فتح باب الترشح رسمياً للانتخابات الليبية بعد غد

«5+5» للتفاوض مع تركيا وروسيا على سحب متزامن للمرتزقة

جانب من تدريب عسكري لقوات ليبية جنوب طرابلس أشرف عليه ضباط من تركيا
جانب من تدريب عسكري لقوات ليبية جنوب طرابلس أشرف عليه ضباط من تركيا
TT

فتح باب الترشح رسمياً للانتخابات الليبية بعد غد

جانب من تدريب عسكري لقوات ليبية جنوب طرابلس أشرف عليه ضباط من تركيا
جانب من تدريب عسكري لقوات ليبية جنوب طرابلس أشرف عليه ضباط من تركيا

تستعد المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا للإعلان الأحد المقبل، رسمياً، عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة قبل نهاية العام الحالي. وفي غضون ذلك، تتأهب اللجنة العسكرية المشتركة، التي تضم طرفي النزاع العسكري، لإجراء مفاوضات مع تركيا وروسيا للاتفاق على سحب متزامن للمرتزقة، الموالين لهما من الأراضي الليبية.
واستبق أمس عماد السائح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، مؤتمرها الصحافي المنتظر الأحد المقبل في العاصمة طرابلس لتلقي أوراق المرشحين للانتخابات المقبلة، بإبلاغ وسائل إعلام محلية أن ليبيا ستكون دائرة انتخابية واحدة للمتنافسين في الانتخابات الرئاسية، بينما ستقسم إلى 75 دائرة انتخابية خلال إجراء الانتخابات النيابية بالنظام الفردي؛ حيث يفوز المرشّح الحاصل على أكثر الأصوات بدائرته.
وطبقاً للسايح، سيفوز بالجولة الأولى لعملية الاقتراع للرئاسيات من يحصل على 50 في المائة زائد 1 من الأصوات، أو يشارك المرشحان الحاصلان على أكثر الأصوات في جولة ثانية في حال عدم حصول أيهما على هذه النسبة.
وأضاف السايح مزيداً من الغموض بخصوص الجدل بين مجلسي النواب والدولة على قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، الصادرة عن مجلس النواب، بتأكيده على استجابة الأخير لتعديلات فنية طلبتها المفوضية، بعدما اعتبر أن القوانين قابلة للتطبيق من الناحية الفنية.
وكانت المفوضية قد أعلنت أن مجلسها سيقدم خلال مؤتمر صحافي الأحد المقبل إحاطة شاملة، حول مستجدات العملية الانتخابية، مشيرة إلى أنه سيتم أيضاً الإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والبدء في عملية توزيع بطاقة الناخب.
في المقابل، تحدث خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، عن احتمال حدوث انقلاب في ليبيا، بسبب ما وصفه «مخاوف حقيقية من انتخاب رئيس دون وجود دستور». وأعلن لدى اجتماعه، مساء أول من أمس، بصحافيين وناشطين في طرابلس، رفض السماح لمزدوجي الجنسية والعسكريين بالترشح. كما نزع المشري الشرعية عن مجلس النواب، باعتباره «طرفاً سياسياً، وليس جسماً تشريعياً، ومختطفاً من سلطات خارج البلاد»، على حد تعبيره.
إلى ذلك، بدأت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) استعداداتها لزيارة تركيا وروسيا من أجل التفاوض مع السلطات هناك بشأن آلية زمنية لإخراج المرتزقة، والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
ومن المقرر أن تبدأ هذه المفاوضات، التي تعد الأولى من نوعها مع البلدين، عقب مؤتمر باريس الذي سيعقد الأسبوع المقبل؛ حيث قال أعضاء في اللجنة إنهم سيعقدون لاحقاً اجتماعات مع المراقبين الدوليين في القاهرة لتحديد أماكن عملهم، بعد الانتهاء من صياغة هذه الآلية.
على صعيد آخر، أغلق محتجون من أهالي منطقة الهلال النفطي البوابة الرئيسية لميناء الزويتينة النفطي، ومنعوا دخول وخروج الموظفين، للمطالبة بتشغيل العاطلين عن العمل من أصحاب التخصصات النفطية، وهددوا برفع مستوى الاحتجاج خلال أيام إلى وقف عمليات التصدير إذا لزم الأمر.
وحذر مصدر مسؤول في المؤسسة الوطنية للنفط من تعطيل شحن 5 ناقلات أسبوعياً، بقدرة تصدير تتجاوز 3.5 مليون برميل، إذا ما توقفت عمليات تصدير النفط.
من جهة أخرى، أعلنت النيابة العامة حبس 3 موظفين احتياطياً، من بينهم عضو بمجلس إدارة مؤسسة النفط الحكومية، على ذمة التحقيق في وقائع، تشمل الحصول على نفع غير مشروع، وإلحاق ضرر جسيم بالمال العام، وإساءة استعمال سلطات الوظيفة.
وقال مكتب النائب العام إنه أجرى تحقيقاً على خلفية بلاغ من جهاز المخابرات الليبية بحق الموظفين، ومواجهتهم بتجاوز القواعد القانونية، التي تجرم الحصول على منافع بالمخالفة لأحكام القوانين واللوائح، والتسبب في إلحاق ضرر جسيم بالمال العام، وأخذ عطايا وفوائد دون وجه حق، وتزوير المستندات العرفية بقصد تحقيق منافع شخصية.
لكن وزير النفط والغاز، محمد عون، أعرب عن ثقته في أن جميع الجهات المخولة بتطبيق القوانين تتبع المطلوب من قواعد وإجراءات، وأشاد بجهود جهاز المخابرات ومكتب النائب العام.
في غضون ذلك، بدأ عبد الله اللافي، نائب رئيس المجلس الرئاسي، مساء أول من أمس، زيارة إلى أوغندا تستمر يومين، سيلتقي خلالها عدداً من المسؤولين، على رأسهم الرئيس يوري موسيفيني.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.