استنكار فلسطيني لدعوات هدم مسجد قبة الصخرة

الخارجية حمّلت حكومة بنيت المسؤولية

TT

استنكار فلسطيني لدعوات هدم مسجد قبة الصخرة

في أعقاب ظهور إعلانات في الشبكات الاجتماعية ووسائل إعلام يمينية متطرفة في إسرائيل تطلب «مهندسين متخصصين في هدم المنشآت والمباني، ولتقديم مقترح لكيفية إزالة ونقل قبة الصخرة إلى خارج باحات الأقصى لبناء الهيكل اليهودي مكانها»، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة الفلسطينية بياناً تدين فيه هذا الاستفزاز وكل ما يرافقه من حملات تحريض عنصرية للمساس بالمسجد الأقصى وكل مرافق الحرم القدسي الشريف. وحملت الوزارة الفلسطينية حكومة إسرائيل برئاسة نفتالي بنيت، مسؤولية هذه الدعوات وما تسفر عنه من تبعات. وقالت إن «هذه الحملات تترافق مع تصعيد واضح في الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، وارتفاع أعداد المتطرفين المشاركين فيها بحماية قوات الاحتلال وشرطتها، التي تبادر بنشر الحواجز وتفرض على المواطنين المقدسيين قيوداً مشددة، وتمنعهم من الحركة كما حصل أمس في البلدة القديمة لتسهيل مسيرات المستوطنين. وتأتي أيضاً في إطار عمليات تهويد واسعة النطاق للقدس المحتلة، ومحاولة لتغيير الواقع التاريخي والقانوني والسكاني القائم لصالح أطماع الاحتلال». وحذرت من خطورة تحويل هذه الحملات إلى إجراءات روتينية مألوفة لأنها تتكرر يومياً. وحملت حكومة بنيت المسؤولية الكاملة والمباشرة عنها.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت، أول من أمس (الخميس)، مسجد قبة الصخرة المشرفة في محاولة لعرقلة أعمال الترميم في المكان. وهددت شرطة الاحتلال باعتقال الموجودين من موظفي الأوقاف الإسلامية ومن بينهم مدير لجنة الإعمار.
وعلى الأثر، نشرت الجماعات اليهودية المتطرفة، إعلاناً تضمن مقاطع فيديو تظهر بناء الهيكل اليهودي وقد بني في مكان قبة الصخرة. ودعا فيه الحاخام المتطرف يعقوب همين المهندسين اليهود التقدم بطلبات لوظيفة. وقال: «مطلوب مهندسون متخصصون في هدم المنشآت والمباني، ولتقديم مقترح لكيفية إزالة ونقل قبة الصخرة إلى خارج باحات الأقصى».
يذكر أن هناك 62 حركة وجمعية يهودية يمينية متطرفة في إسرائيل تعمل على تهويد الحرم القدسي الشريف والتخلص من أي معالم عربية عليه. ويضع قسم كبير منها هدفاً له؛ هدم قبة الصخرة وبناء الهيكل اليهودي مكانه، وذلك بدعوى أن الهيكل كان يقوم بالضبط في البقعة التي بنيت عليها الصخرة. وقد بلغ عمر بعض هذه الحركات أكثر من 50 عاماً. وهي تحظى بتمويل يهود متطرفين في إسرائيل والعالم.
ومن بين هذه المنظمات: «إحياء الهيكل»، و«حراس الهيكل» و«الحركة من أجل إنشاء الهيكل»، و«بناء الهيكل» و«أمناء الهيكل»، و«حركة الاستيلاء على الأقصى» و«إلى البدء» و«حركة نساء من أجل الهيكل» و«جماعة حراس المكبر» و«مؤسسة هيكل القدس» وغيرها. وتعمل هذه المنظمات أيضاً على تنظيم زيارات وصلوات يهودية في باحات الأقصى.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.