رئيس «الأعلى للدولة» يدعو إلى مقاطعة الانتخابات الليبية

تزامناً مع جدل حول مطالبة نائب رئيس «النواب» بتعديل قانون الترشح

ليبي يسجل بياناته لتسلم بطاقة الناخب داخل أحد مراكز الاقتراع في طرابلس (أ.ف.ب)
ليبي يسجل بياناته لتسلم بطاقة الناخب داخل أحد مراكز الاقتراع في طرابلس (أ.ف.ب)
TT

رئيس «الأعلى للدولة» يدعو إلى مقاطعة الانتخابات الليبية

ليبي يسجل بياناته لتسلم بطاقة الناخب داخل أحد مراكز الاقتراع في طرابلس (أ.ف.ب)
ليبي يسجل بياناته لتسلم بطاقة الناخب داخل أحد مراكز الاقتراع في طرابلس (أ.ف.ب)

دعا خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أمس، إلى «الاعتصام سلمياً» أمام مقر المفوضية العليا للانتخابات، في محاولة للاعتراض على القوانين، التي سيجرى عليها الاستحقاق المقرر قبل نهاية العام الحالي. بينما طالب فوزي النويري، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، المفوضية بضرورة تعديل المادة «12» من قانون الانتخابات الرئاسية، فيما اعتبره مراقبون مقدمة لتمرير إعلان متوقع من عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، بترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية.
وترأس المشري، القيادي البارز في تنظيم «الإخوان» وأبرز حلفاء تركيا في غرب ليبيا، أمس اجتماعاً بأحد فنادق طرابلس، شارك فيه عدد من أعضاء مجلسي النواب والدولة، وعمداء البلديات والنقابات و«روابط الشهداء» والمفقودين والمهجرين، وبعض الأعيان والحكماء، وقادة المحاور، بحضور عدد من السفراء المعتمدين.
وخلال اللقاء، حثّ المشري في تصعيد جديد ضد الانتخابات المرتقبة، على عدم المشاركة فيها، سواء كناخبين أو كمرشحين، وقال بهذا الخصوص: «ندعو إلى مقاطعة الانتخابات بقوانينها الحالية، ونطالب بحراك مدني أمام مفوضية الانتخابات».
وخاطب المشري من وصفهم بداعمي الانتخابات، دولاً ومرشحين ومواطنين، قائلاً: «نحذركم، ولا تستهينوا بمن هم وراءنا»، وأضاف مبرراً دعوته: «الرسالة التي وصلتنا من العالم تفيد بأن القوانين التي أصدرها مجلس النواب معيبة، لكنه يتعامل مع أمر واقع».
وأكد البيان الختامي للاجتماع رفضه لهذه القوانين، وقال إن إجراء الانتخابات الرئاسية دون قاعدة دستورية «مشروع ديكتاتورية مهما كانت النتائج»، لافتاً إلى أن رافضي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية هم من أصدروا القوانين التي تعرقلها، في إشارة إلى مجلس النواب.
ودعا البيان للرجوع إلى الشعب الليبي عند اختيار قياداته، محملاً رئيس مفوضية الانتخابات، عماد السائح، ومجموعة من أعضاء مجلس النواب المسؤولية عن العواقب كافة، التي قد تنسف كل الخطوات الداعمة للاستقرار.
في سياق ذلك، أثارت رسالة من النويري الجدل، دعا خلالها السائح للنظر في أمر مطالبة 56 نائباً بتعديل المادة 12 من قانون الانتخابات الرئاسية، واعتبر أن القضاء المستقل النزيه هو الفيصل فيما يقدم من طعون بشأن هذه المادة، التي تشترط توقف المرشحين بالانتخابات الرئاسية عن العمل قبل 3 أشهر من تاريخها، بينما ما زال الدبيبة يمارس مهام عمله رئيساً للحكومة.
وقال عبد الله بليحق، الناطق باسم المجلس، إنه ما زال ينتظر رداً بخصوص رسالة النويري، التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام. بينما قال مصدر بهيئة رئاسة المجلس إن الرسالة «تمثل خرقاً للقانون» في حال ثبتت صحتها.
كما طالب بعض النواب بالتحقيق في دوافع مطالبة النويري للسائح بتعديل هذه المادة، التي تمنع الدبيبة من الترشح.
وعلى صعيد متصل، قالت وكالة الأنباء الليبية إن مفوضية الانتخابات استقبلت 5 طلبات للترشح لمنصب الرئيس، لكنها رفضتها لعدم استيفاء الشروط المعلنة، فيحين قبلت 4 ملفات من إجمالي 45 ملفاً لراغبي الترشح للانتخابات البرلمانية. وتزامن ذلك مع شروع مراكز الاقتراع في أنحاء ليبيا في تسليم بطاقة الناخب، التي تحتوي على «كود» يضم بيانات الناخب إلكترونياً، استعداداً للانتخابات.
إلى ذلك، بحث محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، أمس، مع سفير ألمانيا ميخائيل أونماخت، آخر تطورات المشهد السياسي في ليبيا، خاصة ملف الانتخابات المقبلة، ومشاركة ليبيا في المؤتمر الدولي الذي سينعقد خلال اليومين المقبلين في باريس حول الاستعدادات لإجراء الانتخابات، بمشاركة الدول التي تسعى لاستقرار ليبيا.
وأشاد المنفى بالدور الإيجابي لألمانيا تجاه الملف الليبي، من خلال لقاءات برلين «1 و2»، وتقديمها المقترحات الفاعلة لتحقيق الاستقرار في ليبيا. بينما أشاد ميخائيل بجهود المجلس الرئاسي في توحيد مؤسسات الدولة، وإطلاق مشروع المصالحة الوطنية، واستمراره في الدفع نحو إجراء الانتخابات في موعدها، تحقيقاً لتطلعات الشعب الليبي، وتسليم دفة البلاد لرئيس منتخب من قبل الشعب. معتبراً أن مؤتمر باريس، الذي ستحضره المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول السلام في ليبيا، هو امتداد لمؤتمر برلين بنسختيه الأولى والثانية.
من جانبه، قال ريتشارد نورلاند، سفير أميركا ومبعوثها إلى ليبيا، إنه وصل أمس إلى باريس ضمن وفد نائبة الرئيس كاملا هاريس، وقال في بيان مقتضب عبر «تويتر»: «نحن ندعم الغالبية العظمى من الليبيين، الذين يريدون المشاركة في انتخابات سلمية في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ولهم رأي في مستقبل ليبيا موحدة ومستقرة بدون تدخل أجنبي».
في شأن آخر، أعلنت الهيئة العامة الحكومية للبحث والتعرف على المفقودين انتشال 6 جثث مجهولة الهوية من 3 مقابر بمدينة ترهونة بغرب ليبيا، وأكد بيان للهيئة أن العمل مستمر على باقي البلاغات الواردة إليها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.