ميليشيات الحوثيين دمرت مؤسسات حكومية ومستشفيات ومساكن مدنيين في محافظات جنوبية

ناشطون وحقوقيون: الحوثي وصالح يرتكبان جرائم حرب باستهداف المدارس والمجمعات الطبية في عدن

يمنيون يهتفون تأييداً لـ {عاصفة الحزم} في مدينة تعز أمس (أ.ف.ب)
يمنيون يهتفون تأييداً لـ {عاصفة الحزم} في مدينة تعز أمس (أ.ف.ب)
TT

ميليشيات الحوثيين دمرت مؤسسات حكومية ومستشفيات ومساكن مدنيين في محافظات جنوبية

يمنيون يهتفون تأييداً لـ {عاصفة الحزم} في مدينة تعز أمس (أ.ف.ب)
يمنيون يهتفون تأييداً لـ {عاصفة الحزم} في مدينة تعز أمس (أ.ف.ب)

ألحق المسلحون الحوثيون ومعهم القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في حربهم ضد جنوب اليمن، دمارا هائلا بمدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد والعاصمة المؤقتة للبلاد منذ احتلال الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) المنصرم. وأكد ناشطون وحقوقيون يمنيون أن استهداف المدارس والمراكز الطبية والأحياء السكنية بالمدافع الثقيلة والدبابات يرقى إلى جرائم حرب، بالتوصيف الدولي.
ولم يقتصر الأمر على عدن.. ولكن الحوثيين ومن ورائهم صالح دمروا في طريقهم إلى عاصمة الشرعية، محافظة لحج وعاصمتها مدينة الحوطة، وهي مدينة صغيرة وسكانها مسالمون وغير مسلحين، إضافة إلى تدمير شبه كامل لمؤسسات الدولة والمستشفيات والمدارس والمعسكرات في محافظة الضالع، إضافة إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية العسكرية لقوات الجيش اليمني، سواء عبر تدميرها من قبل الحوثيين أو من قبل طيران التحالف الذي ركز في ضرباته على الترسانة العسكرية التي استولى عليها الحوثيون واستخدموها ضد الجنوب وضد الخصوم السياسيين ونشرهم للصواريخ والمعدات العسكرية على الحدود مع المملكة العربية السعودية، كتهديد واضح للجارة الكبرى، بعد المناورات العسكرية التي نفذها الحوثيون قرب الحدود اليمنية – السعودية، تحديدا قرب منطقة البقع، المجاورة لإمارة نجران السعودية.
وقال عيدروس باحشوان، الناشط السياسي والإعلامي البارز في عدن لـ«الشرق الأوسط»: إنه «لوحظ خلال فترة محاولات الاجتياح لعدن، استهداف كثير من المباني غير العسكرية ولكن المدنية، حيث احترقت بعض الأسواق والبنايات السكنية واستهداف بعض المدارس بالقصف المدفعي وقذائف الهاون وقذائف الدبابات»، ويضيف باحشوان أن «الحوثيين وقوات صالح استهدفوا أيضا، المجمعات الصحية، ولم يبق في عدن أي مستشفى يعمل بعد إغلاق المستشفى الرئيسي، وجرى استهداف مجمع القطيع الطبي الذي كان يستقبل الجرحى والشهداء، وتظهر الصور حجم دمار كبير طال المنشآت العامة والخاصة في عدن، ولم تسلم من قصف الآلة العسكرية التابعة للحوثيين وقوات صالح منازل المواطنين في كل أنحاء المدينة بمديرياتها الثماني».
وذكر مواطنون في عدن، في اتصالات مع «الشرق الأوسط» أن الحوثيين استخدموا ويستخدمون المباني والمنشآت المدنية كمواقع ومراكز قتالية، وبين تلك المواقع المدنية المدارس والجامعات ومراكز التسوق وغيرها من الأماكن، وقال السكان إن «محافظات الجنوب وعدن على وجه التحديد، تحتاج إلى فترة طويلة لإعادة بناء ما دمرته الحرب الظالمة على الجنوب من قبل الحوثة وقوات صالح»، وإلى جانب الخسائر المادية التي منيت بها المناطق الجنوبية التي تشهد القتال، هناك خسائر بشرية غير عادية في صفوف المواطنين المدنيين وبينهم نساء وأطفال، فمع اتضاح حالة التفكك في صفوف الجيش اليمني وموالاة معظم قادته للرئيس السابق، مثل الشباب المدنيون شرارة المقاومة الشعبية في الجنوب للقوات المهاجمة، ومعظم هؤلاء الشباب غير مدربين، وقد جرى تدريبهم، بشكل سريع، على يد العسكريين القليلين في المحافظات الجنوبية، سواء من العاملين الذين التحقوا بالمقاومة أو من المسرحين عن وظائفهم وأعمالهم منذ نحو عقدين من الزمن، إثر الحرب الأهلية عام 1994.
وأكد نشطاء في منظمات إنسانية في عدن لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة لا تكمن الآن فيما جرى ويجري استهدافه، حاليا، على يد الحوثيين وحلفائهم من الموالين لصالح، وإنما في الوضع الإنساني الكارثي الذي تسبب فيه الحوثيون بحرب على الجنوب وتحديدا العاصمة عدن»، وأشار هؤلاء النشطاء إلى أن «الأولوية الآن هي لرفع معاناة المواطنين وإسعاف الجرحى وإيواء المشردين»، كما أشار النشطاء إلى أن «الكثير من المنظمات الإنسانية والحقوقية ترصد كل الانتهاكات التي قام بها الحوثيون أو تسببوا فيها وإنها ستقدم كل المسؤولين عنها إلى القضاء الدولي، وفي المقدمة عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح».
وتتكون عدن من 8 مديريات رئيسية هي دار سعد، الشيخ عثمان، المنصورة، البريقة، التواهي، المعلا، صيرة وخور مكسر، وحسب الإسقاطات السكانية، فإن سكان عدن يقدر عددهم، حاليا، بأكثر من 800 ألف نسمة. وبدأت بواكير العمليات العسكرية في عدن، مع تمرد قائد قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي – سابقا)، العميد الركن عبد الحافظ السقاف، والموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح ولجماعة الحوثي، فقد رفض السقاف قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي إقالته وتمرد، الأمر الذي أدى إلى استخدام العنف من قبل قوات الجيش الموالية لهادي واللجان الشعبية لإرغامه على تنفيذ القرار وإخضاع المعسكر للشرعية، غير أنه ومع النجاح في إخماد تمرد السقاف، اندلعت المواجهات المسلحة ومحاولات الحوثيين وقوات صالح اقتحام عدن، عبر تعزيزات عسكرية كبيرة أرسلت من محافظة تعز ومن صنعاء وإب.



إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
TT

إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)

استحوذ إرهاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال اليومين الأخيرين على مجمل النقاشات التي دارت بين قيادات الشرعية والمسؤولين الأميركيين، وسط تطلع رئاسي لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية عالمية وتجفيف مواردها المالية وأسلحتها.

وتأتي المحادثات اليمنية - الأميركية في وقت يتطلع فيه الشارع اليمني إلى اقتراب لحظة الخلاص من الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء وبقية المحافظات المختطفة، بخاصة عقب التطورات الإقليمية المتسارعة التي أدت إلى هزيمة إيران في كل من لبنان وسوريا.

وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، استقبل في الرياض جيسي ليفنسون، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وبحث معهما العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الجانبين على مختلف الأصعدة.

وطبقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، تطرق اللقاء إلى التهديدات الإرهابية التي تغذيها الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني.

واستعرض العليمي - وفق الوكالة - جهود الإصلاحات الحكومية في المجال الأمني وأجهزة إنفاذ القانون وسلطات مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدراتها في ردع مختلف التهديدات.

وفي حين أشاد رئيس مجلس الحكم اليمني بالتعاون الوثيق بين بلاده والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، قال إنه يتطلع مع الحكومة إلى مضاعفة الضغوط الدولية على الميليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها.

تأكيد على دور واشنطن

وشملت اللقاءات الأميركية في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي، ونقل الإعلام الرسمي أن الأخير ناقش مع السفير الأميركي، ستيفن فاجن، آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والعسكرية في اليمن.

وتناول اللقاء - وفق وكالة «سبأ» - التداعيات الاقتصادية والإنسانية في اليمن والمنطقة، في ظل استمرار تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

النقاشات اليمنية - الأميركية ركزت على الدعم الأمني لمواجهة الإرهاب (سبأ)

واستعرض اللقاء، حسب الوكالة، الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية في اليمن.

وفي هذا السياق، جدد المحرّمي حرص المجلس على تنفيذ الإصلاحات الداخلية ومكافحة الفساد لتحسين الخدمات الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً على أهمية الدور الأميركي والدولي في دعم هذه الجهود.

ونسب الإعلام الرسمي إلى السفير الأميركي أنه «أكد دعم بلاده لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مواجهة التحديات المختلفة، مشيداً بالجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة».

دعم المؤسسات الأمنية

وفي لقاء آخر، الاثنين، بحث وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني مع السفير الأميركي ومدير مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، الوضع الأمني في البحر الأحمر والتهديدات الحوثية المستمرة للملاحة الدولية، وبحث التعاون الثنائي لتطوير القدرات الأمنية للمؤسسات اليمنية.

وفي حين أكد الوزير الزنداني التزام الحكومة بمواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف، شدد على أهمية الشراكة الدولية في هذا المجال.

وزير الخارجية اليمني مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

إلى ذلك، بحث وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان مع المسؤولين الأميركيين تعزيز التعاون الأمني في مجال التكنولوجيا وأمن واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة.

وحسب ما أورده الإعلام الرسمي، أكد حيدان خلال لقائه السفير فاجن والمسؤول في الخارجية الأميركية ليفنسون على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار.

وأشار حيدان إلى الجهود التي تبذلها وزارته في إعادة بناء الأجهزة الأمنية وتطوير الأنظمة الرقمية لتحسين قدراتها العملياتية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.

وعود أميركية بدعم القوات الأمنية اليمنية في مجال التدريب وبناء القدرات (سبأ)

ونسب الإعلام الرسمي إلى رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، جيسي ليفنسون، استعداد بلاده لدعم الجهود الأمنية في اليمن من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات.

يشار إلى أن الحوثيين في اليمن يخشون من حدوث إسناد دولي واسع للحكومة الشرعية يؤدي إلى القضاء على انقلابهم واستعادة صنعاء وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان زعيمهم عبد الملك الحوثي قد طمأن أتباعه بأن الجماعة أقوى من نظام بشار الأسد، ولن يستطيع أحد إسقاطها لجهة ما تملكه من أسلحة إلى جانب ما استطاعت تجنيده من عناصر خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.