خطوة عملاقة لفيرستابن نحو التتويج باللقب العالمي لـ {فورمولا1}

البطل الهولندي تفوق على البريطاني هاميلتون في الحلبة المكسيكية... والإثارة تشتعل في الجولات الأربع الأخيرة

فيرستابن على منصة التتويج يحتفل بكأس السباق المكسيكي (إ.ب.أ)
فيرستابن على منصة التتويج يحتفل بكأس السباق المكسيكي (إ.ب.أ)
TT

خطوة عملاقة لفيرستابن نحو التتويج باللقب العالمي لـ {فورمولا1}

فيرستابن على منصة التتويج يحتفل بكأس السباق المكسيكي (إ.ب.أ)
فيرستابن على منصة التتويج يحتفل بكأس السباق المكسيكي (إ.ب.أ)

نجح الهولندي ماكس فيرستابن سائق فريق ريد بول في تعزيز صدارته لترتيب بطولة العالم للفورمولا 1، من نقطتين إلى 19 نقطة أمام مطارده المباشر بطل العالم سبع مرات البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس، وبات حلم تتويجه باللقب العالمي للمرة الأولى قريباً من التحقيق.
وبفوزه بجائزة المكسيك الكبرى، المرحلة الثامنة عشرة من بطولة العالم على حلبة الشقيقين رودريغيز مساء أول من أمس خطا السائق الهولندي خطوة عملاقة مقترباً من اللقب العالمي قبل 4 جولات من نهاية الموسم.
وحقق فيرستابن انتصاره بفارق مريح (16.55 ثانية) عن منافسه البريطاني، مسجلاً فوزه التاسع هذا الموسم والـ19 في مسيرته، والثالث في المكسيك بعد عامي 2017 و2018. فيما نجح سائق ريد بول الثاني سيرجيو بيريز في أن يكون أول مكسيكي يصعد إلى منصة التتويج في بطولة العالم وعلى حلبة بلاده بعدما حل ثالثاً.
واستعاد فيرستابن كأس المركز الأول من هاميلتون الفائز بآخر نسخة في عام 2019 بعد أن غاب السباق موسم 2020 بسبب تداعيات جائحة فيروس «كورونا».
وعن الاقتراب من اللقب قال فيرستابن: «ما زال الطريق طويلاً. لا شك أن الأمور تبدو جيدة ولكن بإمكانها أن تتبدل بسرعة».
وعن تجاوزه الرائع في بداية السباق، أوضح «كان الأمر ممتعاً معنا نحن الثلاثة في المقدمة، وكان الأمر مجرد محاولة الدوس على المكابح في وقت متأخر، حافظت على السيارة على الحلبة وتقدمت من المركز الثالث حتى الأول. هذا ما سمح لي بالفوز، لأني تمكنت لاحقاً من التركيز على نفسي مع تتابع اللفات. كما تمتعت السيارة بنمط غير عادي؛ لذا تمكنت من القيام بخدعي». في المقابل، أكد هاميلتون على تفوق سيارة ريد بول في المكسيك قائلاً: «سيارتهم أفضل بكثير في نهاية هذا الأسبوع، ولم يكن هناك شيء يمكننا فعله حيال ذلك».
وفاجأ فريق مرسيدس الجميع بهيمنته على التجارب التأهيلية في مكسيكو، مع تسجيل الفنلندي فالتيري بوتاس التوقيت الأسرع في «امتحان» يوم السبت أمام زميله هاميلتون، غير أن فوز فيرستابن في السباق الحقيقي وبالمرحلة الـ18 من البطولة العالمية كان متوقعاً ولم يشكل أي مفاجأة نظراً لتفوق ريد بول على هذه الحلبة في الأعوام الأخيرة.
ورأى مدير مرسيدس النمساوي توتو وولف أن المركز الثاني لسائقه هاميلتون هو أشبه بفوز، نظراً لقوة الفرق النمساوية في المكسيك. وعما تنتظره المنافسة في المراحل الأخيرة قال: «أنا واقعي ولكني أحب رياضة السيارات لأن كل شيء يمكن أن يحدث. لا أحد منا سيغادر الحلبة وهو يعتقد أن الأمور تفلت من بين يدينا. ما زال أمامنا أربعة سباقات، أربعة انتصارات لتحقيقها، أربعة انسحابات مفترضة وسوف نتابع الصراع». ورد نظيره في ريد بول البريطاني كريستيان هورنر قائلاً: «ما زالت هناك 107 نقاط كحد أقصى؛ لذا نحن أبعد ما يكون عن الحسابات، علينا أن نثق بأنفسنا، والإعداد لكل شيء خلال الأسابيع، الاستراتيجية والتوقف للخروج بأفضل النتائج».
ويقر هاميلتون بأن فارق «19 نقطة»، كبير، واضعاً خطته الهجومية لخوض معركة متكافئة، لذا سيتابع البريطاني الساعي خلف لقبه الثامن العالمي لفض الشراكة مع الأسطورة مايكل شوماخر قائلاً: «واقعياً، يتوجب علي الفوز بكل سباق لأننا نحتاج هذه النقاط من أجل أن نحاول العودة، لكن... هم سريعون جداً». وأضاف «أبذل قصارى جهدي ولكن ذلك لم يكن كافياً حتى الآن، في حال حافظوا على سرعتهم في السباقات المقبلة، سنكون في موقف صعب».
ويمكن القول إن أكثر السائقين سعادة هو بيريز الذي حقق حلم الجماهير المكسيكية التي قدرت بأكثر من 138 ألف متفرج باحتلال المركز الثالث. وكتب سائق ريد بول البالغ عمره 31 عاماً، والذي كان يبحث منذ عام واحد فقط عن عمل، التاريخ بعدما أصبح أول مكسيكي يتصدر السباق في بلاده، قبل أن يتراجع للمركز الثالث. وقال السائق المكسيكي بعدما طارد هاميلتون بطل العالم سبع مرات في الأمتار الأخيرة: «كان سباقاً لا يُصدق... الوجود على منصة التتويج في الجائزة الكبرى ببلادك هو شيء استثنائي جداً. بكل وضوح كنت أريد المزيد، وكنت أتطلع للفوز بالسباق، لكن الأهم أن يحصل فريقنا على أول مركزين».
وتابع: «نحن نتحلى بالتنافسية وإذا جئنا في المركز الثالث، فإننا لا نستمتع بالأمر كثيراً، لكن هذا اليوم من بين أفضل الأيام التي يجب أن أستمتع بها بسبب المشجعين ومشاهدة سعادة الكثيرين».
ومنذ عام واحد، كان بيريز يفكر في الحصول على إجازة بعدما أبلغه فريق راسنغ بوينت، الذي يحمل الآن اسم أستون مارتن، بأن مقعده سيذهب إلى الألماني سيباستيان فيتيل بطل العالم أربع مرات، لكنه انتقل إلى ريد بول الذي كان يحتاج إلى سائق صاحب خبرة ليعزز آماله في المنافسة على اللقب، وليكون داعماً لفيرستابن.
وبدا فريق ريد بول الأكثر قوة وتصميماً هذا العام، وفرض نفسه على حلبات كانت تُعتبر في السابق عرين مرسيدس، بداية على حلبة الأميركيتين في أوستن نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ما يمكن أن يعتبر المنعطف الحقيقي في سباق تحديد هوية الفائز بالتاج العالمي هذا العام.
لكن ماذا بشأن المراحل المتبقية؟ هي غوص في المجهول حيث ستزور الفرق حلبتين للمرة الأولى بعد إدراجهما في الروزنامة هذا العام، هما قطر في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) ثم المملكة العربية السعودية في 5 ديسمبر (كانون الأول)، قبل إسدال الستار على المنافسات مع السباق الاعتيادي على حلبة بني ياس في أبوظبي في 12 منه حيث نجح فيرستابن في الفوز على مرسيدس للمرة الأولى في العام الماضي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».