قمة افتراضية بين الرئيسين الأميركي والصيني

بكين تحث واشنطن على وقف التعامل الرسمي مع تايوان

TT

قمة افتراضية بين الرئيسين الأميركي والصيني

طرأ تحسن على العلاقات بين واشنطن وبكين، برأي العديد من المراقبين، خلال الأشهر الماضية، رغم التنازع بشأن تايوان وتزايد المخاوف في واشنطن من توسيع بكين ترسانتها النووية. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن مصادر مطلعة أن قمة افتراضية ستعقد بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، الأسبوع المقبل، إلا أن الموعد الدقيق لها لم يتحدد بعد.
وقالت مصادر مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هويتها للوكالة، إنه لا يزال يجري التفاوض بشأن الموعد المحدد للقمة. وأضافت المصادر أن القمة لن تتطرق إلى قضية إعادة فتح القنصلية الأميركية في تشنجدو والقنصلية الصينية في هيوستن، اللتين جرى إغلاقهما في يوليو (تموز) من العام الماضي في إطار توترات بين واشنطن وبكين.
ورغم الانفراج في العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم، طالبت وزارة الخارجية الصينية، أمس (الأربعاء)، من واشنطن وقف جميع أشكال التفاعل الرسمي مع تايوان على الفور، وكررت أن زيارة وفد من الكونغرس الأميركي إلى تايوان تنتهك سياسة الصين واحدة. وقال وانغ وين بين، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، في إفادة إعلامية دورية، إن التواطؤ مع القوى المؤيدة للاستقلال في تايوان لعبة خطيرة. وأضاف أن الصين قدمت احتجاجاً صارماً للولايات المتحدة بشأن زيارة نواب برلمانيين أميركيين لتايوان. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن وانغ القول إن الزيارة تنتهك الاتفاقات التي أبرمتها الصين مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بتايوان.
تجدر الإشارة إلى أن تايوان بها حكومة مستقلة منذ عام 1949، إلا أن الصين تعتبر الجزيرة الديمقراطية جزءاً من أراضيها وتعارض أي شكل من أشكال الاتصالات الرسمية بينها وبين غيرها من الجهات.
وتصاعد التوتر بين الجانبين في الأشهر القليلة الماضية، إذ تشكو تايوان منذ عام أو أكثر من المهام المتكررة التي تنفذها القوات الجوية الصينية بالقرب من الجزيرة ذات الحكم الذاتي التي تزعم بكين أنها تابعة لها. ولم تستبعد الصين استخدام القوة لإخضاع تايوان لسيطرتها، في حين زعمت الجزيرة أنها دولة مستقلة وستدافع عن حريتها وديمقراطيتها.
وفي سياق متصل، من المقرر أن يحضر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اجتماع القادة الخاص بمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، حيث سيلقي «خطاباً مهماً». وقالت زارة الخارجية الصينية، في بيان لها، إن الرئيس شي سيحضر اللقاء المقرر غداً (الجمعة)، عبر رابط فيديو.
ومن المقرر أيضاً أن يلقي الرئيس الصيني كلمة مسجلة مسبقاً، في اجتماع قادة الأعمال الخاص بـ«أبيك» اليوم (الخميس).



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».