، خلال السنوات الخمس الأخيرة، من وضع اليد والسيطرة على نحو 21 ألف دونم، بغالبيتها العظمى هي ملكية خاصة للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. كما منعوا المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى مساحات واسعة من الأراضي، ونفذوا اعتداءات منهجية وواسعة عليهم خلال فلاحة العائلات الفلسطينية الأرض.
وعمدت جماعات المستوطنين إلى تنفيذ الاعتداءات واللجوء إلى العنف والعمليات الإرهابية ضد الفلسطينيين وأصحاب الأراضي، وذلك بهدف ترويع وترهيب الفلسطينيين ودفعهم إلى الهجرة القسرية لأراضيهم وعدم زراعتها. ولم تتورع عن تنفيذ اعتداءات دامية على مواطنين يهود من اليسار الإسرائيلي، جاءوا للتضامن مع الفلسطينيين، ومعهم متضامنون أجانب.
وقد أكدت حركة «بتسيلم» أنه «غالباً ما تجري اعتداءات المستوطنين وعمليات الترهيب للفلسطينيين؛ بدعم وحماية من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذين ساعدوا المستوطنين في التوسع والهجوم على العائلات الفلسطينية، والسيطرة على الأراضي الفلسطينية». وعرضت «بتسيلم» في تقريرها بعض النماذج للاعتداءات على الأرض الفلسطينية، فقالت: «أبرز البؤر الاستيطانية تسمى (مزرعة أوري) التي أقيمت في عام 2016 على أراض للفلسطينيين شمال منطقة غور الأردن، ومنع حراسها الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها ورعاية المواشي، حيث يملكون هناك أكثر من 14 ألف دونم».
وهناك بؤرة أخرى تسمى «تسفي بار يوسف» قرب مستوطنة «حلميش»، أقيمت قبل 3 سنوات في الضفة الغربية، ويحرم المزارعون الفلسطينيون من الوصول إلى أراضيهم التي تقدر بنحو 2500 دونم. كذلك بؤرة الاستيطان التي أقيمت العام الحالي قرب قرية زنوتا جنوب بلدة الظاهرية في محافظة الخليل، بعد أن جرى الاستيلاء على 1850 دونماً من أراضيها، وبؤرة رابعة شرق يطا أقيمت عام 2020 وجرى الاستيلاء على 1537 دونماً من قرى المنطقة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».