إسرائيل تستغل اعتراف أسيرة لتبرير حظر مؤسسات فلسطينية

تضامن ناشطين إسرائيليين مع المنظمات الفلسطينية الحقوقية الست (أ.ف.ب)
تضامن ناشطين إسرائيليين مع المنظمات الفلسطينية الحقوقية الست (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستغل اعتراف أسيرة لتبرير حظر مؤسسات فلسطينية

تضامن ناشطين إسرائيليين مع المنظمات الفلسطينية الحقوقية الست (أ.ف.ب)
تضامن ناشطين إسرائيليين مع المنظمات الفلسطينية الحقوقية الست (أ.ف.ب)

قالت صحيفة هآرتس، إن الحكومة الإسرائيلية، تعتزم استخدام اتفاق «إقرار الذنب»، الذي توصلت إليه النيابة العسكرية مع الأسيرة خوانا رشماوي، وكانت أدينت بجمع أموال لصالح مؤسسة تابعة للجبهة الشعبية، باعتباره دليلًا يمكن تقديمه لدول العالم لتبرير القرار العسكري الأخير بتصنيف 6 مؤسسات حقوقية وأهلية فلسطينية بأنها «إرهابية».
ونقلت هآرتس عن مصادر مطلعة، أن الحكومة قررت استغلال إقرار رشماوي التي تحمل الجنسية الإسبانية، إلى جانب اعترافات أسرى فلسطينيين آخرين، بصوابية قراراها، وفوق ذلك إقناع دول ومؤسسات دولية بوقف دعم المؤسسات الست التي عملت بطريقة مشابهة لعمل رشماوي.
وقالت المصادر، إن المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها ضد تلك المؤسسات لا لبس فيها، ومع ذلك فهي مادة سرية لا يمكن الكشف عنها للجمهور أو السياسيين الأجانب الذين لا يحملون تصنيفًا أمنيًا، وبسبب ذلك فإن المادة العلنية التي تم نشرها بشأن القضية لم تقدم دليلًا مقنعًا وإسرائيل تعي ذلك.
وقال أفيغدور فيلدمان، محامي الدفاع عن رشماوي، إن استخدام اعترافها كدليل على وجود مبرر لحظر مؤسسات فلسطينية هو خدعة مطلقة. ورشماوي لم تعمل مع المنظمات المحظورة، لكن إسرائيل تتهمها بأنها عملت مجندة أموال لصالح «اتحاد اللجان الصحية» الفلسطينية، الذي أعلن عنه الاحتلال الإسرائيلي، بداية العام الماضي، «منظمة غير قانونية» في الضفة الغربية.
وجاء في لائحة الاتهام، أنه «خلال عملها في المنظمة، اشتبهت المتهمة بأن المنظمة تعمل لمصلحة الجبهة الشعبية ورغم ذلك استمرت بالعمل في المنظمة». وقالت لائحة الاتهام، إن المنظمة «جمعت أموالا للجبهة الشعبية بالاحتيال وموّلت نشاطها». واعترفت رشماوي بما تنسبه النيابة العسكرية إليها في إطار صفقة الادعاء، التي بموجبها اتفق محاموها والنيابة العسكرية، على فرض عقوبة السجن عليها لمدة 13 شهرا ابتداء من يوم اعتقالها، في أبريل (نيسان) الماضي.
وكان وزير الجيش الإسرائيلي أصدر قرارا الشهر الماضي بتصنيف المنظمات الست، وهي اتحاد لجان المرأة العربية؛ الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان؛ مركز بيسان للبحوث والإنماء؛ منظمة الحق؛ الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين؛ واتحاد لجان العمل الزراعي، بأنها منظمات إرهابية وتعمل واجهة للجبهة الشعبية، وهو ما نفته المنظمات ولاقى تشكيكا من قبل مموليها الأوروبيين والدوليين. وقبل يومين، أعلن الجيش الإسرائيلي حظر خمس من هذه المنظمات، وتم بالفعل حظر مجموعة سادسة أعلن عنها غانتس أنها «منظمة إرهابية» من قبل الجيش في العام الماضي.
ويمنح إعلان الحظر، الجيش، صلاحية إغلاق مكاتب تلك المنظمات واعتقال أعضائها، من بين خطوات أخرى. ورفض الفلسطينيون القرارات الإسرائيلية، وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتيه، إن حكومته ترفض القرارات والأوامر العسكرية الإسرائيلية، التي تستهدف لمؤسسات الفلسطينية، مضيفا «هذه المؤسسات تخدم المجتمع الفلسطيني، وهي ضمن القانون الفلسطيني وجزء مهم من المشهد المؤسساتي العام، والمساس بها مرفوض».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.