سوسيداد للبقاء في الصدارة والريال للحاق به... وبرشلونة بانتظار تشافي

أتلتيكو مدريد للخروج من دوامة التفريط بالنقاط... وديربي الأندلس أمام الجماهير للمرة الأولى منذ عامين

لاعبو ريال سوسيداد يقدمون موسماً لافتاً ويتصدرون المسابقة (أ.ف.ب)
لاعبو ريال سوسيداد يقدمون موسماً لافتاً ويتصدرون المسابقة (أ.ف.ب)
TT

سوسيداد للبقاء في الصدارة والريال للحاق به... وبرشلونة بانتظار تشافي

لاعبو ريال سوسيداد يقدمون موسماً لافتاً ويتصدرون المسابقة (أ.ف.ب)
لاعبو ريال سوسيداد يقدمون موسماً لافتاً ويتصدرون المسابقة (أ.ف.ب)

يملك ريال سوسيداد المتصدر ووصيفه ريال مدريد فرصة زيادة غلتهما من النقاط عندما يخوضان مواجهتين سهلتين نسبياً، فيما يحلّ أتلتيكو ضيفاً على فالنسيا في لقاء صعب، بينما ينتظر برشلونة الجريح وصول مدربه الجديد تشافي هرنانديز، ضمن منافسات المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.
يحلّ سوسيداد المتصدر برصيد 25 نقطة مع مباراة أكثر من الثلاثي ريال وإشبيلية وأتلتيكو، ضيفاً على أوساسونا غدا الأحد، على أمل أن يعود إلى سكة الانتصارات بعدما سقط في فخ التعادل في مباراتين من الثلاث الأخيرة محلياً وفي ثلاث من أربع في مختلف المسابقات، منها التعادل في ديربي الباسك أمام الجار أتلتيك بلباو 1-1 في المرحلة السابقة.
ويأمل الوصيف ريال مدريد مع 24 نقطة أن يحقق انتصاره المحلي الثاني توالياً والثالث في مختلف المسابقات عندما يستقبل رايو فايكانو السادس اليوم. وتزامن فوز الريال على شاختار دونيتسك الأوكراني 2-1 الأربعاء في الجولة الرابعة من مسابقة دوري أبطال أوروبا، مع الكثير من الخمول والأخطاء، ما دفع جماهير سانتياغو برنابيو لإطلاق صافرات الاستهجان، وكأن فريقها هو الطرف الخاسر.
وعلّق مدرب ريال، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، على غضب الجماهير قائلاً: «أتفهم ذلك، وأعرف الجماهير جيداً، هم يطلبون الكثير. بدأنا بشكل جيد، ومن ثم تراجعنا ولكن هذا يمكن أن يحصل ومن الجيد أن الجماهير أيقظتنا بفضل بعض الصافرات. لقد ساعدنا الأمر».
ومنذ فوزه المثير في «كامب نو» في الكلاسيكو أمام برشلونة 2-1 الشهر الماضي، خفت بريق النادي الملكي فتعادل سلباً مع أوساسونا وفاز بشق الأنفس على إلتشي 2-1.
وحقق النادي الملكي سلسلة من 5 مباريات لم يذق خلالها طعم الخسارة في مختلف المسابقات (4 انتصارات مقابل تعادل)، منذ سقوطه محلياً أمام إسبانيول 1-2 في المرحلة الثامنة.
ولم يعد هجوم ريال يخيف منافسيه، باستثناء بعض الومضات الرائعة من مهاجمه البرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور (21 عاماً)، وتألق المخضرم الفرنسي كريم بنزيمة متصدر ترتيب الهدافين مع 9 أهداف في 10 مباريات.
ويبدو واضحاً عدم قدرة بطل إسبانيا 34 مرة على تهديد الأندية التي يواجهها، حيث يتعثر بشكل متزايد في خط الوسط ولا يزال ضعيفاً في الدفاع. كما يبدو أن الإرهاق داهم باكراً البرازيلي كاسيميرو والكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس.
وعلل أنشيلوتي هبوط أداء فريقه بعد الفوز على إلتشي في المرحلة السابقة قائلاً: «بعد يومين ونصف اليوم من الراحة، لا يمكنك أن تلعب بنفس القوة، عليك أن تنشئ كتلة دفاع متوسطة وتحاول فقط الاستفادة من الفرص عندما تأتي».
لا يمر ريال بمفرده بهذه «الورطة» ويكافح من أجل الوصول إلى مبتغاه، إذ يحلّ القطب الثاني للعاصمة أتلتيكو حامل اللقب ضيفاً على فالنسيا على ملعبه ميستايا غدا، بعد خسارته أوروبياً أمام ليفربول الإنجليزي على ملعب أنفيلد صفر-2.
لم يعد رجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني يملكون ترف إهدار النقاط، حيث لم يحققوا سوى انتصار يتيم كان أمام ريال بيتيس بثلاثية نظيفة في مبارياتهم الخمس الأخيرة في مختلف المسابقات، مقابل تعادلين ونفس عدد الهزائم.
وفي أربع من هذه المباريات، اهتزت شباك أتلتيكو مرتين أو أكثر، ما طرح أكثر من علامة استفهام حول خرق الجدار الدفاعي الذي تميز به الفريق بإشراف المدرب الأرجنتيني.
يدفع أتلتيكو غالياً ثمن اللعب بثلاثي هجومي مع الأوروغواياني لويس سواريز والفرنسي أنطوان غريزمان المعار من برشلونة والبرتغالي جواو فيليكس.
وعبّر سيميوني الأسبوع الماضي عما يراوده من أفكار بقوله: «أنا قلق ولكني أعمل على ذلك».
ويلعب إشبيلية الثالث مع 24 نقطة وبفارق الأهداف عن ريال في عقر دار منافسه ريال بيتيس.
يرى البعض أن النادي الأندلسي هو الأكثر ثباتا، إلاّ أنه خسر على أرضه أمام ليل الفرنسي 1-2 في دوري أبطال أوروبا الثلاثاء، بعد ثلاثة أيام من فوزه محلياً على أوساسونا 2-صفر.
ويواجه رجال المدرب خولن لوبيتيغي فريق بيتيس خامس الترتيب مع 21 نقطة والساعي للتقدم أكثر وتعويض خيبة خسارته بثلاثية نظيفة أمام أتلتيكو في المرحلة السابقة.
ويلتقي بيتيس وإشبيلية في بينيتو فيامارين غدا في أول ديربي أندلسي هذا الموسم أمام الجماهير للمرة الأولى منذ عامين. وقال مدافع إشبيلية البرازيلي دييغو كارلوس: «نعلم أننا سنخوض مباراة ديربي في نهاية الأسبوع، مباراة كبيرة لسكان إشبيلية والجماهير. الجميع ينتظر».
ومع دخول أندية جديدة إلى خط المنافسة، تراجع أداء برشلونة بالتزامن مع رحيل نجمه الأسطوري الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في الصيف، وإقالة مدربه الهولندي رونالد كومان ضمن رحلة البحث عن مدرب جديد بشخص لاعبه السابق تشافي هرنانديز مدرب السد القطري الذي أعلن امس موافقته رسمياً على عرض ناديه السابق.
ونقل الحساب الرسمي للنادي القطري بأن تشافي دفع قيمة الشرط الجزائي المنصوص في عقده، وسيتوجه لقيادة برشلونة. ولم يعد النادي الكاتالوني يبحث عن ترف الفوز بلقب «لا ليغا» هذا الموسم، بل هدفه حجز بطاقه بين الأربعة الكبار مؤهلة لدوري الأبطال، بانتظار عودة الفريق إلى سكة الأمجاد.
ويسافر برشلونة إلى سلتا فيغو اليوم في سعيه لسد فجوة 9 نقاط عن المتصدر، حيث يحتل النادي الكاتالوني المركز التاسع مع 16 نقطة. وقال الشاب أنسو فاتي الذي ورث الرقم 10 من الأسطورة ميسي وعبء قيادة برشلونة للانتصارات بعد تسجيله هدف الفوز قارياً على دينامو كييف الأوكراني 1-صفر الثلاثاء: «نحن نعلم أن علينا أن نتحسن ومواصلة العمل».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».