هنادي مهنى: أتمنى تجسيد «ضابطة شرطة» للابتعاد عن النمطية

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها مُنعت من التمثيل في طفولتها

لقطة من كواليس تصوير حكاية «بدون ضمان»
لقطة من كواليس تصوير حكاية «بدون ضمان»
TT

هنادي مهنى: أتمنى تجسيد «ضابطة شرطة» للابتعاد عن النمطية

لقطة من كواليس تصوير حكاية «بدون ضمان»
لقطة من كواليس تصوير حكاية «بدون ضمان»

قالت الفنانة المصرية هنادي مهنى إنها لم تتوقع ردود الفعل الإيجابية حول بطولتها لحكاية «بدون ضمان» ضمن مسلسل «إلا أنا»، وأوضحت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها تنتظر عرض فيلمي «تماسيح النيل» و«ليلة العيد». وكشفت أن دخولها المجال الفني جاء صدفة، مشيرة إلى أنها تتطلع لإظهار مواهبها كافة من تمثيل وغناء واستعراضات وتقديم تلفزيوني، مؤكدة استعدادها لتقديم الأدوار الخشنة والأكشن للابتعاد عن النمطية وحصرها في قالب فني واحد... وإلى نص الحوار:

> هناك اختلاف واضح في ردود الفعل حول حكايتَي «كدبة كبيرة» و«بدون ضمان» لصالح الأخيرة... ما رأيك؟
- نجاح العمل يعتمد على عدة عوامل أهمها المخرج والسيناريو وعدد المشاهد. فحكاية «كدبة كبيرة» كانت مختلفة كثيراً عن «بدون ضمان» فهو عمل لايت أكثر والموضوع في المجمل يصب عند الفنان أحمد زاهر بطل الحكاية أكثر مني، فشخصيتي كانت سنداً ودفاعاً وليست محل الاهتمام في الأحداث، بالإضافة إلى أن حلقات الحكاية لم تأخذ حقها في السرد فكان لا بد من تقديم الشخصيات وما تتخلله من أحداث خلال وقت قصير، على عكس حكاية «بدون ضمان» التي قُدمت على 10 حلقات، وهذا أعطى لنا المجال في سرد الأحداث بتشويق أكثر.
> هل توقعتِ ردود الفعل بعد عرض الحلقات الأولى من حكاية «بدون ضمان»؟
- لم أتوقع ردود الفعل التي وصلت إلي لأنني في البداية كنت أعلم أن العمل ستتابعه السيدات والفتيات بأعمار مختلفة ولكن رد الفعل ومشاركة الأحداث يوماً بيوم عبر السوشيال ميديا أمر جعلني أشعر بسعادة بالغة رغم أنني لم أتخيل أن الإعجاب بالأحداث يصل لهذه الدرجة.
> لكنّ بعض النقاد والمتابعين يرون أن هذه الحكايات تتحامل بشكل واضح على الرجل؟
- هذه حقيقة، لكن في الوقت ذاته فإنها تعرض قصصاً واقعية مصرية، فالمرأة في مصر مظلومة، خصوصاً في المنظومة التي تدور حولنا، فهي كل شيء في الحياة وإذا أصابها أي خلل فهذا يؤثر بشكل واضح ولكنني أرى حالياً أنها تسير بخطى ثابتة وبدأت تأخذ حقها ولديها صوتها.
> معنى ذلك أنكِ تحمستِ للحكاية لأنها تنتصر للمرأة؟
- أنا لست شخصية «feminist» نهائياً ولست الشخصية التي تقف في وجه الرجل دفاعاً عن المرأة وأعلم جيداً قدر الرجل وأنا شخصياً في ظهر زوجي وأدفعه للأمام ونجاحه من نجاحي ويظل الأول في حياتي، ولكنني لا أحب ظلم المرأة ولا بد أن يكون لكل شيء حدود.
> وما أصعب المشاهد التي مرّت عليكِ في «بدون ضمان»؟
- مشهد الطلاق وذهابي لمنزل والدي واستحضار الدموع، كان صعباً للغاية ولكنني أمتلك طريقة أعمل بها دائماً وهي تشغيل السماعة وسماع موسيقى معينة ولا أتحدث مع أحد وأفصل نفسي عن العالم من أجل تلك اللحظات التي خرجت حقيقية.
> هل ترين هذه الحكاية الخطوة الأولى لك على طريق البطولة المطلقة؟
- بالفعل كانت البداية للبطولة المطلقة ولكن لن أتوقف وأضع نفسي في قفصها، فقبولي أدواراً بعيدة عن البطولة أمر وارد حسب تأثيرها ومدى قابليتي لها وهل ستضيف لي أم لا، أنا ما زلت في بداية مشواري وأمامي الوقت لكي أكون على قدر المسؤولية ولن أتهاون في حق نفسي بل سأظل أتعلم حتى أنضج فنياً أكثر.
> الصدفة لعبت دوراً كبيراً في دخولكِ مجال الفن... كيف حدث ذلك؟
- كنت أعمل في مجال بعيد عن التمثيل وحياتي عادية، ولا أنكر أن حلم حياتي كان افتتاح حضانة ومدرسة وجامعة وكانت شخصيتي مختلفة ولديها إبداع في مجال الموسيقى وتعليم اللغة الفرنسية، ورغم أن كثيرين حولي كانوا يطالبونني بدخول التمثيل، فإن والدي كان يعارض ذلك ويدفعني للتعليم والحصول على شهادة أولاً، لكنه وافق قبل سنوات عندما عُرض عليّ المشاركة في المسلسل الصعيدي «أفراح إبليس».
> قدمتِ مع زوجكِ أحمد خالد صالح مسلسلاً إذاعياً بعنوان «رحلتي من الشك لبلطيم»... هل ستشتركان في عمل واحد قريباً؟
- هذه التجربة الإذاعية لاقت انتشاراً واسعاً، ورغم أن العمل مع أحمد رائع، فإنه لن يكون هناك ديو دائم بيننا في السينما والتلفزيون في الوقت الحالي، فلسنا من مدرسة فرض أعمالنا المشتركة على الناس.
> وهل تستعينين برأيه قبل الموافقة على أدوارك؟ وهل يحرص على مشاهدة أعمالك؟
- أحمد يشاهد أعمالي وأستعين برأيه في كل شيء، وأنا طوال اليوم أسأله كثيراً لدرجة أنه يقول لي: أنتِ في أحسن حالاتك، لا تقلقي ولا تتوتري.
> وما كواليس شخصيتك في فيلمَي «ليلة العيد»، و«تماسيح النيل»؟
- فيلما «ليلة العيد» و«تماسيح النيل» للمخرج سامح عبد العزيز، وأقدم خلالهما دورين مختلفين تماماً، فالأول دراما شعبية يتحدث عن السيدات ومشكلاتهم، وهو عمل حقيقي شبيه بفيلمي «كباريه» و«الفرح»، وأحداثه تدور في يوم واحد. أما «تماسيح النيل» فأقدم به عدة مفاجآت من استعراضات وعزف وموسيقى وغناء ورومانسي وكوميدي ودراما، وهذا بالنسبة لي فرصة لتنوع مواهبي في أول بطولة مطلقة.
> وما تعليقك على وصف الفنان أحمد بدير بأنك «فاتن حمامة هذا العصر»... وهل تطمحين لتقديم سيرتها؟
- الفنان أحمد بدير فنان ذو قدر كبير وأعدّه أباً، وأنا أحبه كثيراً، ورغم ذلك لم أصدق كلامه، حتى استمعت إليه بنفسي، وسألته: هل توجه هذا الكلام لي بعد هذا الكم الهائل من الفنانين الذين تعاملت معهم في حياتك؟ وأكد كلامه بالفعل.
وأنا أحب فاتن حمامة بشكل كبير وأتمنى تقديم السيرة الذاتية لها وللفنانة سعاد حسني أيضاً.
> بعد تقديمك أغنية «أول كلام»... هل يمكنكِ تقديم ثنائيات غنائية مع مطربي المهرجانات؟
- «أول كلام» كانت أغنيتي الأولى ولم أسعَ لنشرها لأنها خاصة بزوجي، وسوف أستكمل الغناء بشكل مختلف ولون يرضيني ويرضي الناس... وأؤكد أنني أحب المهرجانات وليس لديّ مانع في تقديم ديو غنائي مع عمر كمال أو حمو بيكا.
> وما الأدوار التي تطمحين لتقديمها مستقبلاً؟
- أتمنى تقديم الأدوار الخشنة التي تنطوي على الأكشن، حتى وإن تطلّب ذلك مواظبتي على التدرب لسنوات لأكون راضية عن نفسي، فأنا أطمح لتقديم دور ضابطة شرطة، إلى جانب بعض الأدوار المركبة التي تتطلب مجهوداً مضاعفاً فأنا بطبيعتي لا أحب الأدوار السهلة، بل الأدوار التي تحتاج إلى بحث وتنقيب، رغم تقليل البعض من الفنانات اللواتي يقدمن هذه النوعية، عكس الخارج.
> وكيف تمكنتِ من إجادة اللهجة الصعيدية رغم إقامتك في الخارج طويلاً؟
- اللهجة الصعيدي أحببتها كثيراً وقدمتها في «أفراح إبليس» وتعلمتها على يد مصحح اللهجة حسن القناوي، وكنت حينها قادمة من إسبانيا وأتحدث الفرنسية والإسبانية فقط، ولا أتقن العربية، وهو مَن علّمني اللهجة الصعيدية التي تعاملت معها على أنها لغة مختلفة وليست لهجة عابرة، حتى إنني وصلت لمرحلة أن المصحح قال: «إذا لم أحضر اللوكيشن لأي سبب فعندكم هنادي ستكون بديلة لي»، وكان المخرج وقتها يردد خلال المونتاج: «كل الفنانين لديهم أخطاء في اللهجة الصعيدية ما عدا هنادي» رغم أن عمري وقتها كان 18 سنة.



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».