غروندبرغ يشدد على حوار وتسوية شاملة ينهيان الصراع اليمني

المبعوث الأممي إلى اليمن لدى إدلائه بتصريحات إعلامية في تعز (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن لدى إدلائه بتصريحات إعلامية في تعز (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ يشدد على حوار وتسوية شاملة ينهيان الصراع اليمني

المبعوث الأممي إلى اليمن لدى إدلائه بتصريحات إعلامية في تعز (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن لدى إدلائه بتصريحات إعلامية في تعز (الأمم المتحدة)

شدد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمس (الخميس)، على الحاجة إلى حوار شامل في اليمن يفضي إلى تسوية تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية، وذلك في ختام زيارة له إلى محافظة تعز (جنوبي غرب) التقى خلالها مجموعة واسعة من أصحاب الشأن وناقش الضرورة الملحة لإنهاء النزاع في اليمن.
وبحسب ما جاء في بيان وزعه مكتبه؛ التقى المبعوث في مدينة تعز والتربة، المحافظ نبيل شمسان وممثلين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وقطاع الأعمال وأعضاء البرلمان والصحافيين. حيث أعرب الجميع «عن قلقهم من تبعات النزاع؛ بما في ذلك استهداف المدنيين في الأحياء السكنية والقيود الشديدة على حرية حركة الأشخاص والبضائع وسلامتهم بسبب استمرار إغلاق الطرق. كما ناقشوا التدهور الحاد في الاقتصاد والخدمات الأساسية وتأثيره الشديد على الأعمال والعائلات».
وشدد غروندبرغ في اجتماعاته «على الحاجة للتوصل إلى حلول شاملة وإلى حوار سياسي شامل، ودعا جميع أصحاب الشأن إلى الانخراط في مناقشات بنّاءة حول القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تهمّ جميع اليمنيين».
وذكر البيان أن المبعوث التقى في مدينة المخا (غرب تعز) السلطة المحلية و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» و«الحراك التهامي»، وأنهم «أكدوا جميعاً على ضرورة خفض التصعيد واعتماد الشمولية وحسن عمل مؤسسات الدولة».
وقال غروندبرغ: «لقد اختبرت خلال زياراتي هذه تأثير النزاع بشكل مباشر على المدنيين في تعز؛ بما في ذلك الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. كما كانت لي الفرصة للإصغاء مباشرة إلى وجهات نظر اليمنيين رجالاً ونساءً وشباباً، المتعلّقة بالسبل التي يمكن أن تساهم من خلالها عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة في معالجة الوضع في تعز في جزء من حلّ مستدام للنزاع في اليمن».
في السياق نفسه، ذكر بيان صادر عن «المجلس الانتقالي الجنوبي» أن المبعوث التقى في عدن، أمس (الخميس)، رئيس المجلس عيدروس قاسم الزُبيدي بعد عودته إلى المدينة قادماً من تعز، حيث ناقش اللقاء «مستجدات الأوضاع السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والجهود المبذولة من أجل الدفع باتجاه عملية سلام شاملة».
وبحسب ما نقله الموقع الرسمي لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» شدد الزبيدي على «ضرورة إجراء معالجات عاجلة لوقف الانهيار الاقتصادي الذي يهدد بانهيار شامل في ظل إصرار بعض الأطراف على إضعاف حكومة المناصفة وعدم تمكينها من إحداث إصلاحات جوهرية تؤدي إلى وقف الانهيار الاقتصادي والمعيشي الذي قد يقود إلى خروج الأوضاع عن السيطرة»؛ وفق تعبيره.
كما جدد تأكيده على «أهمية الإسراع بتنفيذ الشق الاقتصادي من (اتفاق الرياض) لمعالجة الأزمة الاقتصادية ووقف انهيار سعر صرف العملة المحلية». وقال إن «التباطؤ في اتخاذ إجراءات محورية بهذا الاتجاه ستؤدي إلى تفاقم الأوضاع والدفع بها نحو المجهول».
من جهته؛ ذكر الإعلام التابع لـ«المكتب السياسي»؛ وهو ذراع «قوات المقاومة الوطنية» التي يقودها العميد طارق صالح (نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل)، أن المبعوث الأممي ناقش مع الأول في المخا «عدداً من القضايا المتعلقة بالأزمة اليمنية؛ بما في ذلك ضرورة وقف الهجوم الحوثي على مأرب، وواجب المجتمع الدولي تجاه تطبيق (اتفاق استوكهولم) بما يحمي مصالح المدنيين ويمنع خروقات الميليشيا الحوثية، ورؤية (المكتب السياسي) لحل الأزمة».
ونقلت المصادر عن طارق صالح قوله للمبعوث الأممي: «إذا أراد العالم فعلاً الوصول لحل سياسي في اليمن؛ فإن البداية هي بوقف هجوم ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً على محافظة مأرب، وقصفها المدن الآهلة بالسكان ومخيمات النازحين».
كما نقلت عنه أنه جدد دعوته إلى إشراك جميع الأطراف السياسية في الحوار، وقال: «مشاركة كل الأطراف السياسية في الحوار هي البوابة للسلام الحقيقي والدائم»، وإن المطلوب هو «دولة مدنية ديمقراطية يحتكم فيها الجميع لصندوق الاقتراع».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».