عزا تقرير استخباراتي أميركي انخفاض الهجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق، التي كانت على أيدي جماعات «الحشد الشعبي» إلى سعي تلك الجماعات لتسهيل خروج الجيش الأميركي من العراق.
وكشف التقرير الذي أصدره المفتش العام في وزارة الدفاع (البنتاغون) أخيراً لعملية «العزم الصلب»، مستنداً إلى معلومات قدمتها أيضاً وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، عن «توقف متعمد» بأمر من قيادات جماعات «الحشد الشعبي» لهجمات القوات الأميركية في العراق، وذلك تمهيداً لخروج تلك القوات من البلاد، ومحاولة لعب دور بارز في العراق خصوصاً في تلك المواقع التي تمت استعادة السيطرة عليها من تنظيم داعش الإرهابي.
ولفت التقرير الفصلي الـ27 ونشرته صحيفة «ميليتاري تايمز»، إلى وجود حالة «عدم رضا» في صفوف القيادات العراقية الحكومية، وكذلك الزعامات والقيادات الدينية أمثال آية الله علي السيستاني ومقتدى الصدر من النفوذ الإيراني بين صفوف الحشد، التي تُعتبر أيضًا جزءاً من الدولة الأمنية العراقية.
وكانت وكالة استخبارات الدفاع، أشارت إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران كانت مسؤولة عن هجمات صاروخية وطائرات «بدون طيار»، شبه يومية خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو (تموز) الماضي، ومع ذلك، يشير التقرير إلى أنه بعد اتفاق يوليو بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية لإنهاء الدور القتالي للولايات المتحدة في نهاية عام 2021، انخرطت الميليشيات المدعومة من إيران في «توقف ملحوظ» في مهاجمة قوات التحالف في البلاد»، ووفقًا لوكالة الاستخبارات الأميركية، يعد هذا وقفًا متعمدًا للنشاط لتجنب تعطيل انتقال القوات الأميركية إلى دور غير قتالي.
وأكد أن القوات العراقية لا تزال غير قادرة على العمل بدون دعم أميركي، في الوقت الذي لا يزال تهديد تنظيم داعش الإرهابي «منخفض المستوى»، حيث سينهى الجيش الأميركي دوره القتالي في العراق بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مشيراً إلى أنه «رغم انخفاض نشاط داعش بشكل كبير، عن نفس الفترة من العام الماضي، فإن قوات الأمن العراقية تظهر ضعفاً في الأمن التشغيلي، ونقصاً في المعلومات الموثوقة حول العمليات، والرضا عن النفس».
وأضاف «أن هذا النقص في التخطيط والتحكم التشغيلي، يؤدي إلى عمليات أمنية عراقية واسعة النطاق يتم التنبؤ بها مسبقاً، وعند إجراء العمليات، طلبت قوى الأمن الداخلي باستمرار دعم التحالف للغارات الجوية، وأن هذا الاعتماد على الولايات المتحدة والدعم الجماعي، لا يقتصر على قوى الأمن الداخلي، إذ تواصل القوات المشتركة في جميع أنحاء المنطقة الاعتماد على دعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لجمع المعلومات الاستخباراتية، والمراقبة والاستطلاع، وتكامل المعلومات الاستخبارية، والضربات الجوية».
وفي سوريا، سلط التقرير الضوء على قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، إذ يعملون على جمع المعلومات «الاستخبارية البشرية» بشكل مستقل، مع الاعتماد على مساعدة التحالف في جميع الأنشطة الاستخباراتية الأخرى، ورغم هذه القيود، يشير التقرير إلى أن القوات الشريكة للتحالف في جميع أنحاء المنطقة تخطو خطوات واسعة في معركتها ضد داعش.
وبين انخفاض هجمات داعش في العراق بنحو 20 في المائة، أي من 230 إلى 182 هجوماً، مقارنة بالربع نفسه من عام 2020، وفي سوريا، انخفض هجوم داعش بنسبة 86 في المائة، من 132 هجمة في نفس الربع من العام الماضي إلى 19 هجمة، مشيراً إلى عدم وجود تغيير ملحوظ في تماسك داعش، أو أهدافه أو استراتيجيته للتعافي، فقد تدهورت قدرات المجموعة إلى القيام بـ«هجمات متمردة وإرهابية معزولة» ولا يمكنها الحفاظ على عمليات عسكرية متماسكة.
تقرير استخباراتي: «الحشد» قلل من هجماته على القوات الأميركية
أكد أن القوات العراقية لا تزال معتمدة على دعم واشنطن
تقرير استخباراتي: «الحشد» قلل من هجماته على القوات الأميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة