الإيطالي كونتي مدرباً جديداً لتوتنهام خلفاً لسانتو

كونتي أمام تحدي قيادة توتنهام إلى منصات التتويج (إ.ب.أ)
كونتي أمام تحدي قيادة توتنهام إلى منصات التتويج (إ.ب.أ)
TT
20

الإيطالي كونتي مدرباً جديداً لتوتنهام خلفاً لسانتو

كونتي أمام تحدي قيادة توتنهام إلى منصات التتويج (إ.ب.أ)
كونتي أمام تحدي قيادة توتنهام إلى منصات التتويج (إ.ب.أ)

أعلن نادي توتنهام الإنجليزي أمس، تعيين الإيطالي أنطونيو كونتي مدرباً له، بعد يوم واحد من إقالة البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو من المنصب بسبب سوء النتائج.
وتحرك توتنهام سريعاً للتعاقد مع المدرب الإيطالي، الذي وقع على عقد مبدئي مدته 18 شهراً. وقال توتنهام في بيان له أمس: «يسرّنا الإعلان عن تعيين أنطونيو كونتي مدرباً لنا بعقد حتى صيف عام 2023 مع خيار التمديد».
وأقال توتنهام الاثنين مدربه سانتو بسبب تراجع نتائج الفريق بإشرافه منذ مطلع الموسم الحالي.
وكان سانتو (47 عاماً) تسلّم منصبه هذا الموسم وبدأه بشكل جيد بالفوز في مبارياته الثلاث الأولى في الدوري المحلي بينها الافتتاحية ضد مانشستر سيتي حامل اللقب الموسم الماضي، لكنه مُني بعد ذلك بخمس هزائم في آخر سبع مباريات، آخرها ضد مانشستر يونايتد على أرضه صفر - 3 السبت. كما خسر الفريق بإشرافه في 7 مباريات من أصل 17 خاضها في مختلف المسابقات.
وكان كونتي، المدرب السابق للمنتخب الإيطالي، قاد تشيلسي لإحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2016 - 2017. ولم يشغل كونتي أي منصب منذ رحيله عن تدريب إنتر ميلان في نهاية الموسم الماضي بعدما قاده للفوز بالدوري الإيطالي.
وكانت هناك مفاوضات متقدمة بين توتنهام وكونتي في يونيو (حزيران) الماضي لكي يتولى تدريب الفريق خلفاً للبرتغالي جوزيه مورينيو، ولكنها توقفت بعدما اختلف الطرفان بشأن قضايا رئيسية.
ولكن المدير الإداري لتوتنهام فابيو باراتيشي الذي لديه علاقة قوية بكونتي (52 عاماً) حيث عملا سوياً في يوفنتوس، كان له تأثير كبير في إقناع المدرب الإيطالي.
وقال باراتيشي: «سعداء بالترحيب بأنطونيو في توتنهام. سجله الحافل يتحدث عن نفسه، مع خبرته الكبيرة والألقاب التي حصل عليها في إيطاليا وإنجلترا. أعرف جيداً الجودة التي يمكن لأنطونيو جلبها لنا، حيث عملت معه في يوفنتوس، وأتطلع لرؤيته يعمل مع مجموعة اللاعبين الموهوبة التي نمتلكها».
وقال كونتي: «سعيد للغاية بالعودة للتدريب، وأن أفعل هذا مع أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يطمح في أن يعود لمنصات التتويج». وأضاف: «يمتلك توتنهام مرافق تدريبية على أعلى مستوى ولديه واحد من أفضل الملاعب في العالم. لا يمكنني الانتظار لبدء العمل لأنقل للفريق والجماهير الشغف والعقلية والعزيمة التي لطالما ميزتني كلاعب ومدرب».
وتم إعفاء نونو من مهامه بعدما تعرض المدرب البرتغالي لضغوط كبيرة بعد الخسارة على ملعبه بثلاثية نظيفة أمام مانشستر يونايتد يوم السبت، حيث هتفت الجماهير: «أنت لا تعرف ما تفعله» وأطلقوا صافرات استهجان مع نهاية المباراة.
وخسر توتنهام خمس مباريات في آخر سبع مباريات بالدوري، وفشل الفريق في تسديد أي كرة على مرمى الفرق المنافسة لمدة ساعتين و16 دقيقة.
وسيرث كونتي فريقاً يحتل المركز التاسع في جدول الترتيب، بفارق خمس نقاط عن أصحاب المراكز الأربعة الأولى بعد مرور عشر جولات من الدوري. وسيتعين على مدرب منتخب إيطاليا السابق إحياء مسيرة توتنهام الذي خاض نهائي دوري أبطال أوروبا في 2019، ومن المنتظر أن يكون الظهور الأول لكونتي مع الفريق في مباراته أمام فيتيس أرنهايم الهولندي الخميس في دوري المؤتمر الأوروبي ثالث مسابقة لليويفا في الأهمية التي يحتل فيها الفريق المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط خلف رين الفرنسي ونقطتين عن فيتيس بعد فوز واحد في ثلاث مباريات.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.