سفراء الاتحاد الأوروبي يبحثون مع مريم المهدي عودة النظام الدستوري

الاحتجاجات الشعبية في السودان مستمرة... واستعدادات لموكب حاشد السبت (أ.ف.ب)
الاحتجاجات الشعبية في السودان مستمرة... واستعدادات لموكب حاشد السبت (أ.ف.ب)
TT

سفراء الاتحاد الأوروبي يبحثون مع مريم المهدي عودة النظام الدستوري

الاحتجاجات الشعبية في السودان مستمرة... واستعدادات لموكب حاشد السبت (أ.ف.ب)
الاحتجاجات الشعبية في السودان مستمرة... واستعدادات لموكب حاشد السبت (أ.ف.ب)

في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على قادة الجيش السوداني لإعادة الحكم المدني، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين على الفور، وعلى رأسهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، تستعد قوى الحرية والتغيير والكيانات النقابية ولجان المقاومة الشعبية لتنظيم مظاهرات مليونية حاشدة يومي 13 و17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، ترفع شعارات تنادي بـ«إسقاط الانقلاب العسكري ومحاكمة قادته».
وفي إطار الضغوط الدولية، قال سفراء الاتحاد الأوروبي المقيمون في السودان، إنهم بحثوا مع وزيرة الخارجية، في الحكومة المقالة، مريم المهدي، الأزمة الحالية. وجددوا في بيان نشروه على الصفحة الرسمية لموقع بعثة الاتحاد الأوروبي على «فيسبوك» دعمهم للعودة إلى النظام الدستوري وضرورة الإفراج الفوري عن المعتقلين وحماية الحق في التظاهر السلمي.
وقالت المهدي إن «اللقاء تناول الأزمة السياسية الراهنة عقب انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) والدور الذي يمكن أن تلعبه دول المجموعة الأوروبية في حل الأزمة».
ودعت المهدي، في بيان، المجتمع الدولي «للضغط على قادة الانقلاب لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإعادة خدمة الإنترنت، وتقديم الدعم العاجل لمجابهة جائحة كورونا التي تفاقمت بسبب الإجراءات التي اتخذها الانقلاب العسكري».
وكانت البعثة دعت في تصريحات سابقة عقب استيلاء قادة الجيش على السلطة للعودة الفورية إلى خريطة الطريق من أجل التحول الديمقراطي في السودان، على النحو المنصوص عليه في الوثيقة الدستورية واتفاقية «جوبا» للسلام.
وكانت الأمم المتحدة وجّهت تعميماً داخلياً لوكالتها ومؤسساتها بالتعامل مع حكومة عبد الله حمدوك، ووزرائه، بوصفهم الحكومة المعترف بها، وإن لم يتمكنوا من ممارسة أعمالهم، مستندة في ذلك على القرارين الصادرين من مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي بعد تعليق عضوية السودان في المنظمة الأفريقية عقب قرارات القائد العام للجيش السوداني في 25 أكتوبر الماضي.
كما حذّرت دول الترويكا (المملكة المتحدة والولايات المتحدة والنرويج) قائد الجيش السوداني من الإجراءات الأحادية، داعية للعودة لمسار الانتقال بقيادة مدنية.
وبدورهم، جدّد وزراء الحكومة الانتقالية الشرعية رفضهم القاطع لـ«الانقلاب العسكري»، وكل ما ترتب عليه. ودعوا في بيان أمس لرفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح رئيس الوزراء، والوزراء، وجميع المعتقلين السياسيين بلا استثناء.
وأدان الوزراء العنف والقمع والاعتداءات الممنهجة التي تمارسها القوات الأمنية ضد المتظاهرين السلميين وحملات الاعتقالات، وطالبوا بإجراء تحقيق صارم لملاحقة الجناة المتورطين في قتل المتظاهرين والاعتداء الهمجي عليهم.
وأكدوا أن «الانقلاب» العسكري نكوص عن الإنجازات المهمة لحكومة الفترة الانتقالية، التي تمثلت في رفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب وإعفاء الديون والحصول على منح مليارية، وبداية تعافي الاقتصاد السوداني، وأنه سيعيد البلاد إلى دائرة العزلة الدولية والحصار الخانق.
وأعلنت قوى التغيير التصعيد الثوري السلمي في الشارع، بدعم الحراك الجماهيري ومساندة كل القوى الثورية في المواكب والإضراب والعصيان المدني الشامل، والتجهيز للحشود المليونية لإسقاط الانقلاب العسكري.
واستنكرت قوى التغيير ما يتعرض له المعتقلون من ضغوط وتهديدات تضعهم في وضع بالغ الخطورة، كما رفضت الترهيب المتبع من الانقلابين باستخدام البلاغات الوهمية الكيدية ضد المعتقلين وحرمانهم من حقوقهم الدستورية والقانونية.
ومن جانبها، قالت اللجنة المركزية لأطباء السودان، في بيان، إن قوات تتبع المجلس العسكري الانقلابي اعتقلت د. محمد ناجي الأصم عضو اللجنة صباح أمس واقتادته إلى مكان مجهول. وأكدت أن حراك لجنة الأطباء تواصل التصعيد حتى إسقاط الانقلاب ومحاكمة قادته.
وأعلن معظم الجامعات السودانية، على رأسها جامعة الخرطوم والسودان والنيلين، تعليق الدراسة إلى أجل غير مسمى رفضاً لاستيلاء الجيش على السلطة.
ومن جهة ثانية، أمرت محكمة سودانية أمس شركات الاتصالات بإعادة خدمة الإنترنت لجميع المواطنين مؤقتاً إلى حين الفصل في دعوى التعويض والضرر، وهو ثاني حكم يصدر عن محكمة عامة، دون استجابة من قبل سلطات الانقلاب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.