الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يعقدان محادثات بشأن بروتوكول آيرلندا الشمالية

TT

الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يعقدان محادثات بشأن بروتوكول آيرلندا الشمالية

استضافت لندن أمس (الجمعة)، أحدث جولة محادثات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن الترتيبات التجارية بين الجانبين فيما يتعلق بآيرلندا الشمالية بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست). والتقى كبير مفاوضي الحكومة البريطانية لدى الاتحاد الأوروبي، لورد فروست، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش في أحدث جولة محادثات بشأن بروتوكول آيرلندا الشمالية، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).
وعرض الاتحاد الأوروبي في أكتوبر (تشرين الأول) سلسلة من التعديلات على البروتوكول، والتي كان من شأنها أن تزيل 80 في المائة من عمليات تفتيش البضائع بين آيرلندا الشمالية والبر الرئيسي البريطاني. ولكن المملكة المتحدة تريد المزيد من التعديلات، بما يشمل إزالة دور القضاة في محكمة العدل الأوروبية بوصفهم محكمي نزاعات. ولا تزال المحادثات بشأن البروتوكول الذي يهدف إلى الحفاظ على تدفق التجارة دون حواجز حدودية في الجزيرة الآيرلندية، متأزمة.



تقرير: كيف أثَّرت طفولة إيلون ماسك بجنوب أفريقيا في ظل الفصل العنصري على شخصيته؟

إيلون ماسك بحديقة البيت الأبيض في واشنطن 9 مارس 2025 (إ.ب.أ)
إيلون ماسك بحديقة البيت الأبيض في واشنطن 9 مارس 2025 (إ.ب.أ)
TT

تقرير: كيف أثَّرت طفولة إيلون ماسك بجنوب أفريقيا في ظل الفصل العنصري على شخصيته؟

إيلون ماسك بحديقة البيت الأبيض في واشنطن 9 مارس 2025 (إ.ب.أ)
إيلون ماسك بحديقة البيت الأبيض في واشنطن 9 مارس 2025 (إ.ب.أ)

شكّلت طفولة إيلون ماسك – أغنى رجل في العالم اليوم - في جنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري (الأبارتايد) بشكل كبير نظرته للعالم ومواقفه السياسية، وفقاً لتقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية يستعرض سنوات ماسك التكوينية.

وُلد ماسك في عام 1971 في بريتوريا بجنوب أفريقيا، ونشأ في بيئة بيضاء خلال السنوات المضطربة الأخيرة لنظام الفصل العنصري. التحق بمدرسة بريتوريا الثانوية للصبيان، وهي مؤسسة نخبوية مصممة على غرار المدارس الخاصة الإنجليزية، حيث كان ماسك محبوباً، لكنه لم يكن مميزاً. وقبل مدرسة بريتوريا، تعلّم في مدرسة بريانستون الثانوية في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، وواجه ماسك تنمراً شديداً، بما في ذلك حادثة عنيفة أدت إلى إدخاله المستشفى. هذه التجارب، إلى جانب الديناميكيات العرقية والسياسية في جنوب أفريقيا خلال الفصل العنصري، أثرت على آرائه حول العرق والحكم والديمقراطية، حسب «الغارديان».

استفادت عائلة ماسك من التسلسل الهرمي العنصري لنظام «الأبارتايد»، وفق «الغارديان»، حيث عاشت في ضواحٍ غنية ومنفصلة، بينما واجه غالبية السكان السود اضطهاداً نظامياً. أعرب والده، إيرول ماسك، عن حنينه لتلك الحقبة، مدعياً أنها كانت فترة آمنة ومنظمة، وهي وجهة نظر تتعارض مع واقع التفاوت الاجتماعي الواسع والعنف المنتشر. نشأة ماسك في هذه البيئة، إلى جانب ميول عائلته المحافظة والمعادية للديمقراطية — حيث قاد جده حركة سياسية هامشية في كندا ذات نزعات فاشية — ساهمت على الأرجح في تشكيل شكوكه تجاه الديمقراطية.

تعكس أنشطة ماسك السياسية الأخيرة، بما في ذلك دوره مستشاراً لترمب، تطور آرائه. فقد انتقد ماسك سياسات الإصلاح الزراعي والتمييز الإيجابي في جنوب أفريقيا، واصفاً إياها بأنها عنصرية وتمييزية ضد البيض. هذه الانتقادات تتماشى مع الأمر التنفيذي الذي وقّعه ترمب متهماً جنوب أفريقيا بالتمييز العنصري ضد الأفريكانيين البيض، الذي أدى إلى قطع المساعدات الأميركية عن البلاد. بينما ليس من الواضح مدى تأثير ماسك المباشر على قرار ترمب هذا، فإن مصالح ماسك التجارية في جنوب أفريقيا، بما في ذلك جهوده لبيع شبكة «ستارلينك» للأقمار الاصطناعية، مرتبطة بموقفه السياسي. وقد عارض ماسك القوانين التي تطلب من المستثمرين الأجانب مشاركة حصص ملكية مع الشركات المملوكة للسود في جنوب أفريقيا؛ ما يسلط الضوء على معارضته لسياسات التمكين الاقتصادي الأسود، بحسب «الغارديان».

يشير تحوّل ماسك إلى اليمين سياسياً، بما في ذلك دعمه أحزاب اليمين المتطرف مثل «البديل من أجل ألمانيا»، إلى تساؤلات حول مدى تأثير طفولته في ظل نظام «الأبارتايد» على معتقداته الحالية. يرى البعض أن غيابه عن جنوب أفريقيا خلال فترة الانتقال إلى الديمقراطية ورئاسة نيلسون مانديلا ربما جعله منفصلاً عن التحديات التي تواجهها البلاد بعد انتهاء الفصل العنصري، مثل التفاوت الاقتصادي المستمر ومعدلات الجريمة المرتفعة.

وتقول «الغارديان» إنه على الرغم من ادعاءاته بأنه ليس محافظاً، فإن أفعال ماسك وتحالفاته تشير إلى ميل متزايد نحو السلطوية وعدم الثقة في العمليات الديمقراطية. تضيف التجارب المعقدة لعائلته، بما في ذلك العلاقة المتوترة مع والده وادعاءات سوء المعاملة، عنصراً آخر لفهم دوافع خيارات ماسك.

تركت طفولة ماسك في جنوب أفريقيا خلال الفصل العنصري، بصمة عميقة على نظرة ماسك للعالم؛ ما أثر على ممارساته التجارية وتحالفاته السياسية وتصريحاته العامة المثيرة للجدل، وفق صحيفة «الغارديان».