هل يستطيع جيرارد بدء مهمة الإصلاح في أستون فيلا؟

أسطورة ليفربول حصل على فرصة ثمينة لإثبات قدرته على تحقيق النجاح كمدرب في الدوري الإنجليزي

دفاع أستون فيلا... هكذا بدا وشباكه تتلقى الأهداف أمام وستهام (غيتي)
دفاع أستون فيلا... هكذا بدا وشباكه تتلقى الأهداف أمام وستهام (غيتي)
TT

هل يستطيع جيرارد بدء مهمة الإصلاح في أستون فيلا؟

دفاع أستون فيلا... هكذا بدا وشباكه تتلقى الأهداف أمام وستهام (غيتي)
دفاع أستون فيلا... هكذا بدا وشباكه تتلقى الأهداف أمام وستهام (غيتي)

تتمثل المهمة الكبرى والأكثر وضوحاً للمدير الفني الجديد لأستون فيلا، ستيفن جيرارد، في إعادة الفريق إلى المسار الصحيح، فالنادي لديه طموحات كبيرة، وأعلن في بداية الموسم عن رغبته في استخدام الأموال التي حصل عليها من بيع أفضل لاعبيه، جاك غريليش، في تدعيم صفوف الفريق ككل. لكن دين سميث أقيل من منصبه، لأنه بعد 11 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز كان لا يزال هناك غموض كبير، بل حتى ارتباك، بشأن ما كان يقدمه الفريق، وبشأن الطريقة التي كان يحاول بها الفوز في المباريات. وقد ازداد هذا الغموض قرب نهاية مسيرة سميث مع الفريق.
ربما كان من المعقول إعطاء سميث مزيداً من الوقت لإيجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها الفريق، خصوصاً أنه نجح في حل مشاكل مماثلة في الماضي، وكان لا يزال يحظى بدعم كبير من قبل اللاعبين، وكانت فرصه كبيرة في العودة إلى المسار الصحيح بمجرد عودة عدد من اللاعبين المهمين للمشاركة في المباريات بعد التعافي من الإصابات وفيروس كورونا، لكن يبدو أن مسؤولي النادي توصلوا إلى نتيجة مفادها أنه من الأفضل التعاقد مع مدير فني جديد قادر على إعادة التوازن إلى الفريق مرة أخرى. وبالتالي، حصل جيرارد على فرصة ثمينة لإثبات قدرته على تحقيق النجاح في الدوري الإنجليزي الممتاز.
في الحقيقة، تولى جيرارد قيادة فريق جيد بما يكفي ليصعد أعلى بكثير من مركزه الحالي، وهو المركز السادس عشر في جدول الترتيب، على الرغم من أنه ربما لا يكون بالقوة التي تمكنه من احتلال أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في البطولات الأوروبية الموسم المقبل. ويمتلك مالكو أستون فيلا الأموال اللازمة لإبرام مزيد من التعاقدات الكبيرة، لكن النادي استثمر أيضاً بقوة في فرق الشباب خلال السنوات الأخيرة - وفاز بكأس الاتحاد الإنجليزي للشباب الموسم الماضي - ومن المتوقع رؤية لاعبين صاعدين من أكاديمية الناشئين يلعبون في الفريق الأول خلال الفترة المقبلة.
وبالفعل، دفع سميث بعدد من اللاعبين الشباب في صفوف الفريق الأول للمرة الأولى، مثل كارني تشوكوويميكا وكاميرون آرتشر، وجعل جاكوب رامزي البالغ من العمر 20 عاماً لاعباً أساسياً في خط الوسط. ومن المتوقع أن يستمر جيرارد في دمج اللاعبين الشباب في صفوف الفريق الأول، وكان من الملاحظ أن الرئيس التنفيذي لأستون فيلا، كريستيان بورسلو، أشار إلى الفترة التي قضاها المدير الفني الجديد على رأس القيادة الفنية لنادي ليفربول تحت 18 عاماً عند الإعلان عن تعيينه مديراً فنياً لأستون فيلا.
لكن أول شيء يجب أن يفعله جيرارد هو إصلاح خط دفاع أستون فيلا. لقد كانت هذه هي المهمة التي أنجزها سميث بنجاح في موسمه الأول بعد الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، وقد أدى التعاقد مع إيمي مارتينيز إلى إضافة مزيد من الصلابة لخط الدفاع الموسم الماضي. لكن هذه المكاسب ضاعت بطريقة ما هذا الموسم، حيث يعد أستون فيلا هو ثالث أكثر أندية الدوري الإنجليزي الممتاز استقبالاً للأهداف هذا الموسم بعد نيوكاسل ونوريتش سيتي. ومن المثير للفضول أن أستون فيلا قد أصبح أكثر ضعفاً في الكرات الثابتة، على الرغم من التعاقد مع مدرب متخصص في هذا الأمر خلال الصيف الماضي. لكن جيرارد سوف يتعاقد مع مدرب جديد للكرات الثابتة على أي حال.
وعلاوة على ذلك، تراجع أداء لاعبي الفريق أصحاب المهارات والقدرات الفردية بشكل ملحوظ هذا الموسم، وبالتالي يتعين على جيرارد إيجاد حل لهذه المشكلة. ولا يقدم مارتينيز، الذي ربما يكون أفضل لاعب في أستون فيلا من حيث القدرات والإمكانات، والمستويات المتوقعة منه هذا الموسم، وربما يكون السبب في ذلك هو سفره كثيراً للمشاركة مع منتخب بلاده الأرجنتين بشكل لم يكن متعوداً عليه في الماضي.
وكان مات تارغيت يقدم أداء رائعاً الموسم الماضي، لكن مستواه تراجع بشكل مثير للقلق، كما تراجع مستوى تيرون مينغز لدرجة أن سميث استبعده من التشكيلة الأساسية للفريق أمام وستهام قبل أسبوعين. صحيح أن مينغز ارتكب بعض الأخطاء، لكن شخصيته القوية وصفاته القيادية، فضلاً عن عدم وجود بديل أفضل منه، كل ذلك يعني أنه يظل الخيار الأفضل لأستون فيلا حتى عندما لا يكون في أفضل حالاته. وبالتالي، يتعين على جيرارد أن يعتمد عليه في خط الدفاع، إلى جانب إزري كونسا.
بالإضافة إلى ذلك، يتعين على جيرارد أيضاً أن يجد حلاً لكيفية حماية خط الدفاع. لم يكن أستون فيلا قوياً دائماً في منطقة خط الوسط. وقد أظهر دوغلاس لويز، الذي يجيد استخلاص الكرات والتمرير بشكل ممتاز عندما يكون في أفضل حالاته، علامات واضحة على تراجع المستوى بعد صيف لم يحصل فيه على فترة راحة كافية بسبب ارتباطاته الدولية مع منتخب البرازيل. ويمتاز لاعب خط الوسط الزيمبابوي مارفيلوس ناكامبا بالنشاط والحركة الدائمة، لكنه ليس جيداً بالدرجة نفسها فيما يتعلق بالتمرير. قد يكون جون ماكجين لاعباً عبقرياً، لكن مشكلته تكمن في تذبذب مستواه وعدم تقديمه أداء ثابتاً لفترة طويلة. يعد رامزي موهبة صاعدة بقوة، كما أن آشلي يونغ مفيد كثيراً، لكنه قد لا يكون قادراً على السيطرة على خط الوسط في كثير من الأحيان في مباريات بقوة وشراسة الدوري الإنجليزي الممتاز.
وكانت مشكلة أستون فيلا تتمثل في أن الضعف في أحد خطوط الملعب يبدو كأنه يصيب ويعدي باقي خطوط الفريق، فحالة الضعف الواضحة في خط وسط الفريق تؤثر على خط الدفاع وتصيب لاعبيه بالتوتر، كما أن هشاشة خط الدفاع تجعل خطي الوسط والهجوم حذرين جداً بشأن الضغط العالي على لاعبي الفريق المنافس. وبالتالي، أصبح الفريق يضغط بشكل عشوائي على المنافسين، كما أنه لم يكن بالصلابة الدفاعية اللازمة عندما يتراجع إلى الخلف، وهو الأمر الذي كان له تأثير سلبي كبير على النتائج في نهاية المطاف.
يجب على جيرارد التأكد من أن لاعبي الفريق بالكامل ينفذون التعليمات والواجبات كما ينبغي ووفق الخطة الموضوعة. وربما يكون أول شيء يتعين على جيرارد العمل عليه هو إعادة الثقة إلى اللاعبين، الذين فقدوا الثقة في أنفسهم بسرعة كبيرة، وهو الأمر الذي ظهر بشكل واضح تماماً خلال مباراة وولفرهامبتون الشهر الماضي، حيث كان أستون فيلا متقدماً بهدفين دون رد قبل النهاية بعشر دقائق فقط، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على النتيجة وخسر في نهاية المطاف بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
ربما يكون رحيل غريليش أحد أهم أسباب فقدان لاعبي أستون فيلا للثقة. فعندما كان غريليش موجوداً، كان المدافعون على وجه الخصوص يعرفون أن لديهم لاعباً مهارياً يمكنهم تمرير الكرة إليه وهم مطمئنين بأنه سيفعل شيئاً مثمراً، أو على الأقل سينقل الكرة بشكل صحيح إلى المناطق الهجومية. لكن بعد رحيل غريليش، بدا الأمر في كثير من الأحيان كأن الفريق لا يعرف كيف ينقل الكرة إلى الثلث الأمامي من الملعب. وعندما يُحرم الفريق من جهود لاعبه المبدع برتراند تراوري، يبدو الأمر كأن الخيارات الأخرى غير قادرة على تعويض غيابه بما يكفي.
وحتى إيمي بوينديا، الذي تعاقد معه أستون فيلا في صفقة قياسية في تاريخ النادي خلال الصيف الماضي، غالباً ما كان يلعب دوراً هامشياً في مركز الجناح الأيمن، كما لم يقدم ليون بايلي أداء جيداً خلال المباراتين اللتين بدأهما في التشكيلة الأساسية، بعد الأداء الجيد الذي كان يقدمه عندما كان يشارك كبديل. ويتعين على جيرارد أن يجد طريقة ما للاستفادة بشكل أكبر من هذين اللاعبين في الناحية الهجومية، وأن يقرر أيضاً ما إذا كان بإمكانهما، أم لا، الاندماج في الفريق مع كل من داني إنغز، واللاعب الأكثر ديناميكية في النادي، إن لم يكن الأفضل أيضاً في إنهاء الهجمات والفرص أمام المرمى، أولي واتكينز.
ربما يكون الشيء الغريب في أستون فيلا هذا الموسم هو حدوث كثير من الأمور بشكل خاطئ، لكن من المحتمل ألا يستغرق الأمر كثيراً من الوقت لإصلاحها. ربما كان سميث سيجد حلولاً لهذه المشاكل لو حصل على مزيد من الوقت، لكن الآن يتعين على جيرارد العمل على إعادة الفريق إلى المسار الصحيح في أسرع وقت ممكن.



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟