جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هجومه على حزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للأكراد، الذي يُعدّ ثاني أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان، متهماً إياه بأنه «دمية» في يد «حزب العمال الكردستاني». بينما نفى الرئيس المشارك السابق للحزب، المعتقل منذ 5 سنوات، صلاح الدين دميرطاش، أي علاقة لحزبه مع العمال الكردستاني، المدرج على لائحة الإرهاب في تركيا.
وقال إردوغان إن حكومته أنقذت البلاد مما وصفه بـ«التسلط المسلّح» لـ«العمال الكردستاني»، متّهماً «حزب الشعوب الديمقراطية»، بأنه دمية بيد ذلك «التنظيم الإرهابي». وأضاف إردوغان، خلال تجمع لأنصاره في بطمان، جنوب شرقي تركيا، ليل السبت - الأحد: «لقد أنقذنا بلادنا ومواطنينا في المنطقة (الجنوب الشرقي) من التسلط المسلح لـ(العمال الكردستاني)، وسننقذهم من التسلط السياسي لـ(حزب الشعوب الديمقراطية)، الذي هو دمية بيد هذا التنظيم». ويواجه حزب الشعوب الديمقراطية، دعوات لإغلاقه وحظر النشاط السياسي لأكثر من 600 من قياداته وأعضائه، تنظرها المحكمة الدستورية العليا، على أساس أنه «يدعم الإرهاب»، وأنه تحول إلى «أداة لتنفيذ مخططات حزب العمال الكردستاني»، الذي أصبح ذراعاً سياسية له «لتفتيت وحدة تركيا وشعبها».
واتّهم إردوغان «حزب العمال الكردستاني» و«حركة الخدمة» التابعة لفتح الله غولن المقيم في أميركا، التي صنفتها السلطات «منظمة إرهابية»، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، التي وقعت في منتصف يوليو (تموز) 2016، والتي نسبتها السلطات إلى الحركة، بأنهما «بيادق تعمل لصالح أعداء تركيا».
وقال إردوغان إننا «أخضعنا جميع التشريعات، بدءاً من الدستور ووصولاً إلى القوانين، وكل الممارسات والمقاربات، إلى تحول يستند للقانون والعدالة».
ويسعى إردوغان إلى الفوز بأصوات الناخبين الأكراد في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في صيف عام 2023، حيث بدأ حملة مبكرة تشمل جولات في أنحاء تركيا يفتتح خلالها مشروعات جديدة، وسط توالي استطلاعات الرأي التي تؤكد أن فرص حزبه في البقاء في السلطة باتت ضعيفة جداً، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد، وحالة التخبط السياسي التي قادت إلى توتر في علاقات تركيا بالعالم الخارجي.
في السياق ذاته، نفى الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية، المعتقل بتهم دعم الإرهاب، صلاح الدين دميرطاش، وجود أي ارتباط لحزبه بحزب العمال الكردستاني، المدرج على لائحة الإرهاب.
ونقل محامو دميرطاش تصريحات من داخل محبسه نشرتها وسائل الإعلام التركية، أمس (الأحد)، قوله، رداً على الاتهامات المتكررة لإردوغان للحزب بأنه الذراع السياسية لـ«العمال الكردستاني»: «لا أنا ولا حزبنا على صلة أو علاقة مباشرة أو غير مباشرة بـ(حزب العمال الكردستاني)». وشدد على أن «الشعوب الديمقراطية» هو حزب سياسي ديمقراطي لا يدعو إلا إلى الأساليب والطرق السلمية.
وعدّ السياسي الكردي البارز، الذي سبق له منافسة إردوغان على رئاسة تركيا مرتين، قضية إغلاق «حزب الشعوب الديمقراطية»، المنظورة حالياً أمام المحكمة الدستورية، جزءاً من عملية التخويف التي يمارسها إردوغان ضد المعارضة.
وقال دميرطاش، الذي اعتقل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، ويواجه قضايا متعددة تتعلق بدعم الإرهاب تصل عقوباتها حال إدانته إلى 142 سنة في السجن، إن إردوغان لا يتردد في التعبير عن مشاعر الكراهية والانتقام تجاه المعارضة، لافتاً إلى أنه عين قضاة ومدعي عموم خصيصاً لهذه القضية، ليبقي القضاء تحت سيطرته.وأكد أنه لا يمكن إجراء محاكمة عادلة أو اتخاذ أي قرار قانوني في ظل هذه الأجواء. وعن القضايا المتهم فيها، قال دميرطاش إن إردوغان لا يتردد في التعبير عن مشاعر الكراهية والانتقام مني.
إردوغان يجدد هجومه على حزب مؤيد للأكراد... ودميرطاش يتهمه بـ{نشر الكراهية»
إردوغان يجدد هجومه على حزب مؤيد للأكراد... ودميرطاش يتهمه بـ{نشر الكراهية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة