«صرعة شراء» تقفز بأسعار الغاز الأميركي

TT

«صرعة شراء» تقفز بأسعار الغاز الأميركي

قفزت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأميركي نحو 7 في المائة أمس، بدعم من موجة شراء في أعقاب هبوط الأسعار نحو 16 في المائة على مدار الجلسات الثلاث السابقة، في حين تبقي الأسعار العالمية الأكثر ارتفاعاً في أوروبا الطلب على صادرات الغاز المسال الأميركي قوياً.
وجاءت الزيادة في الأسعار رغم تزايد الإنتاج وتوقعات بأحوال جوية أكثر اعتدالاً وتراجع في الطلب للتدفئة الأسبوع المقبل.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قفزت أسعار الغاز العالمية إلى مستويات قياسية مع تزاحم شركات المرافق على شحنات الغاز الطبيعي المسال لإعادة ملء المخزونات في أوروبا وتلبية طلب متزايد في آسيا، حيث تسبب نقص في الطاقة في انقطاعات للكهرباء في الصين.
وقفزت أسعار الغاز الأميركي أيضاً لتصل إلى أعلى مستوياتها في 12 عاماً في أوائل أكتوبر الماضي، بفعل توقعات بأن الطلب على الغاز الطبيعي المسال سيظل قوياً لأشهر كثيرة.
وأنهت العقود الآجلة للغاز الأميركي لأقرب استحقاق جلسة التداول أمس مرتفعة 35.6 سنت، أو 6.9 في المائة، لتبلغ عند التسوية 5.542 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية. وكان العقد أغلق الجلسة السابقة عند أدنى مستوى منذ 12 أكتوبر.
في الأثناء، ومع التطور الحاصل في أسواق الغاز الأوروبية، أعلنت 3 شركات بريطانية لبيع الكهرباء بالتجزئة، التوقف عن العمل ليصل إجمالي عدد الشركات التي توقفت عن العمل منذ أغسطس (آب) الماضي بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء إلى 18 شركة كانت تخدم أكثر من مليوني منزل.
والشركات الثلاث الجديدة التي انهارت هي «أومني إنرجي»، و«إم باور يو كيه»، و«زيبرا باور»، تخدم معاً 21.4 ألف منزل. وكانت شركة «بلو غرين إنرجي سيرفسز ليمتد» التي تخدم 5900 منزل قد أعلنت توقفها عن العمل أول من أمس. في غضون ذلك، قال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، إن الجزائر تسعى لزيادة حصتها في سوق الغاز الأوروبية إلى أكثر من الحصة الحالية البالغة 30 في المائة. مشدداً على «طموح البلاد لتعزيز تواجدها في هذه السوق بشكل أكبر من خلال اقتراح كميات إضافية».
وأكد عرقاب أيضاً أن الجزائر ستفي بكل التزاماتها لتوريد الغاز إلى إسبانيا والبرتغال من خلال خط أنابيب ميدغاز وشحنات الغاز الطبيعي المسال. وقال: «قدرات أنبوب ميدغاز... مرشحة للارتفاع لتبلغ 10.6 مليار متر مكعب بحلول شهر ديسمبر (كانون الأول)، مما يساوي معدل الطلب الحالي لإسبانيا والبرتغال».
وقررت الجزائر عدم تجديد عقد خط أنابيب الغاز المغاربي - الأوروبي الذي يربطها بإسبانيا مروراً بالمغرب والذي انقضى أجله ليل الأحد. وأعلنت أيضاً عن وقف إمدادات الغاز إلى المغرب، بعد شهرين تقريباً من قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة.
وقال عرقاب إن إجمالي صادرات الغاز وصل إلى 30 مليار متر مكعب في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، بزيادة 94 في المائة عن الفترة نفسها في 2020.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.