الفلسطينيون يقولون إنهم تلقوا «أموالاً مجمدة» من إسرائيل

تل أبيب تحدثت عن تقديم «قرض»

نفت حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أن تكون السلطة حصلت على «قرض» مالي من إسرائيل (أ.ف.ب)
نفت حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أن تكون السلطة حصلت على «قرض» مالي من إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون يقولون إنهم تلقوا «أموالاً مجمدة» من إسرائيل

نفت حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أن تكون السلطة حصلت على «قرض» مالي من إسرائيل (أ.ف.ب)
نفت حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أن تكون السلطة حصلت على «قرض» مالي من إسرائيل (أ.ف.ب)

نفى الفلسطينيون أنهم حصلوا على قرض مالي من الحكومة الإسرائيلية، وقالوا إنهم استرجعوا مستحقاتهم من أموال مقاصة كانت محتجزة، في روايتين متنقاضتين بين الحكومتين.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ إنه لا صحة للأنباء التي تقول إن السلطة الفلسطينية أخدت قرضاً مالياً من الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف: «السلطة الفلسطينية لم تأخذ أي قرض مالي من الحكومة الإسرائيلية».
وفيما اكتفى الشيخ بذلك، أوضحت حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أن الأموال التي يدور الحديث عنها هي مستحقات متأخرة. وجاء في بيان لوزارة المالية الفلسطينية «أن إسرائيل تواصل اقتطاعات شهرية جائرة من أموال العائدات الضريبية (المقاصة) تفوق 100 مليون شيقل، وتحتجز ما يفوق 2 مليار شيقل، لم تتوقف الوزارة عن المطالبة بالإفراج الفوري عنها». وقالت: «تعقيباً على الأخبار المضللة التي تداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، والمنسوبة لمكتب وزير الجيش الإسرائيلي (بيني غانتس)، بشأن تحويل قرض إسرائيلي للسلطة بقيمة 500 مليون شيقل، فإن المبلغ الذي تم تحويله قبل ثلاثة أشهر ما هو إلا جزء من رصيد أموالنا المحتجزة لديهم إلى حين استرداد جميع تلك الاقتطاعات».
وأكدت الوزارة أنها مستمرة بمطالبة إسرائيل بوقف اقتطاعاتها الجائرة من المقاصة الفلسطينية، والمخالفة للقوانين الدولية وللاتفاقات الثنائية، وكذلك باسترداد كل ما تحتجزه ضمن الملفات العالقة.
وكانت السلطة تعلق على تقرير نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الجمعة. ونقل التقرير عن مكتب وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس أن إسرائيل قامت بتحويل نحو نصف مليار شيقل (العملة الإسرائيلية) إلى السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى الأموال الضريبية المحولة إليها بخلاف قانون الخصم.
ويدور الحديث عن الأموال المجمدة التي تخصم على الفلسطينيين من قبل وزارة الجيش الإسرائيلي بحجة دفعها لعوائل الأسرى الفلسطينيين وذويهم.
وكان إسرائيل بدأت منذ مطلع العام الحالي حجب نحو 600 مليون شيقل (181 مليون دولار) للتعويض عن مدفوعات يقول الإسرائيليون إنها «الدفع مقابل القتل»، وهي رواتب تدفعها السلطة «لشهداء وأسرى»، وذلك عبر اقتطاع جزء من هذا المبلغ شهرياً من العوائد الضريبية التي تحولها للسلطة.
وقالت الصحيفة إن «الحديث يدور عن قرض أعطي للسلطة الفلسطينية سيتم تسديده بواسطة أموال الضرائب المستقبلية». وأكد التقرير أن «السلطة الفلسطينية تواجه أزمة مالية خانقة، كانت مدار النقاش في جلسة عاجلة للحكومة في رام الله خلال اليومين المنصرمين».
وذكرت وزارة الجيش الإسرائيلي أن تلك الأموال هي عبارة عن «قرض»، وأن مصدره بالأساس الأموال التي تخصم من السلطة الفلسطينية وليس من أموال ضرائب الإسرائيليين، وأنه سيتم إعادة تحصيلها من الضرائب التي تجمع لصالح السلطة.
لكن النائب الليكودي إيلي كوهين هاجم الحكومة الإسرائيلية وقال إنها خطيرة وإن «هذه الأموال يمكن أن تُستخدم لصرف رواتب الإرهابيين».
ويظهر من تقرير للسلطة الفلسطينية خاص بميزانية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، أنها القيمة الإجمالي بلغت 1.77 مليار شيقل، وأن منها نصف مليار شيقل حولتها إسرائيل، وتم تحديد 400 مليون منها على أنها أموال كان من المفترض أن تحولها إسرائيل في أشهر سابقة، أي أنها لن تسدد مستقبلاً، في حين تم تعريف الـ100 مليون شيقل على أنها «سلفة» وستسدد من تحصيل الضرائب مستقبلاً.
وأوضحت السلطة في تقريرها الرسمي أنها لا تنوي سداد 80 في المائة من المبلغ الذي تم تحويله.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.