«الغاضب 7».. فيلم ينافس على أعلى الإيرادات في الصالات الأميركية

موعود بـ150 مليون دولار سريعة.. و« بندقية ند » يناقش الانتقام داخل أسرة

بول ووكر معلقا بسيارته في لقطة من «الغاضب 7»
بول ووكر معلقا بسيارته في لقطة من «الغاضب 7»
TT

«الغاضب 7».. فيلم ينافس على أعلى الإيرادات في الصالات الأميركية

بول ووكر معلقا بسيارته في لقطة من «الغاضب 7»
بول ووكر معلقا بسيارته في لقطة من «الغاضب 7»

السيارات السريعة تنطلق هذا الأسبوع في ماراثون من المطاردات والفنتازيات المعدنية. فيلمان ينطلقان من خط بداية شهر أبريل (نيسان) الحالي، ولكن واحد فقط سيصل إلى خط النهاية. الآخر قد تنفجر عجلته الأمامية في نهاية أسبوعه الأول ويدخل «الكاراج». الفيلم الأكثر أهلا للنجاح هوFurious7 والكلمة لها عدة معان، منها غاضب وحانق وساخط ومتهيج ومستاء، وكلها تنطبق على الفيلم مبدئيا. ولديه أكثر من سبب، أهمها أنه الفيلم السابع من السلسلة المعروفة بـ«سريع وغاضب» وعليه بالتالي، ولإبقاء الشعلة، أن يكون أكثر غضبا واستياء من الأجزاء السابقة كلها لكي يضمن نجاحه.
والأرقام الأولى التي سجلت يوم الجمعة تقول إن ذلك حقق له ما يريد: نحو 50 مليون دولار، مما يعني أن المتوقع له تحقيقه مع نهاية يوم الأحد أمس، قد يتجاوز الـ150 مليون دولار.
وهذا فقط في أميركا الشمالية (كندا والمكسيك والولايات المتحدة)، علما بأنه انطلق للعروض في أنحاء العالم بما فيها دبي وبيروت، في اليوم ذاته.
سبب آخر مهم يقف وراء هذا النجاح المحتمل يعود إلى أن إلماما شعبيا جاهزا به. أحد بطليه (بول ووكر) مات قبل نحو عام في حادثة سيارة لا علاقة لها بالتصوير. آنذاك، في الـ30 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، كان يقود سيارته البورش الحمراء بسرعة 100 ميل (نحو 160 كلم) في الساعة، عندما فقد ووكر سيطرته على السيارة التي كانت متوجهة جنوبا في أحد شوارع لوس أنجليس، لكنها استدارت شرقا لتضرب شجرة ثم عمود نور ثم تلف حول نفسها 180 درجة قبل أن تصدم بشجرة أخرى. ووكر، ومدير أعماله الاقتصادي روجر روداس، الذي كان بجانبه، فارقا الحياة على الفور.
ما تبقّـى من السيارة (التي قال البوليس إنها انشطرت إلى جزأين تقريبا) هو «كومة» حمراء صغيرة محترقة المقدّمة لا تستطيع أن ترى نصفها الثاني في بعض الصور التي التقطت لها.
لكن ذلك لم يكن بالطبع مشهدا مقررا في سياق الفيلم الذي فاجأ شركة «يونيفرسال». في الأول من ديسمبر (كانون الأول) أعلنت إيقاف التصوير على هذا الفيلم. اجتماع بين المخرج جيمس وان ومنتجي الفيلم للبحث فيما يمكن عمله بعد أن كان ووكر صوّر نحو 40 في المائة من مشاهده شهد نقاشا حول 3 حلول: حذف المشاهد التي صوّرها، نما يعني تغيير السيناريو ليلائم وضعا جديدا أو إدخال ممثل آخر يكمل التصوير من زوايا لا تظهر وجهه، أو إلغاء الفيلم بأكمله وإعادة تصويره. الحل الثاني هو الذي تم تنفيذه، مع الاستعانة المكثّـفة بالكومبيوتر غرافيكس والديجيتال لإتمام العملية بنجاح، مع موعد عرض جديد عوض الموعد الذي كان مقررا في السابق، وهو منتصف صيف 2014.
المسألة بأسرها أدّت، من بين ما أدت إليه، إلى تحفيز المشاهدين الذين أمّـوا الأجزاء السابقة جميعا، وأحبوا بول ووكر، لمشاهدة الممثل الراحل في آخر أدواره. إلى جانب أن الفيلم له جمهوره الدائم كحال أفلام جيمس بوند مثلا.
مخرج على غير العادة
الفيلم الثاني في السباق لم يتعرّض لأي حادث من هذا النوع. لكنه حادث بحد ذاته. إنه تقليد كامل لسلسلة «سريع وغاضب»، مع استخدام تفاصيل من نوع أن بطل الفيلم (دايل بافينسكي) اسمه فين سرنتو، في حين أن شريك بول ووكر في السلسلة وبطله الأول حاليا هو فين ديزل.
إلى ذلك، هناك كل تلك المشاهد المسروقة أو المستوحاة من السلسلة الأولى، مع منح الفيلم الجديد طابعا ساخرا كما فعل مخرجاه آرون سلتزر وجاسون فرايدبيرغ عدة مرات من قبل، من بينها فيلمهما المسمّـى بـ«ألعاب التضوّر جوعا» The Starving Games على سياق «ألعاب الجوع» The Hunger Games. لا نجاحات فنية ولا حتى تجارية صاحبت أعمالهما حتى الآن، لكنها أفلام محدودة الكلفة تنتجها شركة صغيرة وهي راضية بكل ما تستطيع جمعه من السوق.
بضعة أفلام أخرى تنطلق في الأسبوع ذاته من بينها «امرأة في الذهب» من بطولة هيلين ميرين في دور عجوز يهودية تبحث عن اللوحات الفنية التي نُـهبت خلال الاحتلال النازي للنمسا، ويساعدها في ذلك محامٍ شاب (دانيال برول الذي كان له دور رئيس في أفضل أفلام السباقات الحديثة وهو «اندفاع» Rush قبل عامين).
هذا الفيلم الاستذكاري لسايمون كيرتس ليس أفضل المعروض ولن ينجز نجاحا يذكر. تجاريا هذا أيضا مصير محتمل لفيلمين آخرين ولو أنهما فنيا أفضل منه. الأول تسجيلي لجيمس د كوبر حول شابين كانا قررا تحقيق فيلم عن فريق «ذ هو»The Who الذي نال شهرته في الستينات. بذا، الفيلم في وقت واحد عن هذين المخرجين وعن الفرقة الموسيقية والحقبة الستينية ذاتها.
الفيلم الثاني هو «بندقية ند» حول شاب يقرر أنه يريد قتل والده بسبب معاملته السيئة لوالدته. الرغبة تواجهها معضلة عاطفية ليس حيال والده بل حيال الفتاة التي ارتبط بها. المميّـز في هذا العمل هو أن المخرج ليس سوى هال هارتلي الذي اعتاد المضي إلى مهرجان «كان» بأعماله، لكن ذلك كان عهدا ربما انتهى.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».