البحرين تقترب من إطلاق مناقصة تأهيل المطورين لمشروع المترو

وزير المواصلات: نتطلع إلى استقطاب مستثمرين عالميين

المطار الجديد في البحرين بسعة تتجاوز 14 مليون مسافر (الشرق الأوسط) - المهندس كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات
المطار الجديد في البحرين بسعة تتجاوز 14 مليون مسافر (الشرق الأوسط) - المهندس كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات
TT

البحرين تقترب من إطلاق مناقصة تأهيل المطورين لمشروع المترو

المطار الجديد في البحرين بسعة تتجاوز 14 مليون مسافر (الشرق الأوسط) - المهندس كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات
المطار الجديد في البحرين بسعة تتجاوز 14 مليون مسافر (الشرق الأوسط) - المهندس كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات

كشف المهندس كمال بن أحمد محمد، وزير المواصلات والاتصالات البحريني، عن قرب إطلاق مناقصة تأهيل المطورين لمشروع مترو البحرين الذي يتكون من عدة مراحل في التنفيذ، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى ستكون 29 كيلومتراً تقريباً، وتتضمن 20 محطة.
وقال المهندس كمال بن أحمد إن مشروع مترو البحرين يشمل مسارين، لافتاً إلى أن نموذج بنائه مصمم ليتولى القطاع الخاص تنفيذه بشكل كامل، وتشغيله لمدة طويلة تصل إلى 35 عاماً، على أن تتولى الوزارة مراقبة التشغيل.
وبحسب المعلومات، فإن المسار الأول يربط بين مطار البحرين الدولي وضاحية السيف، في حين أن الخط الآخر يربط بين منطقة الجفير والمنطقة التعليمية في مدينة عيسى.
وأكد بن أحمد أن المشروع يجذب مستثمرين عالميين للاستثمار في المشروع، سواء كانوا مستثمرين في الناحية المالية أو في الإنشاءات والتشغيل، وقال: «من خلال عملية التأهيل، سنستقطب كثيراً من الاستثمارات من المستثمرين الذين نفذوا مشاريع مشابهة في دول أخرى، ولكن عملية تمويل مشروعنا ستكون مختلفة عن المشاريع الأخرى؛ في تجربتنا، سيكون القطاع الخاص هو من يقوم بالتنفيذ، وسيكون دفع هذه المشاريع من خلال عملية الانتفاع على مدى 30 عاماً».
وأفصح أن خطط مشروع المترو المستقبلية تتضمن محطة ستكون بالقرب من المحطة المشتركة للقطار المستقبلي الذي يربط السعودية بالبحرين، وبالتالي سيعمل على تغير أسلوب الحياة، وسيخلق وظائف جديدة.

- المواصلات والاتصالات محفزة
وفي جانب آخر، شدد الوزير البحريني على أن قطاعي المواصلات والاتصالات من القطاعات المستقبلية المهمة لنمو الاقتصاد، وخلق فرص عمل، إضافة إلى أنها محفزة لجميع الأنشطة الاقتصادية الأخرى، وقال: «من الصعب أن يكون هناك صناعة وسياحة وخدمات مالية من غير المحفزات لهذا النمو. وأعتقد أن قطاع النقل اليوم هو عبارة عن محرك أساسي لتحفيز القطاعات الأخرى؛ حركة الناس والبضائع -سواء عن طريق الجو أو البحر أو البر- مهمة، وبالتالي فإن القطاع المواصلات هو شريان العملية التجارية».
وزاد: «قطاع الاتصالات هو حركة وانتقال المعلومات والبيانات، نحن مسؤولون عن هذه الحركة، بأن تكون سلسلة سريعة متوفرة بشكل مستمر، وبأسعار معقولة»، مشيراً إلى أن البحرين من الدول الأوائل التي استخدمت أحدث التقنيات في البنية التحتية الرقمية، لافتاً إلى أنها بسبب المساحة كانت من الدول الريادية في توفير خدمات الجيل الخامس في البلاد بشكل عام.
وأكد المهندس كمال أن البنية التحتية الرقمية تعد جزءاً رئيسياً مهماً في الاقتصاد الوطني، حالها حال الموانئ والمطارات والشوارع، عطفاً على أسلوب الحياة في الوقت الحاضر، وقال: «الفرد حالياً لا يستطيع الحياة من دون هاتف محمول، ومن دون حركة البيانات ومعلومات خاصة في عصر التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة».

- 100 % تغطية النطاق العريض
وحول جودة الشبكات في البحرين، قال وزير المواصلات والاتصالات في البحرين إن تغطية شبكة النطاق العريض وصلت إلى أكثر من 83 في المائة من مساحات البلاد، وأضاف: «نهدف للوصول إلى 100 في المائة خلال السنتين القادمتين، بحيث تكون الشبكة متوفرة في كل الوحدات السكنية. وبهذه الطريقة، سنساعد مستخدمي الشبكة على الاستفادة من الاقتصاد الرقمي الذي ينتشر بشكل سريع في جميع دول العالم».
وعن قطاع البنية التحتية في البلاد، أكد الوزير البحريني أنه تم تشغيل المطار الجديد بسلاسة، من دون مواجهة أي مشكلات، وبميزانية لم تتجاوز 1.1 مليار دولار، وقال: «استطعنا أن نبني مطاراً على درجة عالية من الكفاءة بهذه التكلفة التي تعتبر قليلة قياساً بالأسعار التي تم إنفاقها في مطارات أخرى، حيث يمنحنا المطار سعة تصل إلى أكثر من 14 مليون مسافر، وقد تصل إلى 18 مليون مسافر في حال التشغيل بالطاقة القصوى».
وتابع: «تم افتتاح مبنى (أوال) للطائرات الخاصة وصالات الاستقبالات الخاصة، وسنوفر جميع الأمور الضرورية للمسافر، مما سينعكس على القطاع السياحي. والمطار بوابة البحرين، وهذا ما يساعد على جذب السياح والمستثمرين إلى البحرين».
وأكد أن البحرين تعمل على الاستثمار في قطاع الطيران في جميع سلاسل القيم، وقال: «قبل شهرين، أعلنا عن مناقصة لبناء مركز جديد للشحن الجوي في مطار البحرين؛ نتوقع تسلم العطاءات خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وهذا ما سيزيد أكثر من مضاعفة الشحن الجوي في البحرين. وقبل فترة، وقعنا مع شركة (فيدكس) العالمية للحصول على 9 آلاف متر مربع في مطار البحرين، تضاف لوجود شركة (دي إتش إل) العالمية، ونعمل على شركات أخرى للحضور إلى البحرين والتوسع بشكل عام في عمليات الشحن الجوي».
وشدد على أهمية القطاع اللوجيستي، واصفاً القطاع بأنه من أهم محاور التنمية في أي بلد، مؤكداً أن الوزارة تعمل على أن تكون هناك سلسلة إمدادات سلسة، سواء عبر النقل البحري عن طريق الميناء أو النقل الجوي عن طريق المطار، وأيضاً النقل البري عن طريق البر.

- الجسر الجديد
وكشف الوزير عن التواصل بكثافة مع وزارة النقل السعودية، ومؤسسة جسر الملك فهد، لتنفيذ الجسر الموازي للجسر الحالي الذي سيكون مساراً للسيارات والقطارات، وقال: «وصلنا إلى مرحلة متقدمة جداً، وأثبتت جميع الدراسات جدوى تنفيذ المشروع عن طريق القطاع الخاص، من غير أي تمويل حكومي».
وتابع: «أتواصل مع المهندس صالح الجاسر، وزير النقل السعودي، بشكل مستمر. وسيكون هناك اجتماع، سواء في الرياض أو المنامة، خلال الأسابيع القادمة، حتى يتم الانتقال للمرحلة القادمة، ونتمنى أن يكون هناك قرار بتوجيه تأهيل المطورين للمشروع، وهذه ستكون مرحلة متقدمة، بحيث نمضي في تنفيذ المشروع».

- اختلاف قطاع الاستثمار
وأكد الوزير البحريني أن قطاع الاستثمار اختلف في الوقت الحالي، حيث إن الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي تصدرا مشهد القطاع، وأضاف: «ليس بالضرورة أن يكون الاستثمار من جانب الشركات الكبرى، بل يمكن أن يأتي من الشركات الصغيرة أو المتوسطة، أو حتى من رواد الأعمال»، موضحاً أنه «دائماً ما ندعو المستثمرين لتطبيق تجاربهم، حيث مقومات النجاح كافة متوفرة، ونحن نعمل على تحفيز رواد الأعمال في العالم للقدوم إلى البحرين، حيث تنصب جهود مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية لتعزيز بيئة الاستثمار، تماشياً مع (رؤية البحرين الاقتصادية 2030) التي تحظى باهتمام كبير ومتابعة بشكل مستمر من الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء».
وعن منطقة الخليج، وجذبها للاستثمار في الوقت الحالي، قال الوزير: «منطقة الخليج في الوقت الحالي جاذبة، والسعودية من خلال التطور الذي يقوده الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، ساهمت في ذلك الجذب بالمنطقة، خاصة أن دول الخليج تستثمر حالياً في الموارد البشرية والتعليم والبنية التحتية، وبالتالي نحن محل أنظار العالم».
وأضاف: «النمو يحدث في المنطقة، ومنطقة الخليج سوق كبيرة، وجميع الشركات العالمية الكبرى ترغب في القدوم؛ صحيح أن هناك تنافساً بين دولنا، ولكن في النهاية الخير يعم على الجميع. ومؤخراً، دشنت شركات مقراتها في الرياض، وأخرى في المنامة، وغيرها في مدن خليجية أخرى، وكل سوق لها حجمها وخصائصها».
وأكد في ختام حديثه عن تنامي الحراك العالمي في الخليج، وهو ما لمسه في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي انعقد مؤخراً في العاصمة السعودية، مشيراً إلى أن المطلع على مكامن النمو في العالم سيلاحظ وجوده في منطقة الخليج العربي.



الأصول الرقمية في 2025... من فوضى النمو إلى مرحلة النضج المؤسسي

تعد عملات «الميم» نوعاً من الرموز الرقمية التي غالباً ما ترتبط بالنكات أو الصور الساخرة (رويترز)
تعد عملات «الميم» نوعاً من الرموز الرقمية التي غالباً ما ترتبط بالنكات أو الصور الساخرة (رويترز)
TT

الأصول الرقمية في 2025... من فوضى النمو إلى مرحلة النضج المؤسسي

تعد عملات «الميم» نوعاً من الرموز الرقمية التي غالباً ما ترتبط بالنكات أو الصور الساخرة (رويترز)
تعد عملات «الميم» نوعاً من الرموز الرقمية التي غالباً ما ترتبط بالنكات أو الصور الساخرة (رويترز)

شهد عام 2025 منعطفاً مفصلياً في مسار أسواق الأصول الرقمية؛ إذ انتقل القطاع من مرحلة «النمو العشوائي» إلى مرحلة «النضج المؤسسي والتنظيمي». وجاء هذا التحول نتيجة تفاعلٍ معقّد بين تسارع الابتكار التكنولوجي، وتوسع مشاركة المؤسسات المالية الكبرى، وصعود الأطر التنظيمية الفيدرالية التي أعادت رسم حدود العلاقة بين العملات الرقمية والنظام المالي التقليدي.

وفي المقابل، لم تخلُ هذه المرحلة الانتقالية من اضطرابات؛ إذ تعرضت الأسواق لهزات مضاربية وأحداث أمنية كشفت هشاشة بعض الشرائح، ولا سيما عملات «الميم» والعملات المستقرة مرتفعة المخاطر، ما عزّز القناعة بأن مرحلة «إعادة التوازن الهيكلي» باتت جزءاً لا يتجزأ من رحلة تحوّل القطاع نحو نموذج أكثر انضباطاً واستدامة.

جاء اسم «عملات الميم» (Meme Coins) من نكت أو ميمات الإنترنت، وهي عملات مشفرة تعتمد بشكل أساسي على الضجيج على وسائل التواصل الاجتماعي والمجتمعات الرقمية لجذب المستثمرين، أشهرها «دوجكوين» (Dogecoin) و«شيبا إينو» (Shiba Inu). وتتميز بتقلبات سعرية عالية جداً لقلة قيمتها الأساسية وغياب المنفعة الملموسة أحياناً، مما يجعلها استثماراً مضارباً عالي المخاطر.

الربع الأول: الانطلاقة وأولويات السيادة الرقمية

افتُتح عام 2025 بإطلاق عملة «ترمب» في 17 يناير (كانون الثاني)، والتي مثلت أكثر من مجرد أداة مضاربية؛ فقد عكست التغلغل الثقافي والسياسي للعملات الرقمية، وأظهرت كيف يمكن للأحداث السياسية أن تخلق ديناميات سعرية مؤثرة. اعتبر البعض أن الإطلاق سحب سيولة من النظام البيئي، في حين رأى آخرون أنه يمثل علامة على تقبل العملات الرقمية على نطاق واسع. وبعد ثلاثة أيام، مع تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، بدأت الأسواق تشهد تحولاً استراتيجياً في موقف المؤسسات تجاه العملات الرقمية؛ إذ تزايد اعتمادها تدريجياً، مما ساهم في تقليل التقلبات السعريّة وتعزيز النضج السلوكي للأسواق.

وفي 23 يناير من العام، وقع ترمب أمراً تنفيذياً لإنشاء استراتيجية وطنية للأصول الرقمية واحتياطي «بتكوين» استراتيجي، مؤكداً وضع الأصول الرقمية ضمن الاستراتيجية المالية والسيادية الأميركية. تضمن الأمر تعزيز الحفظ الذاتي للأصول الرقمية، ودعم العملات المستقرة المدعومة بالدولار، ورفض العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs)، وهو ما عزز الشفافية التنظيمية، وأرسى مفهوم «الاحتياطي الوطني الرقمي» لأول مرة على المستوى المؤسسي والدولي.

الاضطرابات الأمنية وانهيارات السوق

مع هذا الانطلاق، لم يكن الطريق مفروشاً بالاستقرار. ففي 14 فبراير (شباط)، شهدت الأسواق انهيار عملة الميم «ليبرا» المدعومة سياسياً؛ إذ فقدت أكثر من 90 في المائة من قيمتها السوقية في ساعات قليلة بعد إعلان الرئيس الأرجنتيني دعمها. أظهرت الحادثة هشاشة سوق عملات «الميم» أمام المضاربة والسيولة المرتبطة بالمبادرات السياسية المفاجئة؛ إذ تكبد 86 في المائة من المستثمرين خسائر تجاوزت 250 مليون دولار. وفي 21 فبراير، واجهت منصة «بايبت» أكبر اختراق أمني في تاريخها؛ إذ سرق قراصنة مرتبطون بكوريا الشمالية نحو 1.5 مليار دولار من الأصول الرقمية. على الرغم من ضخامة الرقم، ساعدت الاستجابة المؤسسية الشفافة في الحد من عدوى مالية واسعة، مؤكدة أهمية إدارة الأزمات في الأسواق اللامركزية.

النصف الأول من العام: تحديثات تقنية واكتتابات عامة

شهد مايو (أيار) 2025 ترقية «بيترا» لشبكة «إيثيريوم»، والتي حسنت من كفاءة تنفيذ المعاملات واستقرار البروتوكول، مؤكدة مكانة «إيثيريوم» كبنية تحتية مؤسسية قابلة للاعتماد. في 5 يونيو (حزيران)، أكملت شركة «سيركل» اكتتابها العام في بورصة نيويورك، محققة طلباً مؤسسياً قوياً مع ارتفاع أسعار السهم أكثر من 150 في المائة في يوم التداول الأول، وهو ما يعكس رغبة المستثمرين المؤسساتيين في الدخول إلى السوق الرقمي ضمن أطر منظمة وواضحة.

وفي 17 يونيو، أقر مجلس الشيوخ الأميركي قانون «جينيوس»، ليصبح الإطار الفيدرالي الشامل الأول للأصول الرقمية في الولايات المتحدة. قدم القانون قواعد واضحة لإصدار العملات المستقرة والإشراف عليها، ووضع معايير للبنية السوقية للوسطاء، ما قلل بشكل كبير من عدم اليقين القانوني وعزز الثقة المؤسسية في الأسواق الرقمية.

نهاية يونيو شهدت إطلاق منصة «إكس ستوكس» للأصول المرمّزة، والتي أتاحت تداول أكثر من 60 سهماً أميركياً على «البلوكشين» بشكل مباشر، مما وفر للمستثمرين أداة جديدة للوصول إلى الأسهم التقليدية في بيئة رقمية، مع ضمان التغطية الكاملة للأصل الأساسي. وسرعان ما ارتفعت القيمة الإجمالية للأصول على الشبكة من 35 مليون دولار إلى أكثر من 100 مليون دولار خلال أسبوعين، ما أبرز الاهتمام المبكر بالأسهم المرمّزة.

الربع الثالث: المنافسة والتوسع المؤسسي

في 18 يوليو (تموز)، وقع ترمب قانون «جينيوس» ليصبح نافذاً، مؤكداً تحويل الأطر التنظيمية من غموض إنفاذ القوانين إلى تنظيم واضح وقائم على القواعد، ما عزز دمج الأسواق الرقمية ضمن النظام المالي الأميركي التقليدي.

وشهد شهر سبتمبر (أيلول) إطلاق منصة «أستر» على شبكة «بي إن بي تشاين»، بدعم علني من «سي زد»، مع ارتفاع رموز «أستر» عشرة أضعاف خلال أسبوعها الأول. جذب هذا النشاط الكبير انتباه المحللين، الذين أشاروا إلى ضرورة مراجعة مصداقية البيانات المتعلقة بأحجام التداول وتركيز توزيع الرموز.

الربع الرابع: تسجيل الأرقام القياسية واختبارات السيولة

في 6 أكتوبر (تشرين الأول)، بلغت «بتكوين» أعلى مستوى تاريخي عند 126,038 دولاراً، مدفوعة بتدفقات صناديق المؤشرات المتداولة وضعف الدولار خلال فترة عدم اليقين السياسي. ومع إعلان تعريفات على الصين، عادت العملات الرقمية إلى مرحلة تصحيح؛ إذ شهدت عمليات تصفية كبيرة في الأسواق المركزية واللامركزية، مؤكدة الترابط بين الأسواق الرقمية والاقتصاد العالمي.

وفي 7 أكتوبر، جمعت منصة «بولي ماركت» تمويلاً بقيمة مليارَي دولار عند تقييم 9 مليارات دولار، ليصبح إجمالي التمويل 2.28 مليار دولار، مما يعكس الطلب المؤسسي المتزايد على أدوات التنبؤ الرقمية. وفي 11 أكتوبر، شهدت الأسواق أكبر انهيار منذ «إف تي إكس»، مع موجة بيع حادة تضمنت الأسهم والعملات الرقمية والسلع، ما أبرز أهمية إدارة المخاطر والسيولة في البيئات عالية التقلب.

في 28 أكتوبر، أُطلق أول منتجات «سول إي تي إف»، لتوفير وصول منظم للمستثمرين المؤسساتيين إلى نظام «سولانا» البيئي. وسجلت التدفقات الصافية في اليوم الأول نحو 69.5 مليون دولار، وتراكمت حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) إلى نحو 750 مليون دولار، ما يعكس الطلب المستمر على الأصول الرقمية ضمن أطر منظمة.

تحديات العملات المستقرة

شهدت أسواق «ديفاي» في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) صدمة كبيرة عندما انفصلت العملة المستقرة «إكس يو إس دي» عن قيمتها المرجعية بنسبة تجاوزت 43 في المائة بعد الكشف عن خسارة بقيمة 93 مليون دولار مرتبطة بمدير أصول خارجية. أدى ذلك إلى تجميد السحوبات والاستردادات مؤقتاً، مع انعكاسات على أصول مرتبطة مثل «دي يو إس دي» و«إس دي دي يو إس دي»، مؤكداً أهمية الأطر التنظيمية واستقرار السيولة للحفاظ على ثقة المستثمرين.

اتجاهات 2026

مع نهاية عام 2025، بات جلياً أن أسواق الأصول الرقمية تجاوزت مرحلة المضاربة البحتة، لتتحول إلى مكوّن محوري في البنية المالية العالمية، مدعومةً بتوسع الحضور المؤسسي وتبلور الأطر التنظيمية. ومع دخول عام 2026، يُرجَّح أن يتمحور مسار النمو حول ترسيخ الصلة بين قيمة الرموز الرقمية والتدفقات النقدية الحقيقية التي تولدها البروتوكولات، إلى جانب تطوير آليات الحوكمة، وتعزيز الشفافية، وترسيخ استدامة نماذج التمويل اللامركزي.

وفي هذا السياق، تتشكل ملامح مرحلة جديدة تجمع بين مرونة ابتكارات «البلوكشين» وانضباط الأسواق التقليدية، بما يعيد تعريف دور الأصول الرقمية كأدوات مالية ناضجة، لا مجرد رهانات عالية المخاطر.


حاكم مصرف سوريا المركزي يدعو لدعم الليرة الجديدة

حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (إكس)
حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (إكس)
TT

حاكم مصرف سوريا المركزي يدعو لدعم الليرة الجديدة

حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (إكس)
حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (إكس)

أكد حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، أن الليرة الجديدة ليست مجرد وسيلة تبادل، بل رمز لنجاح الثورة السورية، والانتماء، والثقة بالقدرة على النهوض.

وقال الحصرية في منشور عبر صفحته على «فيسبوك»: «مع إطلاق العملة الجديدة، لا نحتفل بورقة نقدية فحسب، بل نحتفل بسيادتنا وهويتنا الوطنية»، موضحاً أن هناك تجارب دولية كثيرة تؤكد أن العملة الوطنية تصبح قوية عندما يلتفّ الناس حولها. حسبما ذكرت «وكالة الأنباء السورية».

ولفت الحصرية إلى تجربة ألمانيا، التي شكّل فيها إطلاق المارك بعد الحرب نقطة انطلاق لنهضة اقتصادية، وتجربة فرنسا، حيث كان الفرنك الفرنسي الجديد الرمز المالي للجمهورية الجديدة التي عرفت بالجمهورية الخامسة.

وأضاف الحصرية: «نحن في المصرف المركزي سنقوم بدورنا الذي نفهمه جيداً، مدركين حجم التحديات والفرص، وملتزمين بالمسؤولية والشفافية وحماية النقد الوطني، ويبقى الأساس في تكاتف الناس وثقتهم، لأن العملة القوية تبدأ بإيمان أهلها بها».

ودعا الحصرية إلى جعل هذه المناسبة حالة وطنية راقية، يعبّر السوريون فيها عن وعيهم، وثقتهم، وتمسّكهم بالليرة كرمز لسيادتهم، وخيارهم الوطني.

وختم الحصرية قائلاً: «دعم الليرة هو دعم للوطن، والاعتزاز بها اعتزاز بالمستقبل لنا ولأولادنا، إنها فرصة لنجاح جديد بعد نجاح الثورة بالتحرير، ونجاحنا في رفع العقوبات الاقتصادية التي كبلت اقتصادنا لنحو خمسين عاماً».

وكان حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية أعلن مؤخراً أن الأول من يناير (كانون الثاني) 2026، موعد إطلاق العملة السورية الجديدة، وبدء عملية استبدال العملة القديمة، وأن الاستبدال سيكون عبر 66 شركة وألف منفذ مخصص لذلك.


روسيا تمدد الحظر على صادرات البنزين حتى نهاية فبراير

شاحنات صهاريج البنزين خارج مصنع لتكرير النفط في روسيا (رويترز)
شاحنات صهاريج البنزين خارج مصنع لتكرير النفط في روسيا (رويترز)
TT

روسيا تمدد الحظر على صادرات البنزين حتى نهاية فبراير

شاحنات صهاريج البنزين خارج مصنع لتكرير النفط في روسيا (رويترز)
شاحنات صهاريج البنزين خارج مصنع لتكرير النفط في روسيا (رويترز)

مددت روسيا الحظر المؤقت على صادرات البنزين حتى 28 ⁠فبراير (شباط) المقبل لجميع ‌المصدرين، بمن في ‍ذلك المنتجون. حسبما ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، السبت، نقلاً ‌عن ‌خدمة ‌صحافية ⁠حكومية.

كما ‍مددت روسيا الحظر على صادرات الديزل، ​وكذلك الوقود البحري حتى 28 ⁠فبراير، لكنه لن ينطبق على المنتجين المباشرين للمنتجات النفطية.