«قلق أوروبي بالغ» من تصنيف إسرائيل منظمات فلسطينية «إرهابية»

اجتماع مغلق لمجلس الأمن مع اتساع الرفض الدولي لهذه الخطوة

اجتماع مغلق لمجلس الأمن في نيويورك (أرشيفية - موقع الأمم المتحدة)
اجتماع مغلق لمجلس الأمن في نيويورك (أرشيفية - موقع الأمم المتحدة)
TT
20

«قلق أوروبي بالغ» من تصنيف إسرائيل منظمات فلسطينية «إرهابية»

اجتماع مغلق لمجلس الأمن في نيويورك (أرشيفية - موقع الأمم المتحدة)
اجتماع مغلق لمجلس الأمن في نيويورك (أرشيفية - موقع الأمم المتحدة)

عبرت خمس دول أوروبية عن «قلقها البالغ» من تصنيف إسرائيل لست منظمات من المجتمع المدني الفلسطيني مجموعات إرهابية، معلنة أنها ستسعى إلى الحصول على مزيد من المعلومات من السلطات الإسرائيلية حول أسباب إدراج هذه المنظمات الحقوقية في القائمة.
وأعلن هذا الموقف الأوروبي على أثر اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن المكون من 15 عضواً، ولكن من دون أن يتخذ أي إجراء في هذا الشأن. إلا أن بياناً من إستونيا وفرنسا وإيرلندا والنرويج وألبانيا، التي ستنضم إلى مجلس الأمن في يناير (كانون الثاني) المقبل، قال إن القوائم «لها عواقب بعيدة المدى على المنظمات من النواحي السياسية والقانونية والمالية»، في إشارة إلى القرار الذي وقعه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لوضع «مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان» و«مؤسسة الحق» و«الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين» و«اتحاد لجان العمل الزراعي» ومركز بيسان للبحث والإنماء» و«اتحاد لجان المرأة الفلسطينية» على لوائح إسرائيل الإرهابية.
وعقدت الجلسة بطلب من العضو العربي في المجلس تونس وضمن «الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية». واستمع أعضاء المجلس إلى إحاطة من نائبة المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط لين هاستينغز التي كانت قد أفادت في 25 أكتوبر الماضي بأن «هذا التصنيف يلقي مزيداً من الضغوط على كاهل منظمات المجتمع المدني في شتى أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة على نحو أعم، وينطوي على إمكان تقويض عملها في المجالات الإنسانية وميادين التنمية وحقوق الإنسان على نحو خطير».
ودعا البيان الذي أصدرته فرنسا وإيرلندا وإستونيا والنروج وألبانيا حكومة إسرائيل إلى وقف البناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية، بما في ذلك المنطقة «إي 1» وجفعات هاماتوس، وعدم طرح عطاءات وخطط خاصة ببناء أكثر من 1300 وحدة سكنية في المستوطنات الإسرائيلية وخطط لبناء نحو ثلاثة آلاف وحدة سكنية في المستوطنات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية المحتلة المُعلن عنها في 24 و27 أكتوبر 2021.
وتلا مندوب إستونيا ما جاء في البيان، قائلاً إنه «كما ورد في القرار 2334، فإن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين وسلام عادل ودائم وشامل بين الأطراف». وأضاف «نكرر معارضتنا الشديدة لتوسيع المستوطنات ولن نعترف بأي تغييرات لحدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، بخلاف تلك التي يتفق عليها الطرفان».
وفي ما يتعلق بالتصنيفات الإسرائيلية للمنظمات الفلسطينية الست، قال: «نأخذ على محمل الجد إدراج ست منظمات فلسطينية على أنها منظمات إرهابية من جانب وزارة الدفاع الإسرائيلية. هذه التصنيفات هي مصدر قلق بالغ، لأن لها عواقب بعيدة المدى على المنظمات من النواحي السياسية والقانونية والمالية». وشددت الدول الأوروبية على أنها ستقوم بالانخراط مع السلطات الإسرائيلية للحصول على مزيد من المعلومات في ما يتعلق بأساس هذه التصنيفات وستقوم بدراستها بعناية، منبهة إلى أن ازدهار المجتمع المدني واحترام الحريات الأساسية هما حجر الزاوية للديمقراطيات المنفتحة.
وعقب المشاورات، قال المندوب الفلسطيني المراقب لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن «هناك توافقاً بين الأعضاء فيما يتعلق بإدانة أي نشاطات استيطانية». ولكنه أضاف أن هذا «لا يكفي. نريد أن نرى المزيد ونريد تحقيق القرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن».
وكانت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشيليت قد طالبت إسرائيل بـ«إلغاء القرار على الفور»، موضحة أن المنظمات الست «هي من أكثر المنظمات الإنسانية والمعنية بحقوق الإنسان شهرة في الأرض الفلسطينية المحتلة».


مقالات ذات صلة

تفاؤل أممي بإمكان تخليص سوريا من ترسانتها الكيميائية

المشرق العربي ملصق بمدينة عفرين شمال سوريا في أغسطس 2023 بمناسبة الذكرى العاشرة للهجمات الكيميائية على دوما قرب دمشق (أ.ف.ب)

تفاؤل أممي بإمكان تخليص سوريا من ترسانتها الكيميائية

عقد مجلس الأمن اجتماعاً هو الأول منذ إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد، فاستمع فيه إلى إحاطة بشأن مسار نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا طبقاً للقرار 2118.

علي بردى (واشنطن)
أفريقيا جنود من جمهورية الكونغو الديمقراطية يحرسون أثناء زيارة وزير الدفاع جاي كابومبو موادايامفيتا والحاكم العسكري اللواء سومو كاكولي إيفاريستي بإقليم بيني بمقاطعة شمال كيفو 10 فبراير 2025 (رويترز)

تصعيد يُنذر بـ«الأسوأ»... فرص التفاوض تتلاشى في معارك شرق الكونغو

تصعيد يتواصل بشرق الكونغو الديمقراطية مع توسع حركة «23 مارس» المتمردة في عمليات السيطرة والاختطاف منذ أكثر من شهرين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا من اجتماع لمجلس الأمن   (صور الأمم المتحدة)

مجلس الأمن الدولي يحذر من تشكيل حكومة موازية في السودان

من شأن هذه الخطوة أن «تهدد بتفاقم النزاع الدائر في السودان وتفتيت البلاد وتدهور الوضع الإنساني المتردي أصلاً».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا جانب من الأضرار في العاصمة السودانية الخرطوم جراء الصراع بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»... 25 أبريل 2023 (أ.ب)

واشنطن: لا يمكن أن يصبح السودان بيئة للإرهاب مجدداً

قال ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن إنه لا يمكن السماح بأن يصبح السودان مجددا بيئة للإرهاب، مشيرا إلى أن الحرب الدائرة هناك «كارثية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم مؤتمر صحافي لقادة دول بعد قمة «دعم أوكرانيا» بمناسبة الذكرى الثالثة للغزو الروسي للبلاد في كييف 24 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

عشرات الدول تتضامن مع أوكرانيا بعد موقف مجلس الأمن المحايد من الحرب

أعلنت عشرات الدول الثلاثاء تأييدها لأوكرانيا في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف بعد يوم من موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار محايد صاغته أميركا بشأن الصراع.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.