«الأبحاث والإعلام» تُعيِّن «الوسائل السعودية» وكيلاً إعلانياً حصرياً

يشمل العقد مبيعات الإعلانات التجارية لجميع منصات المجموعة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
TT

«الأبحاث والإعلام» تُعيِّن «الوسائل السعودية» وكيلاً إعلانياً حصرياً

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

أعلنت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG) تعيين شركة الوسائل السعودية (SMC) أبرز الشركات المتخصصة في التسويق الإعلاني الرقمي في منطقة الشرق الأوسط، وكيلاً إعلانياً حصرياً للمجموعة التي وقّعت عقداً مع الأخيرة تتولّى بموجبه مهام مبيعات الإعلانات التجارية، الرقمية والمرئية والمسموعة والمطبوعة، لجميع المنصّات التابعة لـ(SRMG)، وذلك بدءاً من الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

وتعد «الوسائل السعودية» من أهم الشركات التي تقدم خدمات التسويق الإعلاني، والأكثر خبرة في تقديم الخيارات والحلول الإعلانية، وفق أعلى المعايير المهنية، كما أنها تملك خبرة تراكمية أهّلتها لأن تكون الأبرز في المنطقة العربية والشرق الأوسط في مجالها، بالإضافة إلى مواكبتها التطور الكبير الذي شهد قطاع الإعلانات الرقمية، حيث عززت من قدراتها وإمكاناتها بالاستفادة من التقنية الرقمية المتجددة وتوظيفها لخدمة سوق الإعلانات.
وتسعى هذه الشراكة إلى منح المعلنين فرصاً تجارية جديدة واعدة وآفاقاً أوسع في الوصول إلى الجمهور، ما يُعزّز من مكانة المجموعة كشركة رائدة في قطاع الإعلانات.

وتعقيباً على الاتفاقية، قالت جمانا راشد الراشد، الرئيس التنفيذي لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام»: «لقد أعلنّا مؤخراً عن استراتيجية النمو والتحول الرقمي الجديدة، لتصبح المجموعة مركزاً إعلامياً متكاملاً مدعوماً بالبيانات ومرتكزاً على التكنولوجيا ونظم الربط المتطورة، لريادة الإعلام الرقمي والاجتماعي، ولخلق محتوى فريد وحصري، تعزيزاً لمكانة المجموعة كمصدر موثوق للأخبار والمعلومات من وإلى الشرق الأوسط».
وأضافت: «لقد وضعنا لأنفسنا أهدافاً طموحة، ولطالما كانت الشراكات الاستراتيجية عامل نجاح حاسم بالنسبة لنا، لذا ومن خلال توقيع هذه الاتفاقية، فيسرّنا الإعلان عن شركة الوسائل السعودية (SMC) كشريك استراتيجي رئيسي للمجموعة»، مبينةً أن «هذا التعاون سوف يلعب دوراً أساسياً في تطوير الأداء، وتعزيز الكفاءات، وتعظيم الإيرادات التي ستؤدي إلى خلق تجربة أفضل لقرائنا ومتصفحينا ومعلنينا، فضلاً عن تحقيق العوائد لمساهمينا»، متابعة بالقول: «سعيدون بالشراكة مع شركة الوسائل السعودية (SMC) ونتطلع للتعاون والعمل عن قرب مع فرق العمل في (SMC)».
من جانبه، قال محمد الخريجي، رئيس مجلس إدارة شركة الوسائل السعودية (SMC): «تعزز هذه الاتفاقية من أهداف الشركة الرامية إلى تمكين العملاء في المنطقة من الاستفادة من خبراتنا الواسعة في التحول الرقمي وتوظيف الذكاء الصناعي في تحليل البيانات بما يضمن تحفيز الإبداع والتنافسية من خلال الفرص المبتكرة التي توفرها استراتيجياتنا التوسعية نحو تعزيز مكانة الشركة إقليمياً والنهوض بهذه الصناعة لتقديم حلول استثنائية ذات جودة عالية للمنافذ الإعلامية والمنصّات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي بما يضمن الدور الذي نضطلع به في قيادة هذه الصناعة التي تشهد نمواً مضطرداً».

يشار إلى أن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG) -المدرجة في سوق الأسهم السعودية «تداول» والتي يقودها فريق تنفيذي تم تعيينه حديثاً– تُركّز على تقديم محتوى حصري ونوعي للجمهور، من خلال منصّات رقمية واجتماعية مبتكرة، ثابتة ومتحرّكة، فضلاً عن تعزيز انتشار وسائلها الإعلامية عبر الأقمار الصناعية. كما تُخطِّط المجموعة لتعزيز قدراتها في مجال البيانات والتقنية، وتطوير منتجات وخدمات جديدة، وتعزيز قدراتها المالية، وتنويع مصادر الإيرادات. يُذكر أن «SRMG» تمتلك أكثر من 30 وسيلة إعلامية كبرى بما في ذلك صحيفة «الشرق الأوسط» وشبكة «الشرق للأخبار» وصحيفة «عرب نيوز»، وغيرها.



3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
TT

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

كل 10 دقائق تُقتل امرأةٌ عمداً في هذا العالم، على يد شريكها أو أحد أفراد عائلتها. هذا ليس عنواناً جذّاباً لمسلسل جريمة على «نتفليكس»، بل هي أرقام عام 2023، التي نشرتها «هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة» عشيّة اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يحلّ في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام.

ليس هذا تاريخاً للاحتفال، إنما للتذكير بأنّ ثلثَ نساء العالم يتعرّضن للعنف الجسدي، على الأقل مرة واحدة خلال حياتهنّ، وذلك دائماً وفق أرقام الهيئة الأمميّة. وفي 2023، قضت 51100 امرأة جرّاء التعنيف من قبل زوجٍ أو أبٍ أو شقيق.

كل 10 دقائق تُقتَل امرأة على يد شريكها أو فرد من عائلتها (الأمم المتحدة)

«نانسي» تخلّت عن كل شيء واختارت نفسها

من بين المعنَّفات مَن نجونَ ليشهدن الحياة وليروين الحكاية. من داخل الملجأ الخاص بمنظّمة «أبعاد» اللبنانية والحاملة لواء حماية النساء من العنف، تفتح كلٌ من «نانسي» و«سهى» و«هناء» قلوبهنّ المجروحة لـ«الشرق الأوسط». يُخفين وجوههنّ وأسماءهنّ الحقيقية، خوفاً من أن يسهل على أزواجهنّ المعنّفين العثور عليهنّ.

جسدُ «نانسي» الذي اعتادَ الضرب منذ الطفولة على يد الوالد، لم يُشفَ من الكدمات بعد الانتقال إلى البيت الزوجيّ في سن الـ17. «هذا التعنيف المزدوج من أبي ثم من زوجي سرق طفولتي وعُمري وصحّتي»، تقول الشابة التي أمضت 4 سنوات في علاقةٍ لم تَذُق منها أي عسل. «حصل الاعتداء الأول بعد أسبوع من الزواج، واستمرّ بشكلٍ شبه يوميّ ولأي سببٍ تافه»، تتابع «نانسي» التي أوت إلى «أبعاد» قبل سنتَين تقريباً.

تخبر أنّ ضرب زوجها لها تَركّزَ على رأسها ورجلَيها، وهي أُدخلت مرّتَين إلى المستشفى بسبب كثافة التعنيف. كما أنها أجهضت مراتٍ عدة جرّاء الضرب والتعب النفسي والحزن. إلا أن ذلك لم يردعه، بل واصل الاعتداء عليها جسدياً ولفظياً.

غالباً ما يبدأ التعنيف بعد فترة قصيرة من الزواج (أ.ف.ب)

«أريد أن أنجوَ بروحي... أريد أن أعيش»، تلك كانت العبارة التي همست بها «نانسي» لنفسها يوم قررت أن تخرج من البيت إلى غير رجعة. كانا قد تعاركا بشدّة وأعاد الكرّة بضربها وإيلامها، أما هي فكان فقد اختمر في ذهنها وجسدها رفضُ هذا العنف.

تروي كيف أنها في الليلة ذاتها، نظرت حولها إلى الأغراض التي ستتركها خلفها، وقررت أن تتخلّى عن كل شيء وتختار نفسها. «خرجتُ ليلاً هاربةً... ركضت بسرعة جنونيّة من دون أن آخذ معي حتى قطعة ملابس». لم تكن على لائحة مَعارفها في بيروت سوى سيدة مسنّة. اتّصلت بها وأخبرتها أنها هاربة في الشوارع، فوضعتها على اتصالٍ بالمؤسسة التي أوتها.

في ملجأ «أبعاد»، لم تعثر «نانسي» على الأمان فحسب، بل تعلّمت أن تتعامل مع الحياة وأن تضع خطة للمستقبل. هي تمضي أيامها في دراسة اللغة الإنجليزية والكومبيوتر وغير ذلك من مهارات، إلى جانب جلسات العلاج النفسي. أما الأهم، وفق ما تقول، فهو «أنني أحمي نفسي منه حتى وإن حاول العثور عليّ».

تقدّم «أبعاد» المأوى والعلاج النفسي ومجموعة من المهارات للنساء المعنّفات (منظمة أبعاد)

«سهى»... من عنف الأب إلى اعتداءات الزوج

تزوّجت «سهى» في سن الـ15. مثل «نانسي»، ظنّت أنها بذلك ستجد الخلاص من والدٍ معنّف، إلا أنها لاقت المصير ذاته في المنزل الزوجيّ. لم يكَدْ ينقضي بعض شهورٍ على ارتباطها به، حتى انهال زوجها عليها ضرباً. أما السبب فكان اكتشافها أنه يخونها واعتراضها على الأمر.

انضمّ إلى الزوج والدُه وشقيقه، فتناوبَ رجال العائلة على ضرب «سهى» وأولادها. نالت هي النصيب الأكبر من الاعتداءات وأُدخلت المستشفى مراتٍ عدة.

أصعبُ من الضرب والألم، كانت تلك اللحظة التي قررت فيها مغادرة البيت بعد 10 سنوات على زواجها. «كان من الصعب جداً أن أخرج وأترك أولادي خلفي وقد شعرت بالذنب تجاههم، لكنّي وصلت إلى مرحلةٍ لم أعد قادرة فيها على الاحتمال، لا جسدياً ولا نفسياً»، تبوح السيّدة العشرينيّة.

منذ شهرَين، وفي ليلةٍ كان قد خرج فيها الزوج من البيت، هربت «سهى» والدموع تنهمر من عينَيها على أطفالها الثلاثة، الذين تركتهم لمصيرٍ مجهول ولم تعرف عنهم شيئاً منذ ذلك الحين. اليوم، هي تحاول أن تجد طريقاً إليهم بمساعدة «أبعاد»، «الجمعيّة التي تمنحني الأمان والجهوزيّة النفسية كي أكون قوية عندما أخرج من هنا»، على ما تقول.

في اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة تحث الأمم المتحدة على التضامن النسائي لفضح المعنّفين (الأمم المتحدة)

«هناء» هربت مع طفلَيها

بين «هناء» ورفيقتَيها في الملجأ، «نانسي» و«سهى»، فرقٌ كبير؛ أولاً هي لم تتعرّض للعنف في بيت أبيها، ثم إنها تزوّجت في الـ26 وليس في سنٍ مبكرة. لكنّ المشترك بينهنّ، الزوج المعنّف الذي خانها وضربها على مدى 15 سنة. كما شاركت في الضرب ابنتاه من زواجه الأول، واللتان كانتا تعتديان على هناء وطفلَيها حتى في الأماكن العامة.

«اشتدّ عنفه في الفترة الأخيرة وهو كان يتركنا من دون طعام ويغادر البيت»، تروي «هناء». في تلك الآونة، كانت تتلقّى استشاراتٍ نفسية في أحد المستوصفات، وقد أرشدتها المعالجة إلى مؤسسة «أبعاد».

«بعد ليلة عنيفة تعرّضنا فيها للضرب المبرّح، تركت البيت مع ولديّ. لم أكن أريد أن أنقذ نفسي بقدر ما كنت أريد أن أنقذهما». لجأت السيّدة الأربعينية إلى «أبعاد»، وهي رغم تهديدات زوجها ومحاولاته الحثيثة للوصول إليها والطفلَين، تتماسك لتوجّه نصيحة إلى كل امرأة معنّفة: «امشي ولا تنظري خلفك. كلّما سكتّي عن الضرب، كلّما زاد الضرب».

باستطاعة النساء المعنّفات اللاجئات إلى «أبعاد» أن يجلبن أطفالهنّ معهنّ (منظمة أبعاد)

«حتى السلاح لا يعيدها إلى المعنّف»

لا توفّر «أبعاد» طريقةً لتقديم الحماية للنساء اللاجئات إليها. تؤكّد غيدا عناني، مؤسِسة المنظّمة ومديرتها، أن لا شيء يُرغم المرأة على العودة إلى الرجل المعنّف، بعد أن تكون قد أوت إلى «أبعاد». وتضيف في حديث مع «الشرق الأوسط»: «مهما تكن الضغوط، وحتى تهديد السلاح، لا يجعلنا نعيد السيّدة المعنّفة إلى بيتها رغم إرادتها. أما النزاعات الزوجيّة فتُحلّ لدى الجهات القضائية».

توضح عناني أنّ مراكز «أبعاد»، المفتوحة منها والمغلقة (الملاجئ)، تشرّع أبوابها لخدمة النساء المعنّفات وتقدّم حزمة رعاية شاملة لهنّ؛ من الإرشاد الاجتماعي، إلى الدعم النفسي، وتطوير المهارات من أجل تعزيز فرص العمل، وصولاً إلى خدمات الطب الشرعي، وليس انتهاءً بالإيواء.

كما تصبّ المنظمة تركيزها على ابتكار حلول طويلة الأمد، كالعثور على وظيفة، واستئجار منزل، أو تأسيس عملٍ خاص، وذلك بعد الخروج إلى الحياة من جديد، وفق ما تشرح عناني.

النساء المعنّفات بحاجة إلى خطط طويلة الأمد تساعدهنّ في العودة للحياة الطبيعية (رويترز)

أما أبرز التحديات التي تواجهها المنظّمة حالياً، ومن خلالها النساء عموماً، فهي انعكاسات الحرب الدائرة في لبنان. يحلّ اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في وقتٍ «تتضاعف فيه احتمالات تعرّض النساء للعنف بسبب الاكتظاظ في مراكز إيواء النازحين، وانهيار منظومة المساءلة». وتضيف عناني أنّ «المعتدي يشعر بأنه من الأسهل عليه الاعتداء لأن ما من محاسبة، كما أنه يصعب على النساء الوصول إلى الموارد التي تحميهنّ كالشرطة والجمعيات الأهليّة».

وممّا يزيد من هشاشة أوضاع النساء كذلك، أن الأولويّة لديهنّ تصبح لتخطّي الحرب وليس لتخطّي العنف الذي تتعرّضن له، على غرار ما حصل مع إحدى النازحات من الجنوب اللبناني؛ التي لم تمُت جرّاء غارة إسرائيلية، بل قضت برصاصة في الرأس وجّهها إليها زوجها.