مروان خوري: الأغاني الشعبية أصبحت «سوقية»

قال لـ«الشرق الأوسط» إن هناك محاولات لتغيير وجه لبنان وعلاقته بمحيطه العربي

من حفل خوري الغنائي بمهرجان الموسيقى العربية المقام بدار الأوبرا المصرية
من حفل خوري الغنائي بمهرجان الموسيقى العربية المقام بدار الأوبرا المصرية
TT

مروان خوري: الأغاني الشعبية أصبحت «سوقية»

من حفل خوري الغنائي بمهرجان الموسيقى العربية المقام بدار الأوبرا المصرية
من حفل خوري الغنائي بمهرجان الموسيقى العربية المقام بدار الأوبرا المصرية

أعرب الفنان اللبناني مروان خوري عن سعادته للمشاركة للمرة الثامنة في فعاليات «مهرجان الموسيقى العربية» الذي تستضيفه دار الأوبرا المصرية حتى الخامس عشر من الشهر الجاري. واعتبر في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن الأغاني الشعبية أصبحت في مرحلة «سوقية» ومتوقعاً أن ينتهي لون «غناء المهرجانات مهما طال انتشاره»... وإلى نص اللقاء:

> لماذا تحرص دائماً على المشاركة في مهرجان الموسيقى العربية؟
- مهرجان الموسيقى العربية يعد واحداً من أهم المهرجانات الموسيقية والثقافية في الوطن العربي، ربما هو الوحيد الذي يحافظ على الهوية الموسيقية التراثية الطربية، وأتشرف بكوني واحداً من أكثر الفنانين الذين تمت دعوته له خلال السنوات الأخيرة، فمشاركتي الحالية تعد الثامنة لي في تاريخ المهرجان، فأنا لا أغني فقط في «دار الأوبرا المصرية» بل أتشرف أيضاً بالغناء في محافظة الإسكندرية، أي إنني أحيي حفلين غنائيين في الدورة الواحدة، وحبي لمهرجان الموسيقى نابع من حبي للجمهور المصري الذواق والمحب للموسيقى، كما لا بد هنا أن أوجه شكراً وتقديراً لجميع القائمين على المهرجان وأيضاً الفرقة الموسيقية التي تصاحبني دوما بقيادة المايسترو مصطفى حلمي أمين.
> كيف رأيت تكريمك في الدورة الثلاثين من المهرجان؟
- إحساس رائع، ويكفي أنني كُرمت مع مجموعة رائعة من الفنانين والمثقفين، وأجمل ما في الأمر أنني حظيت بالتكريم مع أجيال تفوقني في العمر، وآخرين أصغر مني، أي أن المهرجان يحاول دوما تكريم الرموز في الأجيال كافة، كما أحببت لمسة الوفاء التي يقدمها المهرجان بتكريم رموز فنية وثقافية رحلت عن دنيانا، ربما يكون فيهم أسماء ليست جماهيرية، ولكن المهرجان تذكرهم وقرر تكريمهم.
> اعتدت أن تبدأ حفلك بأغنية «يا مساء الفل يا بهية» فلماذا غيرتها هذه الدورة؟
- الأغنية من ألحاني وغناء الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي، وبالفعل اعتدت تقديمها أولاً، ولكن هذه المرة أحببت أن أقدم أغنية الفنانة عفاف راضي «هوا يا هوا» كنوع من التجديد.
> هل يرتبط الجمهور المصري بأغنيات محددة لك؟
- أصبح هناك كلاسيكيات خاصة تجمعني بجمهوري في مصر، ومنها أغنياتي القديمة الشهيرة مثل «كل القصايد»، و«قصر الشوق»، و«مغرم» التي دوما ما أحب أن أختتم بها حفلاتي الموسيقية، كما إنني لا بد أن أشدو في أي حفل غنائي لي بمصر بأغنية خاصة من أغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب وهذه المرة قدمت لجمهوري أغنية «هان الود».
> هل ستقدم ألبوماً غنائياً في الفترة المقبلة؟
- لا، فهناك تقريباً اتجاه إجباري على المطربين في الفترة الحالية على تقديم الأغنيات بشكل فردي «سنغل»، ولذلك لدي عدد من النوع نفسه سأعمل على طرحه، ولكنني لم أحدد بعد ما هي أولى تلك الأغنيات.
> وماذا عن التلحين؟
- هناك عدد كبير من الأغنيات انتهيت منها لكبار الفنانين، فهناك مجموعة مع الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي، وبعض الألحان للفنانات العرب مثل أسماء المنور، ولكن لا أعلم موعد طرحهم، كما أستعد للسفر إلى العراق لإحياء حفلين غنائيين، الأول في مدينة أربيل، وآخر في بغداد.
> كملحن ومطرب ما تقييمك للأغنية الشعبية في الوقت الراهن؟
- الأغنية الشعبية الموجودة في السوق حاليا لها عدة مسميات، ولكن لكي لا ندخل في شرح طويل يصعب فهمه على القارئ، الأغنية الشعبية تمر بحالة غير جيدة فهي تعاني من نقص على المستويات كافة، حيث إنها أصبحت تجارية أكثر من كونها فنية ثقافية، أي يمكن أن نقول عليها باللفظ الدراج إنها أصبحت «سوقية».
> وما رأيك في أغنيات المهرجانات المنتشرة في مصر؟
- تندرج تحت فئة الأغنية الشعبية السلبية، وانتشرت في فترة فراغ، كما أنها تقوم على الموضوعات والكلمات أكثر من كونها تقدم جملا موسيقية جديدة ومبتكرة، وهي عبارة عن إيقاعات موسيقية وكلمات جريئة سواء كانت سلبية أو إيجابية تفاعل معها فئة معينة من الجمهور وساهم في نشرها، وفي اعتقادي أنها موجة ستأخذ وقتها حتى لو طالت وستنتهي، كحال جميع الموجات الموسيقية التي انتشرت في الفترات الماضية وانتهت مع تغير الأوضاع السياسية والاجتماعية.
> هل أثرت الثورة اللبنانية على حركة الموسيقى؟
- ليست الثورة فقط التي أثرت على الحركة الفنية والموسيقية في لبنان، بل الأداء السياسي والمنظومة الإدارية والاقتصاد، فالفن دوما شيء هش وضعيف يتأثر بأقل تغير، فما بالنا بمشاكل سياسية واقتصادية بالإضافة لجائحة كورونا التي دمرت وقتلت المئات من البشر حول العالم.
> كيف ترى الوضع اللبناني في الفترة الحالية؟
- صعب للغاية، فنحن نمر بمرحلة مصيرية، لا أقول إنني خائف على بلدي لبنان لأنه ليس ابن أمس ويملك تاريخاً وحضارة كبيرة وعميقة، ولكن هناك محاولات لتغيير وجهه وعلاقته بمحيطه العربي وبالتحديد علاقته مع دول الخليج، ولذلك أطلب وأتمنى من العالم العربي ألا يتخلى عن لبنان.
> كيف تتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي؟
- علينا أن نعترف أننا نعيش في زمن الإنترنت، وفي مرحلة انتقال العالم أجمع للتعامل مع تلك المواقع، وعلينا أن نتأقلم مع إيجابياتها وسلبيتها، ربما خلال الفترة المقبلة لا نتوقف فقط عند «فيسبوك» و«يوتيوب»، بالتحديد بعد ما أعلن مالك موقع «فيسبوك» عن حياة جديدة ومختلفة في الفترة المقبلة.
> هل تتفاعل مع انتقادات تلك المواقع؟
- لا، ولا أحبها كذلك، فأنا أكتفي فقط بالتغريد عبر «تويتر» للتصريح بشيء ما وإيصال رسالة للإعلام والجمهور، لكن ليس لدي أي تفاعل على «فيسبوك»، أما موقع الفيديو والصور «إنستغرام» فهو بالنسبة لي عبارة عن موقع للتسويق، بشكل عام. أنا لا أتعرض كثيرا للانتقادات لأنني لا أحب الإثارة ولا أفتعل مشاكل تثير الجدل، أي مثل ما يقولون: «دوما في حالي».
> وماذا عن الشائعات؟
- مثلها مثل الانتقادات، نادراً ما يقال عني شائعات، لأنني لست متفاعلاً مع ما يحدث في الخارج ولا أحب إثارة المشاكل والجدل عن نفسي.



انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
TT

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

تُثابر أليس مغبغب منظمة مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) على تجاوز أي مصاعب تواجهها لتنظيم هذا الحدث السنوي، فترفض الاستسلام أمام أوضاع مضطربة ونشوب حرب في لبنان. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الانتصاب دائماً ومواجهة كل من يرغب في تشويه لبنان الثقافة. نعلو فوق جراحنا ونسير بثباتٍ للحفاظ على نبض وطن عُرف بمنارة الشرق. كان علينا أن نتحرّك وننفض عنّا غبار الحرب. ندرك أن مهمتنا صعبة، ولكننا لن نستسلم ما دمنا نتنفس».

الصورة وأهميتها في معرض العراقي لطيف الآني (المهرجان)

انطلقت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي فعاليات مهرجان «بيروت للأفلام الفنية»، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان «أوقفوا الحرب»، وتستمر لغاية 6 ديسمبر (كانون الأول). يعرض المهرجان 25 فيلماً، ويقيم معرض صور فوتوغرافية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية، وتجري عروضه في المكتبة الشرقية في بيروت.

وتتابع مغبغب: «رغبنا في لعب دورنا على أكمل وجه. صحيح أن كل شيء حولنا يتكسّر ويُدمّر بفعل حرب قاسية، بيد أننا قررنا المواجهة والمقاومة على طريقتنا».

تقع أهمية النسخة الـ10 بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية. ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها. فأُطلق في 25 نوفمبر معرض هادي زكاك عن صالات السينما في مدينة طرابلس، يحمل عنوان «سينما طرابلس والذاكرة الجماعية»، وذلك في المكتبة الشرقية في العاصمة بيروت. ويسلّط المعرض الضوء على هذه المدينة الثقافية بأسلوبه. كما عرض المهرجان في اليوم نفسه الوثائقي «أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي. وقد نال عنه مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأثرية (FICAB) في مدينة بيداسوا الإسبانية.

يُختتم المهرجان بالفيلم اللبناني «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»

وفي السابعة مساءً، اختُتم أول أيام الافتتاح بعرض المهرجان لفيلم هادي زكاك «سيلّما»، ويوثّق فيه سيرة صالات السينما في طرابلس، يومَ كانت السينما نجمة شعبيّة في المدينة الشماليّة.

وكما بداية المهرجان كذلك ختامه يحمل النفحة اللبنانية، فيعرض في 6 ديسمبر (كانون الأول) فيلم فيروز سرحال «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»، وذلك في الذكرى الـ30 لرحيله. في الفيلم زيارة أماكن عدّة شهدت على حياة بغدادي وأعماله، والتقاء بالمقربين منه لتمضية يوم كامل معهم في بيروت، حيث يسترجعون مسيرة بغدادي المهنية في ذكريات وصور.

وتشير مغبغب، في سياق حديثها، إلى أن المهرجان ولّد حالة سينمائية استقطبت على مدى نسخاته العشر صنّاع أفلام عرب وأجانب. وتضيف: «تكثر حالياً الإنتاجات الوثائقية السينمائية. في الماضي كانت تقتصر على إنتاجات تلفزيونية، توسّعت اليوم وصار مهرجان (باف) خير عنوان لعرضها».

فيلم فؤاد خوري يُوثّق الحرب اللبنانية (المهرجان)

ومن النشاطات التي تصبّ في تعزيز الصورة الفوتوغرافية أيضاً، معرضٌ للعراقي لطيف الآني، يحكي قصة العراق منذ 50 سنة ماضية، ينقل معالمه ويومياته كما لم نعرفها من قبل. وتعلّق مغبغب: «أهمية الصورة الفوتوغرافية تأتي من حفاظها على الذاكرة. ولذلك سنشاهد أيضاً فيلم فؤاد خوري عن ذاكرة الحرب اللبنانية».

ويغوص فيلم خوري في مسار هذا الفنان الذي أخذ دور موثّق الحرب، والشاهد على النّزاعات في الشرق الأوسط.

مغبغب التي تأمل بأن تجول بالمهرجان في مناطق لبنانية بينها بعلبك وصور، تقول: «الناس متعطشة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الموضوعات الفنية. إنها تشكّل لهم متنفساً ليتخلصوا من همومهم ولو لبرهة. وهذه الأفلام الواقعية والموثقة بكاميرات مخرجين كُثر، تجذبهم بموضوعاتها الاجتماعية والجمالية».

تقول أليس مغبغب إن عملها في المهرجان كشف لها عدد أصدقاء لبنان من دول أجنبية وعربية. ولذلك نتابع عروضاً لأفلام أجنبية من بينها مشاركة من إنجلترا بعد غياب عن المهرجان لـ4 سنوات. وسيُعرض بالمناسبة «الرجل المقاوم» و«شكسبيرز ماكبث» ثاني أيام المهرجان في 26 نوفمبر.

ويُخصّص «بيروت للأفلام الفنية» أيام عرضٍ خاصة ببلدان أجنبية، من بينها الإيطالي والبلجيكي والسويسري والبرازيلي والإسباني والألماني.

«أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي (المهرجان)

ويبرز فيلما «لاماتوري» و«أخضر على رمادي» للإيطاليين ماريا موتي وإميليا أمباسز في المهرجان. وفي ذكرى مئوية الفن السوريالي تشارك إسبانيا من خلال المخرجَين بالوما زاباتا وكانتين ديبيو، فيُعرض «لا سينغالا» و«دالي»، ويُعدّ هذا الأخير من أهم الأفلام الوثائقية عن الفنان الإسباني الراحل والشهير.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) سيُعرض فيلم خاص بالمكتبة الشرقية مستضيفة المهرجان. وتوضح مغبغب: «عنوانه (المكتبة الشرقية إن حكت) من إخراج بهيج حجيج، ويتناول عرَاقة هذه المكتبة وما تحويه من كنوز ثقافية».

ومن الأفلام الأجنبية الأخرى المعروضة «إيما بوفاري» وهو من إنتاج ألماني، ويتضمن عرض باليه للألماني كريستيان سبوك مصمم الرقص الشهير، وهو يقود فرقة «ستانس باليه» المعروفة في برلين.

وفي فيلم «جاكوميتي» للسويسرية سوزانا فانزون تتساءل هل يمكن لمكانٍ ما أن يكون مصدر موهبة عائلة بأسرها. وتحت عنوان «من الخيط إلى الحبكة» يتناول مخرجه البلجيكي جوليان ديفو، فنّ النّسيج وما تبقّى منه حتى اليوم، فينقلنا إلى مصانع بروكسل وغوبلان مروراً بغوادا لاخارا في المكسيك.