الحجامة تزيد فاعلية لقاح الحمض النووي بمقدار 100 مرة

باحثون بجامعة روتجرز أثبتوا الاستفادة منها بمواجهة «كورونا»

الحجامة ممارسة تقليدية يتم فيها وضع أكواب ساخنة على الجلد لخلق ضغط سلبي مما يزيد من الدورة الدموية (رويترز)
الحجامة ممارسة تقليدية يتم فيها وضع أكواب ساخنة على الجلد لخلق ضغط سلبي مما يزيد من الدورة الدموية (رويترز)
TT

الحجامة تزيد فاعلية لقاح الحمض النووي بمقدار 100 مرة

الحجامة ممارسة تقليدية يتم فيها وضع أكواب ساخنة على الجلد لخلق ضغط سلبي مما يزيد من الدورة الدموية (رويترز)
الحجامة ممارسة تقليدية يتم فيها وضع أكواب ساخنة على الجلد لخلق ضغط سلبي مما يزيد من الدورة الدموية (رويترز)

ابتكر باحثو جامعة روتجرز الأميركية، الذين يدرسون «كوفيد - 19»، طريقة جديدة لإيصال جزيئات لقاح الحمض النووي إلى خلايا الجلد، باستخدام تقنية شفط مشابهة لممارسة العلاج القديمة بالحجامة، ونشروا نتائج دراستهم بالعدد الأخير من دورية «ساينس أدفانسيس» في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وفي الاختبارات المعملية على القوارض، استخدم الفريق البحثي طريقة الشفط لإيصال لقاح الحمض النووي، الخاص بفيروس كورونا المستجد، والتي ساعدت على توليد استجابة مناعية أقوى بنحو 100 مرة من اللقاح المَحقون وحده.
وبناءً على النتائج، قامت شركة الأدوية الحيوية الممولة للدراسة «جين وان لايف ساينس»، مقرها الرئيسي بكوريا الجنوبية، بطلب إجراء تقنية التجارب السريرية البشرية لهذه الطريقة الخاصة بتقديم اللقاح.
يقول كبير مؤلفي الدراسة هاو لين، الأستاذ في قسم الهندسة الميكانيكية والفضائية في روتجرز، في تقرير نشره موقع الجامعة الإلكتروني «يتم تنفيذ هذه التقنية القائمة على الشفط من خلال تطبيق ضغط سلبي معتدل على الجلد يشبه الحجامة بعد حقن الحمض النووي بطريقة غير جراحية تماماً، وتتيح هذه الطريقة منصة سهلة الاستخدام وفعالة من حيث التكلفة وقابلة للتطوير بدرجة كبيرة لكل من التطبيقات المختبرية والسريرية للعلاجات واللقاحات القائمة على الحمض النووي».
والحجامة هي ممارسة تقليدية يتم فيها وضع أكواب ساخنة على الجلد لخلق ضغط سلبي؛ مما يزيد من الدورة الدموية في المنطقة في محاولة لتعزيز الشفاء. وطب الحمض النووي هو تقنية من الجيل التالي تستخدم «الحمض النووي» و«الحمض النووي الريبوزي» وجزيئات حيوية أخرى تتحكم في المعلومات الجينية، وقد نما على نطاق واسع على مدى العقدين الماضيين بسبب دخوله في علاجات ولقاحات لمختلف الأمراض. وفي الآونة الأخيرة، تم تصميم العديد من اللقاحات القائمة على الأحماض النووية وتصنيعها وتوزيعها على نطاق واسع لمكافحة جائحة «كوفيد - 19».
ويعمل طب الحمض النووي عندما تدخل الأحماض النووية الصناعية أو المهندسة إلى الخلايا المضيفة، وباستخدام الآلات الخلوية، يوجه إنتاج البروتينات المشفرة لتحفيز الاستجابة المناعية في حالة اللقاح، وتتمثل الخطوة الرئيسية في هذه العملية في توصيل الأحماض النووية المنقاة عبر حواجز غشاء الخلية إلى السيتوبلازم والنواة للخلايا المضيفة.
وإذا تم حقن جزيئات الحمض النووي والحمض النووي الريبي في الأنسجة، فإنها لا تدخل الخلايا المضيفة تلقائياً، وسيتحلل معظمها بسرعة ما لم تكن محمية، على سبيل المثال في لقاحات «كوفيد - 19» المستندة إلى مرسال الحمض النووي الريبوزي، تُستخدم الجسيمات النانوية الدهنية لإحاطة جزيئات مرسال الحمض النووي الريبوزي لحمايتها والمساعدة في توصيلها عبر غشاء الخلية المضيفة، بحيث يتم إنتاج البروتين المشفر وإثارة الاستجابة المناعية.
لكن في الدراسة الجديدة، بعد حقن الحمض النووي النقي غير المحاط بجسيمات نانوية دهنية، طبَّق الباحثون الشفط مباشرة على الموقع لخلق ضغط سلبي فوق الجلد. تسبب الشفط في إجهاد وارتخاء طبقات الجلد؛ ما أدى إلى امتصاص خلايا الجلد لجزيئات الحمض النووي، وهذه الطريقة الجديدة بسيطة وغير مؤلمة، وليس لها آثار جانبية معروفة.
يقول لين «يلعب تطوير تقنيات التوصيل المحسّن دوراً أساسياً في جلب المستحضرات البيولوجية القائمة على الأحماض النووية إلى الاستخدام الواسع والأهمية السريرية، وتوزيع اللقاح على مستوى العالم».
ويضيف «أظهرنا أن هذه الطريقة بديلة وآمنة وفعالة وتنتج مستويات عالية من التعبير الجيني، وتشمل المزايا أيضاً فاعلية تكلفة الجهاز وقابلية التصنيع والحد الأدنى من متطلبات تدريب المستخدمين، كما أنها تتجنب متطلبات سلسلة التبريد للقاحات الحمض النووي؛ فهي تسهل برامج التطعيم في المناطق النائية من العالم حيث الموارد محدودة».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«الأكل العاطفي» تُحوّله الحرب إعلاناً للحياة... ولا تغفر مبالغاته

تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)
تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)
TT

«الأكل العاطفي» تُحوّله الحرب إعلاناً للحياة... ولا تغفر مبالغاته

تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)
تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)

يقصد عيادةَ اختصاصية الطبّ الغذائي والتغذية العيادية، الدكتورة فيرا متّى، مواظبون على خطط غذائية تقي ويلات؛ منها السكّري. هؤلاء، في معظمهم، لم يغادروا المنازل نحو سقوف تتراءى آمنة من التوحّش المُعادي. في مقابلهم، يُفرِط كثيرون في تناول الطعام لسدّ حاجة إلى امتلاء تفرضه فراغات مؤلمة. لطالما تأكّدت العلاقة الشائكة بين المعدة والعالم الخارجي، وبدا وثيقاً الرابط بين الطعام والظرف. هذه أيامٌ مضطربة. جَرْفٌ من النزوح والخوف وفوضى الوقت. لذا تتدخّل الشهية في ترميم ما يتجوَّف. وتمنح بعض الأصناف اللذيذة شعوراً بالسكينة. فماذا يحدُث لدواخلنا، وهل النجاة حقاً بالأكل؟

اختصاصية الطبّ الغذائي والتغذية العيادية الدكتورة فيرا متّى (حسابها الشخصي)

ينطبق وَصْف «الأكل العاطفي» على ملتهمي الطعام الملوَّعين بالمآسي. تقول الدكتورة متّى، إنهم يشاءون مما يتناولونه الإحساس بواقع أفضل. تتحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن وَقْع الاضطراب في الأجساد والنفوس، فتتصدّى له، عموماً، أصناف المأكولات وكمّياتها: «تاركو المنازل يتابعون النقل المباشر للحرب دون انقطاع. يتفاقم توتّرهم وينمو الشعور بعدم الأمان. ذلك يعزّز هرمونات تشتهي أنواع السكّر، وقد تتعدّى الرغبةُ الحلويات إلى الأملاح، دفعةً واحدة، دون فاصل أو استراحة أضراس».

تحسم تبدُّل العادات الغذائية أو تأثّرها في أقل تقدير. فغذاء النازح غالباً «غير صحّي»، ويُعمّق سوءه «النوم المتقطّع، والروتين المستجدّ». تشرح: «ضرر ذلك على الأطفال الحدّ من نموّهم الفكري والجسدي، بينما يمسُّ هرمون الكورتيزول المُسبِّب تكوُّن الدهون على بطن الكبار، فتتحقّق زيادة الوزن وإن قلَّ التهام الطعام جراء اضطراب النوم والتوتّر العالي. هنا، يتحوّل كل ما يدخل الفم إلى دهون لإصابة هذا الهرمون بالارتفاع اللافت مُحوطاً بعوامل تُصعِّب انخفاضه».

تستوقفها وضعية التغذية المستجدّة، لتراوحها بين القلّة والسوء: «قد يحضُر الطعام على شكل معلّبات مثلاً. هذه طافحة بالصوديوم والسكّر المُضاف، وتحتوي مواد كيميائية تُسبّب السرطان على المدى الطويل. بذلك، لا يعود نقصُ الطعام مُسبِّبَ المرض؛ وإنما سوءه».

غذاء النازح غالباً غير صحّي ويُعمّق سوءه النوم المتقطّع (أ.ف.ب)

ما يُفعِّل تناقُل الأمراض، وفق فيرا متّى، «الطعام غير المحفوظ جيداً». تتحدّث عن حالات بكتيرية تتمثّل في عوارض؛ منها التقيّؤ واضطراب الأمعاء، لغياب الثلاجات أو انقطاع الكهرباء. «ذلك يُخفّض المناعة وينشر الأوبئة، خصوصاً بين الأطفال. أما الكبار فيفاقمون مشكلات السكّري والشرايين والكولسترول وتشحُّم الكبد إنْ عانوها».

تعطي نسبة 20 في المائة فقط، من بين مَن تابعتْ حالتهم الغذائية، لمن لا يزالون يلتزمون نظامهم الصحّي. آخرون لوَّعهم السكّري، فازدادوا لوعة، وضخَّم تبدُّلُ غذائهم معاناتهم مع الأمراض. من دورها العيادي، تحاول إعادة أمور إلى نصابها: «نركّز اليوم على السلامة الغذائية، وكيفية تعامُل النازحين مع واقعهم الصحّي. دورنا توعوي. علينا الحدّ من التسمُّم، فأزمة الدواء لم تُحلّ، والمستشفيات توفّر استيعابها للجرحى. لا بدّ من تفادي تحميلها أعباء إضافية».

تفترض إخضاع اللبنانيين لفحص يختبر انجراف معظمهم خلف «الأكل العاطفي»، وتضمن النتيجة: «قلة فقط ستكون خارج القائمة». تصوغ معادلة هذه الأيام: «تلفزيون وبرادات. الالتهام فظيع للأخبار والمأكولات. لا شيء آخر. نحاول جَعْل هذا البراد صحّياً».

إنها الحرب؛ بشاعتها تفرض البحث عن ملاذ، ومطاردة لحظة تُحتَسب، والسعي خلف فسحة، فيتراءى الطعام تعويضاً رقيقاً. بالنسبة إلى الدكتورة متّى إنه «إحساس بالامتلاء وبأنّ مَن يتناوله لا يزال حياً». تحت قسوة هذه الأيام ومُرّها، لا يعود الإحساس بالذنب المُرافق للإفراط في تناوله، هو الغالب... «يتراجع ليتقدّم الشعور بالنجاة. مساعي البقاء تهزم فكرة الكيلوغرامات الزائدة. بإمكان الأكل العاطفي إتاحة المساحة للراحة والسعادة. ذلك يسبق تسبّبه في ثقل وزيادة الوزن. بتحقّقهما، يلوح الذنب، وإنما في مرحلة لاحقة، بعد بهجة الامتلاء الداخلي».

ضرر سوء الغذاء على الأطفال يمسّ بنموّهم الفكري والجسدي (د.ب.أ)

تتفهّم الحاجة إلى اللحاق بكل ما يُعزّي والتشبُّث به. الطعام يتقدَّم. ترى أن لا أحد مخوَّلاً تقديم نصيحة لنازح من نوع «اضبط شهيتك بينما القصف في جوارك». برأيها، «يكفي الخوف وحده شعوراً سيئاً». يهمّها «الحدّ من نتائج كارثية ستظهر بوضوح بعد الحرب»، مُفضِّلة الاستعانة بالتمر مثلاً بدل «القضاء على علبة شيكولاته» والقهوة البيضاء لتقليص ضخّ الكافيين.

وتنصح بالتنفُّس والرياضة، فهما «يهدّئان هرمون الأعصاب»، وبالنظافة بما «تشمل غلي الماء قبل استعماله حال الشكّ في مصدره». تضيف: «الاستغناء عن تناول دجاج ولحوم أُبقيت مدّة خارج الثلاجة، لاحتمال فسادها، على عكس الحمّص والصعتر، مثلاً، القابلَيْن لعمر أطول». أما الحصص الغذائية، فالمفيد منها «التونة والسردين والأرز والمعكرونة وزيت الزيتون، ولا بأس بمعلّبات البازلاء والذرة بديلاً للخضراوات. يُفضَّل استبعاد اللحوم المصنّعة. الحليب المجفَّف جيّد أيضاً لغياب الطبيعي».