سجن مسؤولي «جمعية الدعوة» بتهمة «تبديد المال العام» في ليبيا

وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بالحكومة الليبية (من صفحته على فيسبوك)
وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بالحكومة الليبية (من صفحته على فيسبوك)
TT

سجن مسؤولي «جمعية الدعوة» بتهمة «تبديد المال العام» في ليبيا

وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بالحكومة الليبية (من صفحته على فيسبوك)
وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بالحكومة الليبية (من صفحته على فيسبوك)

صعدت النيابة العامة في ليبيا من ضرباتها ضد الاعتداءات المتكررة على المال العام، بعد إخضاع عدد من المسؤولين للتحقيق في قضايا تتعلق بإهدار أموال الدولة، في وقت نفت فيه هيئة الرقابة الإدارية صدور أي قرار بشأن إيقاف وليد اللافي، وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بحكومة «الوحدة» الوطنية عن العمل احتياطياً.
وأمر النائب العام الليبي الصديق الصور، أمس، بحبس القائمين على إدارة «جمعية الدعوة الإسلامية» لـ«تسببهم في الإضرار الجسيم بالمال العام». علماً بأن تقرير «هيئة الرقابة الإدارية» سبق أن كشف وجود مخالفات بالجمعية، تتعلق بإصدار قرارات بمنح مبالغ مالية ومساعدات لغرض العلاج بالعملة الصعبة وبالدينار، دون وجود ضوابط تحدد شروط استحقاقها، والتوسع في صرف مكافآت مالية شهرية بالمخالفة للقانون، مما يعد إهداراً للمال العام، وفقاً للتقرير الصادر العام الماضي.
وأوضح مكتب النائب العام أمس، أنه بعد تلقي بلاغات عدة تتعلق بكيفية بتسيير إدارة شؤون الجمعية، أظهرت نتائج التحقيقات التي أُجريت مع القائمين عليها أن «سلوكهم كان على غير الوجهة الصحيحة»، وأرجع ذلك إلى «بعدهم عن تحري النفع العام، واتخاذهم أنماطاً من السلوك أدت إلى إهدار كمية كبيرة من الأموال المخصصة لتحقيق غرضها».
وأوضح النائب العام أن النيابة باشرت استجواب كل من رئيس اللجنة التسييرية لجمعية الدعوة الإسلامية، وأمين عام الجمعية، وانتهت إلى مواجهتهما بواقع إحداثهما لضرر جسيم بالمال العام والمصلحة العامة، وإساءتهما استعمال سلطات الوظيفة؛ وأمرت بحبسهما احتياطياً حتى إنهاء التحقيقات.
وتعاني الجمعية من انقسام إداري تسبب في تدخل هيئة الرقابة الإدارية لإيقاف «التجاوزات المالية»، الصادرة عن اللجان الموجودة.
في غضون ذلك، نفت هيئة الرقابة الإدارية في ليبيا صدور أي قرار بشأن إيقاف وليد اللافي، وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بحكومة «الوحدة» عن العمل احتياطياً. وجاء ذلك عقب تداول بيان وُصف بـ«المزوَّر» على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، منسوب إلى الهيئة، يفيد بتوقيف اللافي. لكنّ الهيئة أكدت أن الخبر «عارٍ عن الصحة»، وطالبت القائمين على الصفحات الإعلامية بوسائل التواصل بـ«ضرورة تحرّي المصداقية في نشر الأخبار».
وفيما أوضح اللافي عبر صفحته على «فيسبوك» أن وزراء الدولة في حكومة «الوحدة» ليست لهم ميزانية أو ديوان أو كادر وظيفي، قال أحد المقربين منه لـ«الشرق الأوسط» إن هناك «حملات تشويه واسعة تستهدف الحكومة، وبعض المقربين منها على خلفية العملية الانتخابية، التي يتم التجهيز لها راهناً».
في شأن آخر التقى النائب العام الصديق الصور، السفير طاهر السني، مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، حيث تناول اللقاء مناقشة الملاحظات الواردة في تقارير بعثة الأمم المتحدة للدعم ذات الصلة بملف حقوق الإنسان، والعدالة الانتقالية وسيادة القانون في دولة ليبيا.
وأفاد بيان صادر عن مكتب النائب العام، مساء أول من أمس، بأن اللقاء تناول نتائج العمل الأممي من خلال ما تستعرضه لجنة العقوبات، وفريق الخبراء في شأن إيفاء الدولة الليبية بالتزاماتها تجاه حقوق الإنسان، كما تم استعراض عدد من الملفات والقرارات التي تطلب المحكمة الجنائية الدولية من السلطات الليبية التعاون بشأنها، استناداً إلى قرارات مجلس الأمن في هذا الشأن.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.