«مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية»... استعادة للثورات الفنية عالمياً

يخصص ابتداءً من هذه النسخة جائزة تكريمية لنساء لبنانيات

يكرم المهرجان المخرج اللبناني برهان علوية
يكرم المهرجان المخرج اللبناني برهان علوية
TT

«مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية»... استعادة للثورات الفنية عالمياً

يكرم المهرجان المخرج اللبناني برهان علوية
يكرم المهرجان المخرج اللبناني برهان علوية

يتمسك القيمون على مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية (Baff) بإقامة هذا الحدث، رغم أزمات متراكمة تمر بها البلاد. ويعود المهرجان هذا العام بنسخته السابعة لينطلق في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، ويستمر حتى 30 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2022. وعلى مدى عام كامل وتحت عنوان «الوحي» يعرض المهرجان أشرطة سينمائية وثائقية يستذكر خلالها الثورات الفنية، وبعض المعارك الثقافية. ويطل من خلال الأفلام على مخرجين وفنانين تشكيليين ومهندسين وراقصين من العالم أجمع، ألهموا وأسهموا في شق الطريق أمام تغييرات كبيرة.
يتضمن المهرجان عروضاً لنحو 30 فيلماً من إيطاليا وإسبانيا ولبنان وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وغيرها. ويقام بموازاة العروض نقاشات حولها، يشارك فيها خبراء في عالم السينما من لبنان وبلجيكا.
يكرم المهرجان هذا العام المخرج برهان علوية صاحب لقب «أب السينما اللبنانية». فيفتتح مع فيلمه «رسالة من زمن المنفى» أولى أمسياته في 18 الجاري في «مسرح مونو» بالأشرفية. فيما تحمل أمسية ختام المهرجان عرضاً لفيلم آخر لعلوية بعنوان «لا يكفي أن يكون الله وحده مع الفقراء»، ويحكي قصة المهندس المصري حسن فتحي. فهذا الأخير حاول طيلة حياته تحديث التقاليد الهندسية في مصر. ويلي العرض لقاء مع جورج عربيد مؤرخ في مجال الهندسة المعمارية.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» تشير مديرة المهرجان أليس مغبغب إلى أن الحدث هذه السنة سيكون غنياً بالأفلام وطاولات نقاش وتكريمات وجوائز. وتوضح: «إضافة إلى تكريمنا لبرهان علوية خصصنا جائزة (لوسيول دور)، التي ابتداء من هذه النسخة ستصبح تقليداً سنوياً نتبعه في المهرجان. وتكمن أهمية هذه الجائزة في أنها تكرم نساء لبنانيات تركن بصمتهن على المجتمع، فناضلن وجاهدن من أجل مستقبل أفضل».
والجائزة هي كناية عن مبلغ مالي يُجمع مما يتبقى من المبالغ المقدمة من سفارات ومراكز ثقافية أجنبية تساند المهرجان. وهذه السنة ستنال الجائزة الممثلة والمخرجة زينة دكاش، صاحبة جمعية «كتارسيس» وتعمل من أجل المسرح العلاجي.
وتقول: «نهدف أيضاً من خلال المهرجان إلى إعادة هواة مشاهدة الأفلام إلى صالات السينما بعدما فرغت من حضورها لفترة طويلة بسبب الجائحة». وتضيف مغبغب، في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إننا اليوم بأمس الحاجة لهذه العودة ولإحساسنا بأن حياتنا تعود لطبيعتها. وستنقسم عروض المهرجان بين افتراضية وحضورية ليستطيع الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس».
يستهل المهرجان عروضه في «مسرح مونو» حتى 28 نوفمبر. كما تستضيفه بلدية مدينة جبيل بمشاركة المركز الثقافي فيها. فتعرض مختارات من أفلام المخرج اللبناني هادي زكاك وبينها وثائقية وخيالية، وذلك في 19 و20 و21 نوفمبر، والدخول إليها مجاناً. وفي اليوم التالي (في 22 نوفمبر) يوقع زكاك كتابه «العرض الأخير سيرة سيلما طرابلس».
ويعرض في 28 نوفمبر فيلم زينة دكاش «ذا بلو ايماتس»، ويحكي عن سجناء رومية في المبنى الأزرق. وهم يعانون من أمراض نفسية لا يستطيعون الخروج إلى الحرية قبل الشفاء منها، حسب القانون اللبناني.
وتؤكد مغبغب أن الدعم الأكبر للمهرجان يعود إلى شركاء أجانب قادمين من أماكن مختلفة كي يضموا مساعيهم جاهدين لاستمرار الحياة الثقافية في لبنان، «معنا هذه السنة المعهد الإيطالي الثقافي، وسفارة الأمم المتحدة الأميركية وسويسرا وإسبانيا وبلجيكا ومعهد غوته الألماني».
تجدر الإشارة إلى أن جميع أرباح مبيعات التذاكر في «مسرح مونو» ستقدم للمنظمة غير الحكومية «أو إن جي» و«دار جمعية الطفل اللبنانية» (Afel).
وتضم لائحة الأفلام المشاركة في المهرجان «حقيقة دولتشي فيتا»، و«أجمل صبي في العالم»، و«أليدا» وهي إيطالية. وبمشاركة سفارة الولايات المتحدة الأميركية ستُعرض أفلام عدة بينها «البحث عن آل باتشينو»، و«بيتي بوب فور إفر»، و«تشارلي تشابلن عبقرية الحرية» وغيرها.


مقالات ذات صلة

«الهنا اللي أنا فيه»... فيلم كوميدي يُراهن على صراع الزوجات

يوميات الشرق صناع الفيلم خلال العرض الخاص بالقاهرة (حساب ياسمين رئيس على «فيسبوك»)

«الهنا اللي أنا فيه»... فيلم كوميدي يُراهن على صراع الزوجات

بخلطة تجمع بين الكوميديا والمشكلات الزوجية يراهن فيلم «الهنا اللي أنا فيه» على شباك التذاكر في الصالات السينمائية مع طرحه اعتباراً من الأربعاء 18 ديسمبر.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق لعبت بطولة فيلم «ذنوب مخفية» للمخرج سيرج الهليّل (تمارا حاوي)

تمارا حاوي تشارك في «ذنوب مخفية» ضمن «مهرجان بيروت للأفلام القصيرة»

تجد تمارا الأفلام القصيرة ترجمة لصُنّاع السينما الجريئة. وتؤكد أن عرض فيلم «ذنوب مخفية» في بيروت، شكّل محطة مهمة، بعد تنقُّله في مهرجانات عالمية.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا.

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».