انتقادات لوزير تونسي سابق دعا إلى إسقاط الرئيس «بأي ثمن»

دعوة لوقفة احتجاجية اليوم ضد «التدابير الاستثنائية»

جانب من المظاهرات المناهضة لقرارات الحكومة في مدينة عقارب (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرات المناهضة لقرارات الحكومة في مدينة عقارب (أ.ف.ب)
TT

انتقادات لوزير تونسي سابق دعا إلى إسقاط الرئيس «بأي ثمن»

جانب من المظاهرات المناهضة لقرارات الحكومة في مدينة عقارب (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرات المناهضة لقرارات الحكومة في مدينة عقارب (أ.ف.ب)

طالب محمد عبو، الوزير السابق ومؤسس حزب التيار الديمقراطي المعارض، بإسقاط الرئيس التونسي قيس سعيد بأي ثمن، وبأي وسيلة كانت، سواء «شرعية أو غير شرعية»، وهو ما خلف موجة من الانتقادات والتساؤلات، على اعتبار أن عبو كان حتى وقت قريب من أبرز داعمي الرئيس، وهو من دعاه إلى تفعيل الفصل 80 من الدستور التونسي، ونشر الجيش في شوارع البلاد لتثبيت فرض الإجراءات الاستثنائية بالقوة عبر عدة إجراءات صارمة، من بينها اعتقال شخصيات سياسية ومالية وإخضاعهم للإقامة الإجبارية، بدعوى محاربة الفساد. كما دعاه لإقصاء أحزاب سياسية من الساحة، ومنعها من المشاركة في الانتخابات المقبلة بذريعة تطبيق القانون، وإجراء محاكمات سريعة واستثنائية، بزعم فرض النظام وتجاوز الأزمة السياسية.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من الوقفة الاحتجاجية المثيرة للجدل، التي تنظمها حملة «مواطنون ضد الانقلاب» للمطالبة بالعودة إلى المؤسسات الدستورية في تونس.
وعبر عدد من النشطاء عن استخفافهم بدعوة محمد عبو، واعتبروه «آخر الفارين من سفينة الانقلاب». في إشارة إلى أن الرئيس سعيد بدأ يفقد حلفاءه بصفة تدريجية، مع اتساع جبهة المعارضين للتدابير الاستثنائية، التي اتخذها منذ 25 من يوليو (تموز) الماضي. وهو ما عبر عنه الرئيس صراحة في خطابه الأخير، حيث أشار إلى تغير موقف بعض حلفائه السابقين، بعدما فضلوا الحصول على مناصب في الحكومة الجديدة، وهو ما فهم منه بعض المراقبين أن عبو هو واحد من بين المعنيين بهذا التبدل في المواقف.
على صعيد متصل، تحشد حملة «مواطنون ضد الانقلاب» لوقفة احتجاجية اليوم، للتعبير عن رفض توجهات الرئيس سعيد وخياراته السياسية، وللمطالبة بالعودة إلى الشرعية الدستورية، والحفاظ على المسار الديمقراطي والتعددية السياسية، وضمان الحقوق والحريات في تونس.
وأطلق عدد من رواد منصات التواصل قبل بضعة أسابيع دعوات حملت شعار «مواطنون ضد الانقلاب»، و«يسقط الانقلاب»، و«قيس سعيد خائن» للمشاركة بكثافة في هذه الاحتجاجات. كما طرحوا في مؤتمر صحافي عقدوه بالشارع، بعد أن تم منعه من قبل السلطات، خارطة طريق لإنهاء الأزمة السياسية، تضمنت بالخصوص تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة في النصف الثاني من سنة 2022.
ويرى مراقبون أن حملة «مواطنون ضد الانقلاب» تحولت إلى مبادرة سياسية، بعد أن دعمتها شخصيات سياسية وازنة في البلاد، مثل عبد الرؤوف بالطبيب، أحد مستشاري سعيد السابقين.
في المقابل، لا يزال أنصار الرئيس سعيد يعلنون عن تأييد خياراته، ويدعونه إلى وقف العمل بالدستور بشكل نهائي، وتجميد عمل البرلمان. وفي هذا السياق اعتبر سرحان الناصري، رئيس حزب التحالف من أجل تونس، الداعم للرئيس، أن دعوة «مواطنون ضد الانقلاب» إلى تجمع احتجاجي أمام مقر البرلمان غدا، وحملات التجييش التي يقومون بها «تهدف إلى جر البلاد إلى مربع العنف، وتكرار سيناريو رابعة» على حد قوله.
واتهم الناصري «مواطنون ضد الانقلاب» بأنها تعمل خارج إطار القانون، وليس لها هيكل منظم لممارسة العمل السياسي. مشيرا في تصريح إذاعي إلى أن الشيء الوحيد الذي يجمع بين المنتمين لها «هو ممارسة العمل السياسي قبل 25 يوليو (تموز) لخدمة التهريب، والمتاجرة بآلام الشعب التونسي وقضاياه». مؤكدا «أنهم دمروا المنظومة الحزبية والسياسية ومؤسسات الدولة في السنوات الماضية».
من ناحية أخرى، كشفت وزارة الداخلية في بلاغ أمس عن حيثيات توقيف زهير مخلوف، النائب المجمد عضويته بالبرلمان، وقالت إن هذه الخطوة تأتي تنفيذا لحكم قضائي صدر عن المحكمة الابتدائية في نابل منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، والقاضي بسجن النائب المذكور لمدة سنة واحدة مع النفاذ العاجل في «قضية ذات طابع أخلاقي».
وكان مخلوف قد أدين بتهمة «التحرش والمجاهرة بما ينافي الأخلاق»، وذلك في قضية تعود إلى فترة الحملة الانتخابية الرئاسية، التي جرت سنة 2019، حيث اتهمته تلميذة بالتحرش والمجاهرة بالفاحشة.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».