غروندبرغ إلى عدن بعد طهران ضمن مساعيه لتطوير خطة أممية للسلام

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ
TT
20

غروندبرغ إلى عدن بعد طهران ضمن مساعيه لتطوير خطة أممية للسلام

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ

بعد أيام من اختتام المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ زيارة إلى طهران في سياق مساعيه لتطوير خطة أممية شاملة للسلام والضغط على الميليشيات الحوثية لوقف التصعيد العسكري، وصل أمس (الأحد) إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن للمرة الثانية منذ توليه مهمته، وذلك في سياق الجهود نفسها التي تحظى بتأييد من المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ.
وفيما تواصل الميليشيات المدعومة من إيران تصعيدها العسكري باتجاه مأرب مع تكثيف الهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على القرى والأحياء السكنية، ترى الأوساط السياسية اليمنية أن الضغوط الدولية على الجماعة بما فيها الأميركية والأممية دون المستوى المطلوب.
وذكرت المصادر اليمنية أن المبعوث الأممي التقى رئيس الحكومة معين عبد الملك في عدن لإطلاعه على نتائج جولته الإقليمية والدولية ولقاءاته المحلية الأخيرة، ضمن الجهود والتحركات المبذولة لاستئناف مسار العملية السياسية في اليمن.
وبحسب ما ذكرته وكالة «سبأ» استعرض اللقاء، المسارات التي يعمل من خلالها المبعوث الأممي للتعامل مع الوضع الراهن، خاصة مع استمرار التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي في مأرب، واستهدافها المتكرر للمدنيين والنازحين، ورفضها لكل الحلول والمبادرات في تحد صريح للجهود الأممية والدولية والإرادة الشعبية.
وناقش اللقاء - بحسب الوكالة - جهود الحكومة للتعامل مع التحديات القائمة في الجانب الاقتصادي، والدعم الأممي والدولي الواجب توفيره في الوقت الراهن، وبما يؤدي إلى وقف تراجع سعر صرف العملة الوطنية والسيطرة على تضخم الأسعار وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وتخفيف المعاناة عن المواطنين اليمنيين.
ونقلت المصادر الرسمية أن عبد الملك جدد دعم الحكومة للمبعوث الأممي، لما يبذله من جهود للوصول إلى حل سياسي، رغم استمرار التعنت والرفض الحوثي بإيعاز من داعمي الجماعة في طهران، وأنه «أشار لما يحدث من تصعيد الميليشيات الحوثية ضد المدنيين والنازحين في مأرب والاستهداف المتكرر لهم بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ومختلف أنواع الأسلحة» وقال إن ذلك «يتطلب موقفا دوليا واضحا وحازما»، وإن استمرار العنف والهجمات الحوثية المتصاعدة في مأرب يهدد بتعقيد المشهد وانتقال الحرب إلى مستوى آخر، ومضاعفة المعاناة الإنسانية».
وأكد رئيس الوزراء اليمني أن حكومته «تتعامل بإيجابية مع الجهود والتحركات الأممية والدولية لإحلال السلام، وفق المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محليا والمؤيدة دوليا»، كما «شدد على أهمية استمرار الموقف الدولي الموحد تجاه مواجهة التدخل الإيراني في اليمن، والالتزام بالقرارات الأممية والدولية في هذا الجانب». وقال إن «التهاون الدولي يشجع ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا على التمادي في جرائمها واستمرارها في قصف واستهداف المدنيين والنازحين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية وتهديد الملاحة الدولية».
وتطرق عبد الملك إلى ما تقوم به حكومته «من جهود للتعامل مع التحديات المختلفة خاصة في الجوانب الاقتصادية والإنسانية، وفي مقدمتها تراجع أسعار صرف العملة الوطنية، وتضخم الأسعار، وما نفذته من إجراءات عاجلة لإعادة التوازن للدورة النقدية، بالتوازي مع تطبيق إصلاحات مالية واقتصادية، وإلى ما يمكن أن يقوم به الأشقاء والأصدقاء من دعم لهذه الجهود».
ونسبت المصادر اليمنية الرسمية إلى غروندبرغ أنه «عبر عن تفهمه الكامل لدعوة رئيس الوزراء إلى تقديم دعم اقتصادي عاجل للحكومة ودعم الاحتياطي النقدي والموازنة، وأشار إلى أن القضية المحورية للمواطنين اليمنيين هي الصعوبات والمعاناة الاقتصادية في عموم اليمن».
وبحسب ما أوردته وكالة «سبأ» أطلع غروندبرغ، رئيس الوزراء اليمني «على نتائج زياراته الإقليمية الأخيرة والتوافق الذي لمسه على ضرورة وقف التصعيد والعنف خاصة في مأرب وغيرها والقلق من التطورات الأخيرة التي لا تساعد على تحقيق السلام». كما «تطرق إلى المسارات التي يعمل عليها في الجانبين السياسي والاقتصادي».
وكان غروندبرغ زار طهران قبل أيام والتقى كبار المسؤولين الإيرانيين وممثلين عن المجتمع الدولي، وشدد خلال لقاءاته على الحاجة لدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية تفاوضية للنزاع في اليمن، كما أعرب - وفق بيان بثه مكتبه - عن قلقه البالغ من التصعيد العسكري في اليمن والذي يتسبب بخسائر فادحة في أرواح المدنيين، بمن فيهم الأطفال، ويقوض جهود السلام.
وأكد المبعوث الأممي إلى اليمن على الحاجة الملحة إلى خفض التصعيد في كافة أنحاء البلاد بما في ذلك في مأرب، كما ناقش الحاجة إلى معالجة الوضع الإنساني والاقتصادي المتدهور في اليمن، وأهمية ضمان حرية حركة الأشخاص والسلع إلى البلاد وداخلها.
وقال غروندبرغ إن «السلام والاستقرار في اليمن ينعكسان على المنطقة كلها. أعتزم العمل مع دول المنطقة لمساعدة اليمن على التوصل إلى حل سلمي للنزاع».
وفي سياق المساعي الأميركية المعززة لجهود المبعوث الأممي كان مبعوث واشنطن تيم ليندركينغ التقى(السبت) في الرياض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية وإحلال السلام وإنهاء الحرب التي أشعلتها الميليشيات الحوثية، وفق ما ذكره الإعلام الحكومي.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
TT
20

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

قضت السلطات الصومالية، الثلاثاء، على 16 مسلحاً من حركة «الشباب» الإرهابية، من بينهم قيادات بارزة، في غارة جوية جنوب شرقي البلاد.

يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأفادت «وكالة الأنباء الصومالية»، بأن الغارة الجوية التي نُفذت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا محاصرين خلال الأيام الماضية إثر عمليات عسكرية للجيش الوطني، مضيفة أن الغارة أسفرت أيضاً عن تدمير سيارات تابعة لحركة «الشباب» الإرهابية.

وأشارت الوكالة إلى أن «الغارة الجوية التي وقعت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً للإرهابيين الذين تمت محاصرتهم خلال الأيام الماضية جراء العمليات العسكرية».

متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ولفتت إلى أن «الغارة الجوية أسفرت عن تدمير المركبات القتالية التابعة لميليشيات الخوراج». ويستخدم الصومال عبارة «ميليشيا الخوارج» للإشارة إلى حركة «الشباب». وتشن الحركة هجمات تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية للاستيلاء على الحكم، وتطبيق الشريعة على نحو صارم.

كان وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور قد قال، يوم الجمعة، إن قوات صومالية وإثيوبية نفذت عمليات مشتركة ضد حركة «الشباب» بإقليم شبيلي الوسطى. وقال نور لوسائل الإعلام الصومالية الرسمية «العمليات العسكرية المنسقة، بدعم جوي دولي، تستهدف بشكل محدد الجماعات المسلحة». كما أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا، أواخر الشهر الماضي، أنها نفذت، بطلب من الحكومة الصومالية، غارة جوية ضد حركة «الشباب».

صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قُتل 9 أشخاص، الثلاثاء، في هجوم انتحاري وبإطلاق النار تبنته حركة «الشباب» في فندق في وسط الصومال، حيث كان هناك اجتماع يُعقد لبحث سبل مكافحة هذه الجماعة المتطرفة، وفق مصادر أمنية. وأكد أحمد عثمان المسؤول الأمني في مدينة بلدوين في محافظة هيران، حيث وقع الهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «انتحارياً» قاد، صباحاً، حافلة صغيرة محملة بالمتفجرات إلى مدخل الفندق ليتبعه مسلحون دخلوا الفندق، وراحوا يطلقون النار.

وقال المسؤول الأمني حسين علي في وقت لاحق، الثلاثاء، إن «الحصار انتهى، وقُتل جميع المسلحين»، مضيفاً أن الهدوء عاد إلى المكان. وأكد أن 9 مدنيين، بينهم وجهاء تقليديون، قُتلوا في الهجوم، من دون أن يحدد عدد المهاجمين الذين قضوا. وأضاف علي أن أكثر من 10 أشخاص آخرين، معظمهم من المدنيين، أصيبوا بجروح في الهجوم. وكان الفندق المستهدف يستضيف اجتماعاً يجمع مسؤولين أمنيين وزعماء تقليديين بهدف حشد مقاتلين لمساعدة القوات الحكومية في حربها ضد حركة «الشباب» المتطرفة.

وأكد الشرطي علي مهاد أنه تم إنقاذ العديد من الأشخاص الموجودين في المكان. وقال شاهد عيان يدعى إدريس عدنان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان قريبي داخل الفندق أثناء الهجوم، وهو محظوظ لأنه نجا وأصيب بجروح طفيفة». وأضاف أن «المبنى دُمر في خضم إطلاق نار كثيف». وأعلنت «حركة الشباب» في بيان مسؤوليتها عن الهجوم.

ومنذ أكثر من 15 عاما تشنّ حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» تمرّداً مسلّحاً ضدّ الحكومة الفيدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي، بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية في بلد يُعد من أفقر دول العالم.

وتوعد الرئيس الصومالي بحرب «شاملة» ضد حركة «الشباب»، وانضم الجيش إلى ميليشيات عشائرية في حملة عسكرية تدعمها قوة من الاتحاد الأفريقي وضربات أميركية، لكنها مُنيت بانتكاسات.