هل يكون زوران الطائي آخر المدربين المقالين هذا الموسم؟

اشتداد المنافسة يهدد مصير آخرين خلال الجولات المقبلة

زوران في آخر مبارياته مع الطائي (تصوير: سعد العنزي)
زوران في آخر مبارياته مع الطائي (تصوير: سعد العنزي)
TT

هل يكون زوران الطائي آخر المدربين المقالين هذا الموسم؟

زوران في آخر مبارياته مع الطائي (تصوير: سعد العنزي)
زوران في آخر مبارياته مع الطائي (تصوير: سعد العنزي)

رسمت إقالة الصربي زوران مانولوفيتش مدرب الطائي كثيراً من علامات الاستفهام حول الآلية الفنية التي تتبعها أندية دوري المحترفين السعودي، خصوصاً أن الصربي يعد ثامن المدربين الذين تلقوا إشعاراً بالإقالة هذا الموسم، في ظل مرور 11 جولة على انطلاق المنافسات.
ويتساءل الشارع الرياضي حول مصير عدد من المدربين ممن يعيشون في قلب العاصفة هذه الأيام، ومنهم مدربو أندية كبرى تترنح نتائجهم بين صعود وهبوط ومدى صبر إدارات الأندية عليهم في ظل اشتداد المنافسة وتباين الطموحات بين رغبة في البقاء وطموحات في المنافسة على اللقب.
وكانت وتيرة الإقالات ارتفعت في دوري المحترفين بعد مرور 11 جولة على انطلاقته، وكان الطائي آخر من اتخذ هذه الخطوة بإقالة مدربه الصربي زوران بعد خسارة الفريق أمام الرائد برباعية نظيفة.
وتعاقد الطائي مع زوران بنهاية شهر أغسطس (آب) الماضي، بعد إقالة المدرب التونسي محمد الكوكي، ليقود الصربي الفريق في 7 مباريات بالدوري هذا الموسم، فاز خلالها في مباراتين بالإضافة إلى تعادل واحد مع 4 هزائم متتالية أمام أبها والأهلي والشباب والرائد.
وإقالة زوران هي الثامنة هذا الموسم في دوري المحترفين، حيث كانت أول إقالة في الجولة الثانية من نصيب الإنجليزي نيستور إل مايسترو مدرب التعاون السابق الذي أقيل من منصبه بسبب سوء النتائج، بعد الخسارة أمام الهلال بنتيجة 1 - 3 ضمن الجولة الثانية.
ولحق البرازيلي فابيو كاريلي بالإنجليزي إل مايسترو ليكون صاحب الإقالة الثانية في دوري الموسم الحالي، بعد قرار إدارة نادي الاتحاد بالاستغناء عن خدماته سريعاً بعد الخسارة في نهائي العربية أمام الرجاء المغربي بضربات الجزاء الترجيحية. ولحق التونسي محمد الكوكي بزميليه لتتم إقالته من تدريب الطائي في الجولة الثالثة، بعد الخسارة في أول 3 مباريات أمام الهلال، وضمك، والفيحاء.
وقررت إدارة نادي النصر إقالة البرازيلي مانو مينيزيس من تدريب الفريق خلال الجولة الخامسة من مباريات الدوري، بعد الخسارة أمام الاتحاد بنتيجة 1 - 3 في مرسول بارك، ليرحل المدرب اللاتيني سريعاً. فيما لم يستمر الإيطالي باولو تراميزاني طويلاً في السعودية لتعلن إدارة نادي الفيصلي إقالته من منصبه كمدير فني لفريق كرة القدم بالنادي خلال الجولة السابعة من المسابقة بعد التعادل أمام الباطن بهدفين لكل فريق، ليقود الفريق في 7 مباريات فقط دورياً.
وفقد المدرب الوطني خالد العطوي منصبه كمدير فني لنادي الاتفاق في الجولة الثامنة، بعد قرار إدارة ناديه بإقالته من منصبه بالتراضي بين الطرفين وتعيين الصربي فلادان لاحقاً على رأس الجهاز الفني للفريق، حيث كانت آخر مباراة للعطوي هذا الموسم مع الاتفاق ضد الأهلي وخسرها برباعية نظيفة. وشملت الجولة الثامنة أيضاً إقالة أخرى بعد قرار إدارة نادي الباطن برحيل المدرب الصربي نيناد لالاتوفيتش، بعد السقوط أمام الشباب بثلاثية نظيفة وتراجع مركز ترتيب الفريق في جدول الدوري هذا الموسم.
وجاء قرار نادي الطائي بإقالة زوران من منصبه كمدير فني للفريق خلال سير مباريات الجولة 11، لتكون الإقالة رقم 8 هذا الموسم على مستوى مدربي دوري المحترفين، دون الإعلان عن بديله حتى الآن، علماً بأنها الإقالة الثانية لمدربي الطائي خلال الموسم الحالي فقط.
وازدادت عملية إقالات المدربين خلال الموسم الحالي مقارنة بالموسم السابق 2020 - 2021، حيث لم تشهد منافسات الموسم الماضي أي إقالة للمدربين خلال أول 9 مباريات من عمر البطولة، حيث كانت أول إقالة من نصيب البرتغالي روي فيتوريا مدرب النصر الأسبق، بعد قرار إدارة النادي العاصمي بالاستغناء عن خدماته بعد أحداث ومباريات الجولة العاشرة، بعد التعادل أمام ضمك بنتيجة 2 - 2 في مرسول بارك.
ولحق الجزائري نور الدين زكري بالبرتغالي فيتوريا في الجولة 11 سريعاً من الدوري، بعد قرار إدارة نادي ضمك بإقالته من منصبه كمدير فني للفريق، بسبب الخسارة أمام الفتح بنتيجة 1 - 2 في المحالة. واستغنت أيضاً إدارة الشباب في الجولة نفسها (11) على خدمات مدربها بيدرو كايشينيا، لتتم إقالته أيضاً بعد التعادل أمام الهلال بهدف لكل طرف على أرضية ملعب الملك فهد الدولي.
وعلى الرغم من وجود 3 إقالات فقط بين مدربي الدوري خلال الموسم الماضي حتى نهاية مباريات الجولة 11، فإن أحداث الموسم الحالي شهدت 8 إقالات حتى هذه اللحظة مع توقعات بارتفاع هذا العدد خلال الأسابيع المقبلة، خصوصاً مع تضاعف حجم المنافسة على اللقب وزيادة الضغط على أندية المؤخرة من أجل البقاء وتفادي الهبوط.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».