مناورات إيرانية في خليج عمان وسط توترات مع أميركا

تدريب شامل لوحدات الجيش... ورئيس «الذرية» استبعد الخيار العسكري ضد «البرنامج النووي»

صورة نشرها الجيش الإيراني تظهر إطلاق صاروخ من منظومة «15 خرداد» خلال مناورات حربية قبالة خليج عمان (إ.ب.أ)
صورة نشرها الجيش الإيراني تظهر إطلاق صاروخ من منظومة «15 خرداد» خلال مناورات حربية قبالة خليج عمان (إ.ب.أ)
TT

مناورات إيرانية في خليج عمان وسط توترات مع أميركا

صورة نشرها الجيش الإيراني تظهر إطلاق صاروخ من منظومة «15 خرداد» خلال مناورات حربية قبالة خليج عمان (إ.ب.أ)
صورة نشرها الجيش الإيراني تظهر إطلاق صاروخ من منظومة «15 خرداد» خلال مناورات حربية قبالة خليج عمان (إ.ب.أ)

بدأت وحدات الجيش الإيراني، أمس، المرحلة الأخيرة من المناورات الحربية في المنطقة الساحلية لخليج عمان، جنوب شرقي البلاد، قبل أقل من شهر من المحادثات النووية المقبلة مع الغرب، ووسط توترات بحرية مع الولايات المتحدة.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن ألوية القوات البحرية والجوية والبرية في الجيش تتدرب على الهجوم والدفاع، على امتداد الساحل الإيراني في خليج عمان، شرق مضيق هرمز الاستراتيجي، في ثاني تدريبات يقوم بها الجيش الإيراني في المنطقة المذكورة، بعدما أجرى مناوراته الأولى في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، عشية تولي الرئيس الأميركي جو بايدن.
ونقلت «أسوشيتد برس» عن التلفزيون الرسمي أن ألوية، من بينها قوات خاصة ومشاة محمولة جواً، انتشرت للمشاركة في التدريبات. وتشارك مقاتلات وطائرات هليكوبتر وطائرات نقل عسكرية وغواصات وطائرات مسيرة.
وأظهرت صور تدريبات للجيش على منظومة «15 خرداد» المضادة للطائرات والصواريخ. وتعد حماية المياه الإيرانية في خليج عمان من مهام الجيش الإيراني، بينما منطقة الخليج العربي على عاتق «الحرس الثوري».
وقال المتحدث باسم المناورات، الأدميرال محمود موسوي، إن المناورات تشمل مراحل استطلاع واستخباراتية وقتالية، وشتى أصناف الحرب الإلكترونية، والمضادة الإلكترونية للقوات المهاجمة، مشيراً إلى استخدام أجهزة الرادار والتنصت ومسيرات استطلاعية من طراز «أبابيل 3» و«صادق» و«مهاجر 4» و«سيمرغ»، إلى جانب أنواع طائرات الاستطلاع لدى القوات الجوية في الجيش الإيراني، معتبراً رصد المجال الجوي للبلاد وخليج عمان من «نقاط القوة» لدى قوة الدفاع الجوي في الجيش الإيراني.
وقال التلفزيون الرسمي إن المناورات التي أطلق عليها اسم «ذو الفقار 1400» تهدف إلى «تحسين الاستعداد لمواجهة التهديدات الخارجية وأي غزو محتمل»، بحسب «أسوشيتدبرس».
ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قائد غرفة العمليات في الأركان المسلحة الإيرانية، الجنرال غلام علي رشيد، أن «قوات الجيش والحرس ستواجه أي تهديد من أي قوة معتدية متغطرسة على جميع المستويات ومن أي مبدأ كانت»، وعد المناورات «ضد ائتلاف الولايات المتحدة وإسرائيل».

- مناورات تسبق المفاوضات
يمر ما يقرب من 20 في المائة من جميع شحنات النفط عبر المضيق إلى خليج عمان والمحيط الهندي. وتصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة في أعقاب استراتيجية إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي لإجبار إيران على قبول اتفاق جديد يتضمن إطالة أمد الاتفاق النووي، إضافة إلى لجم الأنشطة الإقليمية وبرنامج الصواريخ الباليستية الذي يديره جهاز «الحرس الثوري»، الموازي للجيش النظامي الإيراني.
والأربعاء، أعلن الاتحاد الأوروبي وإيران والولايات المتحدة أن المحادثات غير المباشرة لإنعاش الاتفاق ستستأنف في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في فيينا، وذلك بعد شهور من تأخير الجانب الإيراني.
وقبل تأكيد العودة الإيرانية بساعات، الأربعاء الماضي، قدمت إيران والولايات المتحدة روايات متضاربة عن أحدث احتكاك بحري في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال مسؤولون أميركيون إن إيران احتجزت ناقلة نفط فيتنامية، وادعى «الحرس الثوري» إحباط محاولة أميركية لمصادرة شحنة نفط إيرانية، معلناً احتجاز ناقلة أجنبية شاركت في العملية. وبثت لقطات درامية على التلفزيون الحكومي، لكنها لم توضح الحادث.
ويعد الاتفاق النووي بحوافز اقتصادية لإيران، مقابل قيود على برنامجها النووي، ويهدف إلى منع طهران من تطوير قنبلة نووية. ورداً على انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة في مايو (أيار) 2018 وإعادة العقوبات، تخلت طهران منذ مايو 2019 تدريجياً -وعلناً- عن قيود الاتفاق على برنامجها النووي.
وقالت طهران، الخميس، إن مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة وصلت إلى 25 كيلوغراماً. كما وصل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة إلى أكثر من 210 كيلوغرامات، مما يعقد جهود إحياء الاتفاق النووي.
ويمنع الاتفاق النووي إيران من تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 3.67 في المائة. وفي زمن ترمب، بدأت طهران انتهاك مستوى التخصيب بنسبة تصل إلى 4.5 في المائة. وبعد وصول بايدن إلى البيت الأبيض، رفعت المستوى في يناير (كانون الثاني) إلى 20 في المائة، قبل أن يقفز مستوى التخصيب إلى 60 في المائة، وهي نسبة أدنى بكثير عن نسبة 90 في المائة المناسبة لصنع سلاح نووي.

- تراجع الخيار العسكري
قال نائب الرئيس الإيراني رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي، إن هدف العقوبات «كسر العزيمة ونزع الأسلحة الإيرانية»، وأضاف: «العدو يسعى إلى النفاذ في عمق الأمم بقوة الإعلام».
وتعليقاً على احتمال اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران، قال: «في مجال التهديدات، لم يتحدث أحد عن الخيار العسكري خلال العامين الماضيين»، مشيراً إلى أن «هذا التوجه يطرح أسئلة حول ما إذا حذف هذا الخيار لأسباب تكتيكية من جانب العدو»، حسبما نقلت وكالة «إيسنا» الحكومية.
ويعكس انكار المسؤول الإيراني صورة تتعارض مع تفاقم التوتر بين إيران والولايات المتحدة إلى مستوى المواجهة، واقترب الجانبان من المواجهة بعد ضربة جوية أميركية في بغداد قضت على الجنرال قاسم سليماني، العقل المدبر للأنشطة الخارجية لـ«الحرس الثوري». وردت إيران على ذلك بإطلاق صواريخ باليستية على قاعدة عين الأسد في الأراضي العراقية، باتجاه تمركز القوات الأميركية.
وفي الآونة الأخيرة، كشفت تقارير إسرائيلية عن تخصيص 1.5 مليار للجيش الإسرائيلي، تحسباً لضربة محتملة ضد إيران.

- منصة للدبلوماسية
نشرت وكالة «تسنيم» مقتطفات من شهادة وزير الخارجية السابق، محمد جواد ظريف، في كتاب جديد من 6 أجزاء عن المفاوضات النووية، وهي تسلط الضوء على إصراره على إجراء مناورات صاروخية تحت غطاء إرسال قمر صناعي إلى الفضاء، بعد جولة مفاوضات جرت في جنيف، بهدف توجيه رسالة ضد العقوبات الأميركية.
ووقعت إيران اتفاقاً مبدئياً مع الدول الكبرى حول برنامجها النووي في جنيف نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، قبلت بموجبه وقف بعض أجزاء برنامجها النووي، والتعاون مع الوكالة الدولية، مقابل عدم فرض عقوبات جديدة، وتجميد عقوبات على الذهب، وتخفيض العقوبات على مبيعات النفط والبتروكيماوية، قبل أن تتوصل أطراف المباحثات إلى الاتفاق النووي في يوليو (تموز) 2015.
وقالت الوكالة التابعة لـ«الحرس الثوري» إنه «على خلاف ما يقوله المؤيدون لحكومة (حسن) روحاني بأن المناورات الصاروخية كانت من بين أسباب فشل المحادثات النووية، فإن ظريف كان يصر على القيام بمناورات صاروخية». وذكرت أيضاً أن ظريف «على نقيض مزاعم منتقديه، يؤكد أنه لم يجعل من المباحثات جسراً لتحديد القوة الصاروخية الإيرانية فحسب، بل هو كان أحد أنصار القيام بمناورات صاروخية بعد اتفاق جنيف».
ويشير ما نقل عن الكتاب إلى تلقي عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، رسالة إلكترونية من ويندي شرمن، نائبة وزير الخارجية الأميركي، في 4 فبراير (شباط) 2014، بشأن نية الولايات المتحدة فرض حزمة عقوبات على شركات إيرانية وأجنبية بعد 48 ساعة من الرسالة. ورداً على هذا، أجرى ظريف اتصالاً بوزير الدفاع الإيراني، وأطلعه على تفاصيل الخطوة الأميركية، وطلب منه استعداد للقيام بمناورة صاروخية، وإطلاق قمر صناعي في يوم إعلان العقوبات نفسه، أو بعده بيوم واحد.
ويتضمن الكتاب الجديد بعض الوثائق والمراسلات غير السرية في المفاوضات، إضافة إلى شهادات من المسؤولين، وقام بتجميعها علي موجاني، مستشار وزير الخارجية السابق، في 6 مجلدات تحت عنوان «السر المختوم»، في خطوة من شأنها قطع الطريق على رواية منتقدي الاتفاق النووي في الداخل الإيراني.



فرنسا متأرجحة نحو التغييرات السورية... إقدام أم تروٍّ؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً في مؤتمر صحافي مشترك في وارسو مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بمناسبة زيارة رسمية الخميس (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً في مؤتمر صحافي مشترك في وارسو مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بمناسبة زيارة رسمية الخميس (د.ب.أ)
TT

فرنسا متأرجحة نحو التغييرات السورية... إقدام أم تروٍّ؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً في مؤتمر صحافي مشترك في وارسو مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بمناسبة زيارة رسمية الخميس (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً في مؤتمر صحافي مشترك في وارسو مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بمناسبة زيارة رسمية الخميس (د.ب.أ)

لا تشذ فرنسا في مقاربتها للملف السوري عن غيرها من الدول الأوروبية وغير الأوروبية وتتأرجح مواقفها بين الرغبة في الإقدام على الدخول بتفاصيله، والتروي بانتظار أن يتضح المشهد السوري وما تريده السلطة الجديدة وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام» بقيادة أحمد الشرع (المكنى سابقاً أبو محمد الجولاني).

كذلك تريد باريس تنسيق مواقفها وخطواتها مع شريكاتها في الاتحاد الأوروبي رغم أن الدول المعنية ليست كلها منخرطة في الملف السوري بمقدار انخراط باريس أو برلين أو مدريد، وأفادت الخارجية الفرنسية بأن الملف السوري سيكون موضع مناقشات بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين المقبل.

ما تقوله المصادر الفرنسية، يُبين أن باريس، كغيرها من العواصم، «فوجئت» بسرعة انهيار النظام الذي تصفه بأنه «نظام قاتل» مسؤول عن وفاة 400 ألف شخص وكل يوم يمر يكشف عن المزيد من «فظاعاته»، فضلاً عن أنه أساء دوماً للمصالح الفرنسية خصوصاً في لبنان، ولم يحارب الإرهاب بل «شجعه» كما دفع ملايين السوريين إلى الخارج.

وتعدّ فرنسا أن سقوط نظام بشار الأسد شكل «مفاجأة»؛ إلا أنه شكل «بارقة أمل» للسوريين في الداخل والخارج، ولكنها مُكَبّلة بعدد كبير من التحديات والمخاطر؛ منها الخوف من «تمزق» سوريا، وأن تمر بالمراحل التي مر بها العراق وليبيا سابقاً، وأن تشتعل فيها حرب طائفية ونزاعات مناطقية وتنشط مجموعات «إسلاموية وجهادية»، وتدخلات خارجية، وأن تنتقل العدوى إلى لبنان كما حصل في السنوات 2015 و2016.

ملاحظات باريسية

وإزاء مفردات خطاب «معتدلة» تصدر عن أحمد الشرع والهيئة التي يرأسها وعلى ضوء صورة الحكومة الانتقالية التي رأت النور برئاسة محمد البشير، تتوقف باريس عند عدة ملاحظات: الأولى، اعتبار أن ما جرى «يفتح صفحة جديدة»، وأن الهيئة المذكورة لم ترتكب تجاوزات كبرى واعتمدت حتى اليوم خطاباً «معتدلاً» ووفرت ضمانات «كلامية»؛ إلا أن ما يهم فرنسا، بالدرجة الأولى، «الأفعال وليست الأقوال».

وما تريده باريس عميلة انتقال سلمي للسلطة وأن تضم جميع المكونات وأن تحترم الحقوق الأساسية للمواطنين والأديان والطوائف، وأحد معاييرها أيضاً احترام وضع النساء وحقوقهن، كذلك، فإن باريس ستعمل لأجل هذه الأهداف مع الشركاء العرب وأيضاً مع تركيا وإسرائيل.

بيد أن فرنسا لا تريد لا الإسراع ولا التسرع، وإن كانت تتأهب لإرسال مبعوث إلى سوريا يرجح أن يكون الدبلوماسي جان فرنسوا غيوم، لكنها تستبعد الاعتراف السريع بالسلطات الجديدة.

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان صادر عنها الخميس أن باريس ترى أنه «من السابق لأوانه في هذه المرحلة مناقشة رفع العقوبات المفروضة» على سوريا.

وكان وزير الخارجية المستقيل، جان نويل بارو، قد أجرى محادثات مع بدر جاموس، رئيس لجنة المفوضات السورية ومع ممثلين عن المجتمع المدني.

وقال بيان رسمي إن بارو ومحدثيه «عبروا عن الالتزام بتحقيق انتقال سياسي سلمي يشمل الجميع ويتماشى مع القرار 2254 الصادر عن الأمم المتحدة، يحمي المدنيين والحقوق الأساسية والأقليات».

كذلك أشار إلى «الاتفاق على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة واحترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها»، فضلاً عن «الإعراب عن قلقهم إزاء مخاطر التشرذم وانعدام الاستقرار والتطرّف والإرهاب، وضرورة استنفار الطاقات السورية والدولية من أجل تحاشيها».

اللاجئون

أما بالنسبة لملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، فإن باريس تقول إنها ليست من يقول لهؤلاء بالعودة أو بالامتناع عنها. إلا أنها بالمقابل تعدّ الشروط الضرورية لعودتهم مثل الأمن والعودة الكريمة «ليست متوافرة» رغم سقوط النظام القديم وقيام نظام جديد.

وتتوافق المواقف الفرنسية مع تلك التي صدرت عن مجموعة السبع، الخميس، التي أبدت الاستعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، مذكرة بأن العملية الانتقالية يجب أن تتسم بـ«احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)

وضمن هذه الشروط، فإن مجموعة السبع ستعمل مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير وتكون نتاج هذه العملية وتدعمها بشكل كامل.

وبينما تقضم إسرائيل أراضي سورية، وتدفع تركيا بالقوات التي ترعاها في الشمال الشرقي إلى مهاجمة مواقع «قسد»، فإن مجموعة السبع دعت «الأطراف كافة» إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها.

ومن جانب آخر، وفي الكلمة التي ألقتها بعد ظهر الخميس بمناسبة «القمة الاقتصادية الخامسة لفرنسا والدول العربية» التي التأمت في باريس، عدّت آن غريو، مديرة إدارة الشرق الأوسط والمغرب العربي في الخارجية الفرنسية، أن الوضع اليوم في المنطقة «بالغ التعقيد» في قراءتها للتطورات الأخيرة في سوريا وللوضع في الشرق الأوسط، وأن المنطقة «تشهد تحركات تكتونية» (أي شبيهة بالزلازل).

وتعتقد غريو أن هناك «حقيقتين» يتعين التوقف عندهما بشأن سوريا: الأولى عنوانها «انعدام اليقين»، والعجز عن توقع التبعات المترتبة على هذه التطورات ليس فقط في المنطقة ولكن أيضاً في الجوار الأوروبي، إذ إن المنطقة «تسير في أرض مجهولة» وتشهد تغيرات جيوسياسية رئيسية.

و«الحقيقة» الثانية عنوانها السرعة الاستثنائية التي تحصل فيها هذه التغيرات، مشيرة إلى أنه في عام واحد حصلت حرب غزة وحرب لبنان والحرب بين إسرائيل وإيران وانهيار النظام السوري، وهي تطورات غير مسبوقة، لا في أهميتها وتبعاتها ولا في زمنيتها.