مجموعة ماكلو الأغلى في العالم تُضفي نكهة خاصة على مزادات الخريف الأميركية

منحوتة الأنف لجياكومتي من ضمن مجموعة ماكلو
منحوتة الأنف لجياكومتي من ضمن مجموعة ماكلو
TT

مجموعة ماكلو الأغلى في العالم تُضفي نكهة خاصة على مزادات الخريف الأميركية

منحوتة الأنف لجياكومتي من ضمن مجموعة ماكلو
منحوتة الأنف لجياكومتي من ضمن مجموعة ماكلو

تُضفي مجموعة ماكلو التي تُعتبر الأغلى في العالم بين مثيلاتها المطروحة للبيع نكهة خاصة على مزادات الخريف في نيويورك التي تعاود اعتماد الصيغة الحضورية هذا الأسبوع، ويتوقع أن تجذب مهتمين متشوقين للشراء بعد مرحلة الجائحة.
وتتفق دارا «كريستيز» و«سوذبيز» للمزادات على أن سوق الفن في حال جيدة.
وتشرح لوكالة الصحافة الفرنسية «طلب المشترين ظل قوياً خلال الجائحة، لكنهم ما عادوا يرون مستوى العرض الذي اعتادوا عليه».
فمبيعات «كريستيز» مثلاً شهدت في النصف الأول من سنة 2021 زيادة بنسبة 13 في المائة عما كانت عليه في الفترة نفسها من عام 2019، وتوضح الدار أن 30 في المائة من المشترين كانوا «زبائن جدداً»، ومن بينهم 31 في المائة من «جيل الألفية».
في نيويورك، سيكون المعروض للبيع وافراً ومغرياً، ولو أن ثمن أي قطعة لا يتجاوز 116 مليون دولار.
وستكون الأبرز بلا شك المزاد «مجموعة ماكلو» التي تطرحها للبيع دار «سوذبيز»، وهي ناتجة عن طلاق قطب العقارات في نيويورك هاري ماكلو وزوجته ليندا في عام 2018، وأشارت الدار إلى أن قيمتها الإجمالية التي قدرت بنحو 600 مليون دولار هي الأعلى على الإطلاق لبيع مجموعة أعمال تنتمي إلى الفن المعاصر والحديث.
ومن أبرز القطع المعروضة منحوتة «الأنف» البرونزية لجاكوميتي التي بدأ الفنان العمل على تنفيذها عام 1947، واللوحة «الرقم 7» لمارك روثكو، ويقدر سعر كل منهما بما بين 70 و90 مليون دولار.
وتتضمن المجموعة أيضاً لوحة «ناين مارلينز» الشهيرة لأندي وارهول (ما بين 40 و60 مليون دولار) و«16 جاكيز» (15 - 20 مليون دولار)، إضافة إلى أعمال أخرى لفنانين لا يزالون على قيد الحياة، بينهم جيف كونز ورودولف ستينغل ووايد غايتون وتاوبا أوروباخ.



اكتشاف رأس تمثال لأحد كبار الشخصيات بالعصر البطلمي في الإسكندرية

الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)
الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)
TT

اكتشاف رأس تمثال لأحد كبار الشخصيات بالعصر البطلمي في الإسكندرية

الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)
الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر اكتشاف رأس تمثال رخامي لرجل طاعن في السنّ يعود إلى العصر البطلمي بمدينة الإسكندرية (شمال البلاد)، السبت. واكتشفت الرأس البعثة الأثرية الفرنسية من جامعة ليون والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة؛ وذلك ضمن أطلال أحد المنازل العائد تاريخه إلى القرن الـ7 الميلادي، خلال أعمال حفائر البعثة بمنطقة «تابوزيرس ماجنا» على بُعد 45 كيلومتراً غرب الإسكندرية، وفق تصريح وزير السياحة والآثار شريف فتحي.

ويصل ارتفاع الرأس المكتشف إلى 38 سنتيمتراً، وهو أكبر من الحجم الطبيعي لرأس الإنسان؛ ما يشير إلى أنه كان جزءاً من تمثال ضخم قائم في مبني ضخم ذي أهمية سياسية عامة وليس منزلاً خاصاً، كما ورد في بيان للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد.

ووصف رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، الرأس المكتشف بأنه «منحوت بدقة فنّية عالية بملامح واقعية، وينتمي إلى فنّ التصوير الواقعي الذي ازدهر وانتشر في نهاية الحقبة الهلنستية».

وتشير ملامح الرأس إلى أنه لرجل مسنّ، حليق الرأس، وجهه مليء بالتجاعيد وتظهر عليه الصرامة وعلامات المرض، وفق دراسات مبدئية، أوضحت كذلك أن صاحبه كان من كبار الشخصيات العامة وليس ملكاً، الأمر الذي يشير إلى أهمية موقع «تابوزيريس ماجنا» منذ عصر بطليموس الرابع، فصاعداً.

ويُجري فريق عمل البعثة الأثرية مزيداً من الدراسات على الرأس للتعرُّف على صاحبه، فضلاً عن البدء بأعمال الصيانة والترميم اللازمة له، إذ ذكر رئيسها جواكيم لوبومين أنّ تاريخه يعود إلى 700 عام قبل بناء المنزل الذي وُجد فيه.

وموقع «تابوزيريس ماجنا» من أهم المواقع الأثرية بالساحل الشمالي لمصر، وكانت له قدسية كبيرة في العصرين اليوناني الروماني والبيزنطي. ويحتوي على معبد ضخم خُصِّص لعبادة الإله «أوزير» الذي اشتقَّ منه اسم المدينة.

أطلال المنزل الذي وجدت فيه البعثة الآثارية الرأس (وزارة السياحة والآثار)

وعدّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، اكتشاف رأس تمثال في الإسكندرية «دليلاً جديداً على ثراء العصر البطلمي الفنّي والتاريخي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الدراسة العلمية الدقيقة ستكشف مزيداً عن تفاصيل هذا التمثال ودوره في تشكيل الهوية الثقافية لمصر البطلمية».

ويحتوي الموقع الأثري «تابوزيريس ماجنا» على عدد من الآثار الثابتة، من بينها معبد أبو صير، ومقابر البلانتين، والجبانة الضخمة الواقعة غرب المعبد وشرقه؛ وكذلك فنار أبو صير الشاهد على هيئة فنار الإسكندرية القديم.

ووصف عبد البصير الرأس المكتشف بأنه «إضافة مهمة لدراسة العصر البطلمي وفنونه. فمن خلال التحليل العلمي المتقدّم، يمكن استكشاف مزيد عن طبيعة ذلك الرأس، سواء كان يمثّل شخصية من البيت المالك أو النخبة الحاكمة. كما يمكن أيضاً مقارنته مع تماثيل أخرى محفوظة في المتاحف العالمية، مثل المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية أو المتحف البريطاني».

ويمثّل فنّ النحت البطلمي أحد أبرز إنجازات تلك الحقبة، إذ استطاع الجمع بين الواقعية اليونانية والرمزية المصرية لخلق أسلوب فنّي مبتكر وجديد. وأوضح عالم الآثار المصري أنّ «رأس التمثال المكتشف حديثاً يسهم في إثراء فهم ذلك الفنّ وتقديم صورة أوضح عن دوره في توثيق التفاعل الثقافي بين مصر واليونان».

وكانت إحدى البعثات الآثارية العاملة في موقع «تابوزيريس ماجنا» قد أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن اكتشاف مجموعة من اللقى الأثرية والقطع الجنائزية والطقسية التي تبوح بمزيد عن أسرار هذه المنطقة خلال العصر البطلمي المتأخر؛ وكان من بين القطع المُكتشفة رأس تمثال من الرخام لسيدة ترتدي التاج الملكي، ظنَّ مسؤولون في البعثة أنه للملكة كليوباترا السابعة، وهو ما نفاه علماء آثار لعدم تطابق الملامح.