متحدث باسم «الوحدات» الكردية: سنقلب موازين الحرب ضد تركيا

مقاتلون أكراد وراء لافتة عليها صور قتلاهم خلال معارك ضد «داعش» (الشرق الأوسط)
مقاتلون أكراد وراء لافتة عليها صور قتلاهم خلال معارك ضد «داعش» (الشرق الأوسط)
TT

متحدث باسم «الوحدات» الكردية: سنقلب موازين الحرب ضد تركيا

مقاتلون أكراد وراء لافتة عليها صور قتلاهم خلال معارك ضد «داعش» (الشرق الأوسط)
مقاتلون أكراد وراء لافتة عليها صور قتلاهم خلال معارك ضد «داعش» (الشرق الأوسط)

قال الناطق الرسمي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية نوري محمود إن قواته «ستقلب موازين الحرب ضد الجيش التركي وفصائلها السورية المولية؛ في حال شنّت هجوماً عسكرياً على مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وإدارتها المدنية شرقي الفرات»، وأعلن جاهزية القوات واتخاذها التدابير التكتيكية والاستراتيجية لخوض أي عملية تلوح بها أنقرة، وتحدث القيادي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الوحدات العسكرية وقوات «قسد» جاهزة للدفاع المشروع عن مناطق نفوذها.
وأشار محمود إلى أن شعوب ومكونات شمال شرقي سوريا «قدموا تضحيات كبيرة وبطولات عظيمة وحققت الانتصارات في وجه التنظيمات الإرهابية المتطرفة، من أجل الدفاع عن الكرامة وحماية أهداف وقيم الثورة والحفاظ على كرامة المجتمع على أساس الدفاع المشروع»، منوهاً بأن «الوحدات الكردية وخلال معارك العمليات التركية شمالي سوريا (نبع السلام) أكتوبر (تشرين الأول) 2019 وقبلها (غصن الزيتون) مارس (آذار) 2018، اكتسبت الخبرة القتالية لمواجهة الهجمات الجوية ومعارك المواجهة رغم عدم تكافؤ القوة العسكرية، لكن نمتلك تجربة في الحرب ضد جيش الاحتلال التركي والفصائل الموالية، واتخذنا جميع التدابير العسكرية، وقواتنا جاهزة لأي هجوم أو عملية».
وتعد «الوحدات» العماد العسكرية لقوات «قسد» المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن في حربها ضد تنظيم «داعش» شرقي سوريا، ومع تصاعد التهديدات التركية بشن هجوم عسكري محتمل ضد مناطق الوحدات، بدأت الأخيرة بتعزيز مواقعها ونقاطها العسكرية على طول خطوط الجبهة الفاصلة مع الجيش التركي والفصائل الموالية، وحشدت المزيد من القوات ودفعتها إلى محاور بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي وعين عيسى التابعة لمحافظة الرقة وبلدتي منبج وعين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، وتل رفعت ومناطق الشهباء بريف حلب الشمالي.
وأكد محمود: «منذ البداية، الحرب لم تكن مطلبنا، لكن تعرضنا للهجمات على الدوام، لذلك لجأنا إلى الكفاح المسلح لحماية أنفسنا، وقواتنا تتحرك دائماً على أساس حماية الثورة والدفاع المشروع»، لافتاً إلى أن «الوحدات لديها تجربة في الحروب ضد الفصائل التابعة لتركيا والتنظيمات المتطرفة، إذ نمتلك تجربة في الحرب ضد (داعش) و(القاعدة) والمجموعات الإرهابية المدعومة من الدولة التركية». وشدد على أن هدفهم الرئيسي هو تحقيق الحل السياسي وليس خوض الحرب، إذ «دائماً تتخذ قواتنا الحل السياسي من أجل سوريا أساساً، وهدفنا هو حل ديمقراطي في الداخل السوري ونسعى إلى تحقيقه وفق مبادئ الدفاع الذاتي المشروع». وكثفت الطائرات الحربية الروسية طلعاتها ومناوراتها العسكرية فوق خطوط المواجهة شمالي سوريا، واعتبر محمود هذه الطلعات بمثابة «رسالة واضحة لتركيا بأن دورها حماية المجال الجوي للمناطق التي تدور فيها الاشتباكات»، وقال: «إظهار روسيا قوتها من خلال المناورات الأخيرة رسالة مفادها حماية سوريا في مواجهة تهديدات تركيا»، ويرى أن المناورات الروسية لا تفيد الحلول المستدامة ووقف التصعيد، «يتوجب على روسيا أن تؤدي دوراً أكثر أهمية مثل فتح آفاق الحل السياسي، وإيجاد الحلول وسد الطريق أمام الحرب».
ولم يستبعد نوري محمود مقايضة روسية تركية على حساب مناطق نفوذ «الوحدات» وقوات «قسد» شرق الفرات، وذكر أن تجربة مدينة عفرين الكردية كانت شاهدة على عقد هكذا اتفاقيات ليزيد: «ما حصل في عفرين كان واضحاً، ومن الممكن أن يحصل مثل هذا الأمر مقايضة بين روسيا والاحتلال التركي حول (كوباني)، لكن لم يتم إخطارنا بشكل رسمي بأي معلومات حول هذه المسألة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».