معارك في جنوب مأرب وغربها... ونداءات حكومية لإغاثة آلاف المهجّرين

ضربات التحالف تطيح 145 حوثياً

شاحنة تحمل أثاثاً ومستلزمات متجهة إلى مخيم نازحين في مأرب (رويترز)
شاحنة تحمل أثاثاً ومستلزمات متجهة إلى مخيم نازحين في مأرب (رويترز)
TT

معارك في جنوب مأرب وغربها... ونداءات حكومية لإغاثة آلاف المهجّرين

شاحنة تحمل أثاثاً ومستلزمات متجهة إلى مخيم نازحين في مأرب (رويترز)
شاحنة تحمل أثاثاً ومستلزمات متجهة إلى مخيم نازحين في مأرب (رويترز)

على وقع معارك متواصلة يخوضها الجيش اليمني ورجال القبائل في جنوب مأرب وغربها ضد الميليشيات الحوثية، أعلن تحالف دعم الشرعية، أمس (الأربعاء)، عن تنفيذ كثير من العمليات المساندة للجيش في مأرب والجوف، ومقتل العشرات من العناصر الإرهابية الحوثية.
وفيما تدفع الميليشيات بمزيد من عناصرها وتعزيزاتها العسكرية، ضمن مساعيها لإحكام الحصار على مدينة مأرب من الجهة الجنوبية، دعت السلطات المحلية في المدينة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى الإسراع بإغاثة آلاف المشردين بسبب الهجمات الحوثية.
وفي هذا السياق، قال تحالف دعم الشرعية في اليمن إنه نفذ 32 عملية استهداف لآليات وعناصر الميليشيا الحوثية في مناطق صرواح (غرب مأرب) وفي محافظة الجوف المجاورة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضح التحالف، في بيان مقتضب، أن عمليات الاستهداف شملت تدمير 18 من الآليات العسكرية، والقضاء على 145 عنصراً إرهابياً.
وكان التحالف قد أعلن في وقت سابق أنه نفذ 26 عملية استهداف لآليات وعناصر الميليشيات الحوثية في مناطق الجوبة (جنوب مأرب) وفي منطقة الكسارة في غرب المحافظة النفطية، وهي العمليات التي أفاد بأنها أدت إلى تدمير 14 آلية عسكرية، ومقتل 115 عنصراً حوثياً.
وتزامنت هذه العمليات مع إعلان التحالف عن قيام دفاعاته الجوية باعتراض وتدمير طائرتين مسيرتين أطلقتهما ميليشيا الحوثي الإرهابية تجاه الأراضي السعودية في منطقة جازان.
وفي السياق نفسه، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني، أمس (الأربعاء)، بسقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر ميليشيا الحوثي الإيرانية خلال الساعات الماضية بنيران الجيش والمقاومة في جبهات القتال جنوب محافظة مأرب وغربها، إلى جانب خسائر أخرى في العتاد.
إلى ذلك، أفادت مصادر ميدانية بأن قوات الجيش والمقاومة أفشلت هجمات حوثية واسعة في جبهات «ذنة» بمديرية صرواح، وكبدت الميليشيا خسائر في الأرواح والعتاد، وذلك غداة إحباط هجوم للحوثيين في الجبهات الجنوبية لمحافظة مأرب.
وبحسب ما أورده الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت)، نقلاً عن قائد اللواء 143 مشاة العميد الركن ذياب القبلي، فإن عناصر الجيش تمكنوا من كسر هجوم لميليشيا الحوثي الإيرانية جنوب مأرب استمر لست ساعات متتالية.
وفي غضون ذلك، كان الإعلام العسكري قد أفاد بأن 11 من عناصر الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران قتلوا، وأصيب 7 آخرون، في مواجهات مع الجيش الوطني غرب مدينة تعز.
ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية عن مصدر عسكري قوله: «إن قوات الجيش الوطني، مسنودة بالمقاومة الشعبية، شنت هجوماً على مواقع الميليشيات في جبهتي حذران وتبيشعة، وأسفرت المواجهات عن مقتل 11 عنصراً من الميليشيات، وإصابة 7 آخرين. وإن القوات أحرزت تقدماً جديداً وسط انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات».
ومع تصاعد الهجوم الحوثي على مناطق مأرب، واستمرار المشردين في النزوح إلى أماكن آمنة، خوفاً من استهدافهم بالصواريخ والطائرات المسيرة، قالت المصادر الرسمية إن اجتماعاً موسعاً للسلطة المحلية ناقش (الأربعاء) الاحتياجات الأساسية والطارئة لمخيمات وتجمعات المهجّرين قسرياً من مديريات مأرب الجنوبية في قطاعي المياه والإصحاح البيئي، وسبل تقديم الخدمات الأساسية في تلك المخيمات.
واستعرض الاجتماع الذي ترأسه وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، وضم عدداً من المنظمات الدولية والمحلية والمكاتب التنفيذية المعنية، خريطة الاحتياجات العاجلة التي أعدتها الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، وتدارس الوضع المائي بمدينة مأرب.
وشدد الاجتماع على ضرورة إيجاد خيارات وبدائل لتوسيع خطة التدخلات للمرحلة المقبلة، بما يواكب حجم الزيادة في أعداد النازحين المهجرين مؤخراً من المديريات الجنوبية، وتحديد أماكن ومستوى الفجوة القائمة في مجالي المياه والإصحاح البيئي، وضرورة العمل بروح الفريق الواحد لإيصال خدمة المياه النظيفة الآمنة.
وبحث الاجتماع «آليات تأمين الخدمات الأساسية الطارئة في المخيمات الجديدة بمديريتي الوادي والمدينة التي خصصتها السلطة المحلية لإيواء المهجرين، وتوفير مياه الشرب والخزانات والحقائب الصحية، والمساهمة في التخفيف من معاناتهم».
وشدد وكيل المحافظة عبد ربه مفتاح على «أهمية التحرك العاجل لإغاثة الآلاف من الأسر التي هُجرت بسبب القصف المكثف العشوائي لميليشيات الحوثي الإيرانية، واستهداف القرى والمناطق السكانية والمخيمات، ورفع وتيرة الأداء واستشعار المسؤولية تجاه المهجرين الذين شردتهم الميليشيات من مناطقهم».
وكان محافظ مأرب سلطان العرادة قد وجه في وقت سابق اللجنة الفرعية للإغاثة والوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، والجهات الحكومية ذات العلاقة كافة، بمضاعفة الجهود وتسخير الإمكانات كافة لمواجهة الوضع الطارئ الناجم عن عملية التهجير القسري والنزوح لعشرات الآلاف من مواطني مديريات مأرب الجنوبية بسبب التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي الإيرانية في مديرياتهم.
ونقلت المصادر الرسمية عن مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مأرب، سيف مثنى، أن توجيهات المحافظ العرادة «قضت بتوفير الاحتياجات العاجلة، وتقديم مساعدات غذائية وإيوائية لتجاوز الوضع الإنساني الصعب الذي تسببت به ميليشيا الحوثي بجرائمها الإرهابية وقصفها للمنازل والقرى والمزارع بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة والقذائف ومختلف أنواع الأسلحة»، مشيراً إلى أنه «يجري إعداد وتجهيز خمسة مواقع كمخيمات جديدة بتمويل من السلطة المحلية بالمحافظة».
وأوضح المسؤول المحلي أن الوحدة التنفيذية سجلت منذ مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي نزوح أكثر من 55 ألف مدني إلى أطراف مديرية الجوبة ومدينة مأرب ومديرية مأرب الوادي، وقال إنهم «يعيشون أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة نتيجة غياب الدور الإنساني للمنظمات الدولية، وكثافة واستمرار النزوح».
ودعا مثنى المجتمع الدولي ومنظمات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية والإقليمية والمحلية كافة وشركاء العمل الإنساني للتحرك العاجل، ومساندة السلطة المحلية في تقديم الاستجابة الطارئة العاجلة للنازحين الجدد، وسرعة الوصول إلى الأسر المتضررة للتخفيف من معاناتهم، خاصة مع قدوم فصل الشتاء.
وفي حين كانت 20 منظمة حقوقية قد دعت، في بيان مشترك، إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي لحماية المدنيين والمشردين من الهجمات الحوثية، أفاد تقرير محلي بأن 93 في المائة من النازحين الجدد لم يحصلوا على المأوى، وأن 96 في المائة منهم لم يحصلوا على مياه الشرب أو المياه الصالحة للاستخدام. كما أن 70 في المائة منهم لم يحصلوا على الطعام، وأن ما نسبته 98 في المائة منهم لم يحصلوا على خزانات مياه أو حمامات أو صفوف دراسية.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.