السلطات القضائية المصرية تحدد موعدًا لمحاكمة ضابط متهم بقتل ناشطة يسارية

«التحالف الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»: سنطالب بتحويل الاتهام للقتل العمد

السلطات القضائية المصرية تحدد موعدًا لمحاكمة ضابط متهم بقتل ناشطة يسارية
TT

السلطات القضائية المصرية تحدد موعدًا لمحاكمة ضابط متهم بقتل ناشطة يسارية

السلطات القضائية المصرية تحدد موعدًا لمحاكمة ضابط متهم بقتل ناشطة يسارية

قالت مصادر قضائية، إن محكمة مصرية حددت، أمس، موعد جلسة محاكمة ضابط شرطة متهم بقتل الناشطة اليسارية شيماء الصباغ، القيادية في حزب التحالف الشعبي، التي قتلت خلال فض الشرطة لمسيرة للحزب كانت تحمل باقات الورود إلى ميدان التحرير، عشية الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير 2011. وبينما أبدت قوى سياسية رفضها توصيف الاتهام الموجه للضابط، قال معتز الشناوي المتحدث الإعلامي لحزب التحالف لـ«الشرق الأوسط»، إن المحامين «سيطالبون بتحويل الاتهام للقتل العمد».
وأضافت المصادر أن محكمة استئناف القاهرة، حددت يوم 10 مايو (أيار) المقبل، لنظر أولى جلسات محاكمة الضابط المتهم بقتل الناشطة الصباغ، أمام محكمة الجنايات، وسط جدل حول توصيف الاتهام بـ«ضرب أفضى إلى موت»، الذي تتراوح عقوبته السجن من 3 إلى 7 سنوات.
وقال الشناوي إن محامي الحزب سيستندون إلى تقرير الطب الشرعي الذي أثبت أن الإصابة كانت من مسافة قريبة جدا، وإلى شهادات شهود العيان، لكي يُعاد توصيف اتهام الضابط للقتل العمد.
وأبدى الشناوي دهشته من توصيف الاتهام، قائلا إن الضابط كان يحمل سلاحه الخرطوش، وهو أداة قتل، بغض النظر عن نفي وزارة الداخلية حينها لاستخدام طلقات الخرطوش.
ويبيح قانون تنظيم التظاهر المثير للجدل فض المسيرات التي لم تحصل على ترخيص مسبق، لكن القانون ينص على إجراءات استخدام القوة لفض المظاهرة. وقال شهود العيان حينها إن الشرطة لم تتبع هذه الإجراءات التي تبدأ بالتحذير واستخدام مدفع المياه.
وكان النائب العام المصري المستشار هشام بركات، قد أحال ضابط الشرطة لمحكمة الجنايات في مارس (آذار) الماضي، بتهمة «ضرب أفضى إلى الموت»، في واقعة مقتل الصباغ، كما وجه للضابط تهمة إحداث الإصابة العمدية لباقي المجني عليهم، وأمر بالتحفظ على دفاتر تسليح القوة المكلفة من الأمن المركزي، التي قامت بفض المظاهرة.
في أعقاب القرار، قال رئيس الحكومة إبراهيم محلب، إن «القرار يؤكد ويثبت للجميع أنه لا يمكن التستر على أحد، وأنه لا يوجد أحد فوق القانون، ولن يتم السماح لأي شخص مهما كان موقعه بأن يفلت من العقاب في حال التوسع أو إساءة استخدام سلطته، طالما أن القضاء قد أثبت إدانته».
وأثار مقتل الصباغ عاصفة انتقادات واسعة ضد وزارة الداخلية. ويرى مراقبون أن القضية كانت أحد الأسباب التي أدت إلى استبعاد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم في التعديل الوزاري الذي جرى أخيرا.
وكان حزب التحالف الشعبي الاشتراكي قد نظم مسيرة إلى ميدان التحرير (بوسط القاهرة) ضمت عشرات من قادة الحزب، عشية الذكرى الرابعة لثورة يناير، لوضع أكاليل الزهور في الميدان الذي شهد سقوط قتلى خلال مواجهات مع الأمن في 28 يناير (كانون الثاني) 2011، لكن القوى الأمنية المكلفة تأمين الميدان فضت المظاهرة باستخدام القنابل المسيلة للدموع.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.