«طالبان» تحظر التداول بالعملات الأجنبية في أفغانستان

أفغان ينتظرون في طابور أمس أمام مركز لتوزيع مساعدات نقدية أقامه «برنامج الغذاء العالمي» في كابل... وتشهد أفغانستان أزمة اقتصادية حادة منذ تولي حركة «طالبان» السلطة (أ.ب)
أفغان ينتظرون في طابور أمس أمام مركز لتوزيع مساعدات نقدية أقامه «برنامج الغذاء العالمي» في كابل... وتشهد أفغانستان أزمة اقتصادية حادة منذ تولي حركة «طالبان» السلطة (أ.ب)
TT

«طالبان» تحظر التداول بالعملات الأجنبية في أفغانستان

أفغان ينتظرون في طابور أمس أمام مركز لتوزيع مساعدات نقدية أقامه «برنامج الغذاء العالمي» في كابل... وتشهد أفغانستان أزمة اقتصادية حادة منذ تولي حركة «طالبان» السلطة (أ.ب)
أفغان ينتظرون في طابور أمس أمام مركز لتوزيع مساعدات نقدية أقامه «برنامج الغذاء العالمي» في كابل... وتشهد أفغانستان أزمة اقتصادية حادة منذ تولي حركة «طالبان» السلطة (أ.ب)

رغم أن ثلثي ودائع البنوك الأفغانية ونصف القروض الوطنية للبلاد بالدولار الأميركي، قررت حكومة «طالبان» حظر استخدام العملات الأجنبية في أفغانستان، في خطوة مفاجئة من المحتمل أن تفاقم مشكلة الاقتصاد الذي يعاني أزمة سيولة. فيما قال البنك المركزي الأفغاني، أمس (الأربعاء)، إنه قرر تخفيف القيود على عمليات السحب من البنوك ورفع الحد الأقصى إلى 400 دولار أو 30 ألفاً من العملة الأفغانية (أفغاني) في الأسبوع بدلاً من الحد السابق الذي كان 200 دولار أو 20 ألف أفغاني.
ولم يتضح كيف ستنفذ «طالبان» هذا الأمر، نظراً لأن الاقتصاد الأفغاني ظل مدعوماً بالدولار الأميركي لأكثر من عشرين عاماً.
وحظرت الحكومة استخدام العملات الأجنبية في معاملات مثل شراء سيارة أو منزل، قائلة إن جميع العقود يتعين أن تكون مقومة بالعملة الأفغانية.
ويأتي قرار الحظر في الوقت الذي تضغط فيه «طالبان» من أجل الإفراج عن مليارات الدولارات من الاحتياطيات في الخارج، التي جمدتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون منذ وصول الحركة إلى السلطة في أغسطس (آب).
ولا يزال نحو 9.5 مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي محتجزة في الخارج، في حين توقف الدعم الدولي الذي كانت الحكومة السابقة تحصل عليه.
ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء عن المتحدث باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، القول إن على الأفغان، بما في ذلك أصحاب المتاجر ورجال الأعمال، استخدام العملة المحلية في جميع المعاملات، وذلك من أجل المصالح الوطنية ودعم الوضع الاقتصادي.
وقال المتحدث، في بيان، إن «استخدام العملات الأجنبية له آثار سلبية على اقتصاد البلاد... سيتم التعامل مع المخالفين بشكل قانوني». ويُفضل الدولار على العملة الأفغانية في دفع ثمن السلع والخدمات المستوردة، بالإضافة إلى المعاملات الكبيرة، مثل شراء منزل أو دفع الرسوم الدراسية للمدارس الخاصة. ومن المحتمل أن يتسبّب الحظر أيضاً في تعقيد المساعدات الإنسانية من الخارج، وهو أمر سيكون خطيراً بالنسبة للبلاد مع اقتراب فصل الشتاء القاسي.
وجاء قرار التخفيف للبنك المركزي الذي يضع حداً شهرياً للسحب بقيمة 1200 دولار، وسط مشكلات اقتصادية متنامية جعلت الملايين في أفغانستان بلا عمل ويواجهون الجوع. وحتى أولئك الذين لديهم مدخرات يواجهون صعوبات لدفع ثمن المواد الغذائية والضروريات المنزلية بسبب القيود الصارمة على عمليات السحب التي تم تطبيقها لمنع تدفق الناس على البنوك. وفُرضت قيود على احتياطيات النقد الأجنبي الأفغانية بعد سيطرة «طالبان» على السلطة والإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب في أغسطس، الأمر الذي قلّص بشدة قدرة الحكومة الجديدة على إدارة ماليات الدولة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».