السعودية تدين مجدداً استهداف مطار عدن... وتدعو الفرقاء لاستئناف تنفيذ اتفاق الرياض

أكدت استمرار دورها القيادي لدعم التعافي الاقتصادي والصحي من الأزمات العالمية

الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه الجلسة المرئية لمجلس الوزراء (واس)
الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه الجلسة المرئية لمجلس الوزراء (واس)
TT
20

السعودية تدين مجدداً استهداف مطار عدن... وتدعو الفرقاء لاستئناف تنفيذ اتفاق الرياض

الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه الجلسة المرئية لمجلس الوزراء (واس)
الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه الجلسة المرئية لمجلس الوزراء (واس)

أعرب مجلس الوزراء السعودي عن إدانته التفجير الإرهابي الذي استهدف بوابة مطار عدن الدولي، مؤكداً تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب اليمن وشعبه الشقيق، ودعوة الأطراف كافة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض؛ لتوحيد الصف ومواجهة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار واستعادة دولتهم.
جاء ذلك ضمن الجلسة المرئية لمجلس الوزراء، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث اطلع المجلس، على مضمون الاتصالين الهاتفيين اللذين أجراهما خادم الحرمين الشريفين، بكل من: الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وما جرى خلالهما من التأكيد على تضامن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعمق الأخوة بين شعوبه كافة.
وتناول المجلس، أعمال قمة قادة دول مجموعة العشرين التي عُقدت في مدينة روما بالجمهورية الإيطالية، وما أكدته السعودية خلالها من استمرارها في دورها القيادي لدعم التعافي الاقتصادي والصحي من الأزمات العالمية، والحرص على تعزيز العمل المتعدد الأطراف لتحقيق الرخاء والازدهار في دول المجموعة والعالم أجمع.
وأوضح الدكتور ماجد القصبي، وزير الإعلام المكلف، لوكالة الأنباء السعودية، أن مجلس الوزراء اطلع على فحوى المباحثات واللقاءات التي جرت بين السعودية وعددٍ من الدول خلال الأيام الماضية، لتطوير العلاقات وتعزيزها في مختلف المجالات، ودفعها نحو آفاق أرحب، منوهاً في هذا السياق، بما اشتمل عليه البيان المشترك الصادر في ختام زيارة رئيس الوزراء اليونان إلى المملكة، من مضامين تناولت أوجه التعاون المشترك والسبل الكفيلة بدعمه وتطويره في المجالات كافة، وموقف البلدين تجاه الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، والجهود المبذولة بشأنها.
واستعرض المجلس، جملة من النشاطات في المملكة خلال الأسبوع، ومنها النسخة الخامسة من منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار التي جمعت قادة ورؤساء وممثلين من حكومات وشركات ومستثمرين ومبتكرين من جميع أنحاء العالم؛ لاستكشاف حلول رائدة تتصدى للتحديات، وما شهدته من توقيع اتفاقيات وإطلاق العديد من المبادرات الداعمة لقطاع الاستثمار.
واتخذ المجلس عدداً من القرارات، ضمنها، تفويض وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ومن ينيبه - بالتباحث مع الجانب البنيني في شأن مشروع مذكرة تفاهم في مجال الشؤون الإسلامية، ووافق على مذكرة تعاون في مجال الملكية الفكرية بين الهيئة السعودية للملكية الفكرية، ومكتب الملكية الفكرية للاتحاد الأوروبي.
ووجّه المجلس، وزير الثقافة رئيس مجالس إدارة الهيئات الثقافية، لتفويض من يراه لممارسة أي اختصاصات نُقلت من وزارة السياحة إلى وزارة الثقافة فيما يتصل بنشاط التراث الوطني.
وقرر، تعديل الفقرة (2) من البند (أولاً) من قرار مجلس الوزراء رقم (229) وتاريخ 3- 8- 1429هـ المعدل لضوابط السماح للمزارعين بتصدير الفائض عن حاجة مزارعهم من الآلات والمعدات الزراعية، وذلك على النحو الوارد في القرار، كما قرر تعديل الفقرة (أ) من المادة (السادسة عشرة) من النظام الصحي - الصادر بالمرسوم الملكي رقم م / 11 وتاريخ 23- 3- 1423هـ، لتصبح بالنص الوارد في القرار، واعتماد الحساب الختامي لمجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، عن عام مالي سابق، وتعديل المادة (الخامسة والعشرين) من نظام الإجراءات الجزائية - الصادر بالمرسوم الملكي رقم م / 2 وتاريخ 22- 1- 1435هـ، لتكون بالنص الوارد في القرار.
ووافق المجلس، على ترقيات للمرتبتين الخامسة عشرة والرابعة عشرة، واطلع على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها التقارير السنوية لوزارة الداخلية، والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، وهيئة تطوير بوابة الدرعية، واتخذ ما يلزم حيال تلك الموضوعات.


مقالات ذات صلة

السعودية: صرف أكثر من 3 مليارات ريال لمستفيدي الضمان الاجتماعي

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان (واس)

السعودية: صرف أكثر من 3 مليارات ريال لمستفيدي الضمان الاجتماعي

وافق خادم الحرمين الشريفين على صرف أكثر من 3 مليارات ريال معونةَ رمضان لمستفيدي الضمان الاجتماعي؛ بناءً على ما عرضه ولي العهد.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج من مراسم تقليد سفيري فلسطين ومصر لدى السعودية وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية (واس)

«وشاح الملك عبد العزيز» لسفيريْ فلسطين ومصر لدى السعودية

قلَّد نائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد الخريجي سفيري فلسطين ومصر لدى المملكة باسم الآغا وأحمد فاروق، وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة (واس)

السعودية تُرحِّب بـ«محادثات جدة» لإنهاء أزمة أوكرانيا

رحّب مجلس الوزراء السعودي بالمحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا التي تستضيفها المملكة ضمن مساعيها لإنهاء الأزمة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

خادم الحرمين يصل إلى جدة قادماً من الرياض

وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى جدة قادماً من الرياض.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج المؤتمر عزز التآخي والتضامن الإسلامي بين المذاهب كافة (رابطة العالم الإسلامي)

اعتماد الخطة التنفيذية لـ«وثيقة بناء الجسور» بين المذاهب الإسلامية

تبنَّى كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها، السبت، «موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي»، واعتمدوا الخطة الاستراتيجية والتنفيذية لوثيقة «بناء الجسور بين المذاهب».

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)

«مفاوضات الرياض» تركز على وقف جزئي للنار وحماية المنشآت الحيوية في أوكرانيا

محادثات بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)
محادثات بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)
TT
20

«مفاوضات الرياض» تركز على وقف جزئي للنار وحماية المنشآت الحيوية في أوكرانيا

محادثات بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)
محادثات بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)

بحثت الجولة الثالثة من المفاوضات الأميركية - الروسية والأميركية - الأوكرانية، في العاصمة السعودية الرياض، الاثنين، في لقاءين منفصلين، جوانب فنية، شملت حماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية، ومصير الأطفال الأوكرانيين المختطفين الذين تم نقلهم إلى روسيا، ووقفاً جزئياً لإطلاق النار.

واجتمع الفريقان الأميركي والروسي خلف أبواب مغلقة في فندق ريتز كارلتون، حيث طُرحت إمكانية إحياء اتفاقية البحر الأسود لعام 2022.

وقال مسؤول في الوفد الأوكراني طالباً عدم الكشف عن هويته لوسائل إعلام عدة: «ننتظر راهناً نتائج الاجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا». وتوقع إجراء «لقاء آخر مع الولايات المتحدة» الاثنين، وينتظر الوفد الأوكراني في مكان قريب، تحسباً لإحراز تقدم.

صورة لفندق ريتز كارلتون الاثنين حيث تجري المفاوضات في الرياض (رويترز)
صورة لفندق ريتز كارلتون الاثنين حيث تجري المفاوضات في الرياض (رويترز)

وبحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن الاجتماعات التي تعقد على مستوى اللجان الفنية والتقنية، قد تستمر إلى نهاية الأسبوع في الرياض.

وكان اللقاء الأول قد انتهى بين الوفد الأوكراني برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف، والأميركيين. وقال مصدر مطلع إن الفريق الأميركي يترأسه أندرو بيك، أحد كبار مديري مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، ومايكل أنتون وهو مسؤول كبير في وزارة الخارجية. وأعلن عمروف أن جولة المحادثات التي عقدت في الرياض، لوضع حد للحرب، كانت «مثمرة ومركّزة». وأضاف عبر شبكات التواصل الاجتماعي: «أثرنا نقاطاً رئيسية بينها الطاقة»، مضيفاً أن أوكرانيا تسعى لتحقيق هدفها المتمثل في «سلام عادل ومستدام».

من جهته، أظهر ستيف ويتكوف موفد الرئيس دونالد ترمب تفاؤلاً، الأحد، قائلاً إنه يتوقع إحراز «تقدم حقيقي» خلال هذه المحادثات. وصرّح ويتكوف لمحطة «فوكس نيوز» التلفزيونية: «أظن أنكم سترون في السعودية الاثنين تقدماً حقيقياً، لا سيما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على سفن البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل».

ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإيجاد نهاية سريعة للحرب الدائرة منذ 3 سنوات، آملاً في أن تمهد المحادثات في الرياض لتحقيق اختراق. وفي وقت سابق الشهر الحالي، بعد أيام من المشادة الكلامية بين ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، وافقت أوكرانيا على وقف إطلاق نار اقترحته الولايات المتحدة لمدة 30 يوماً خلال محادثات في جدة، وهو ما رفضه الروس لاحقاً.

ويدرس المسؤولون الآن إمكان استئناف اتفاقية البحر الأسود للحبوب، وهي اتفاقية مدتها عام، سمحت بشحن ملايين الأطنان من الحبوب، وغيرها من صادرات الأغذية من مواني أوكرانيا.

الحاجة إلى ضمانات

بدوره، أكد ألكسندر لونوف، عضو مجلس حقوق الإنسان لدى الرئيس الروسي لـ«الشرق الأوسط»، أن الموضوع الرئيسي في مفاوضات الرياض الحالية، هو وقف إطلاق النار، ولكن لا يمكن مناقشته بوصفه قضية منفصلة، لأنه جزء من خطة أشمل، مشيراً إلى أن السعودية شريك استراتيجي وصديق عزيز لروسيا، مشدداً على أن إسهام المملكة في العمليات الدولية كبير، وحالة المفاوضات تؤكد ذلك، مؤكداً أن المملكة تعدّ مركزاً للسياسة العالمية، حيث يُقرر مصير الملايين. وأضاف لونوف: «لا يمكننا السماح بإعادة تسليح الجيش الأوكراني، لأنهم يستغلون الهدنة لأغراضهم الاستراتيجية. تحتاج روسيا إلى نهج جذري يهدف إلى إنهاء حقيقي للصراع، يضمن لها ضمانات، ويمنع قوات حفظ السلام التابعة لحلف الناتو، ويمنع انضمام أوكرانيا إلى الحلف». من المهم أيضاً نزع سلاح القوات المسلحة الأوكرانية من أنواع معينة من الأسلحة، والقضاء على إمكانية استخدام الصواريخ الباليستية. وتابع: «من المهم للجانب الروسي أن يأخذ أطراف المفاوضات في الحسبان الجوانب الأساسية لإبرام السلام بشروط روسيا، لأن بلدنا انتصر في هذا الصراع المسلح»، مشيراً إلى أن الحكومة الأوكرانية لم تعُد قادرة على تغيير النتيجة في ساحة المعركة.

ويرى الجانب الروسي أن المهمة الأهم هي «حماية الشعب الروسي ونزع سلاح أوكرانيا»، ويرفض وجود أي قوات حفظ سلام أوروبية، كما يرى أن جودة أي مفاوضات تعتمد على الوفاء بالاتفاقيات. ويدعو الجانب الروسي، واشنطن، إلى التأثير على كييف لتنفيذ خطة ترمب للتسوية السلمية. ويقول لونوف: «من المهم أيضاً إدراك أن الاتحاد الأوروبي، يحاول إقناع أوكرانيا بمواصلة الصراع، ما سيؤدي إلى عواقب وخيمة. يواصل الجانب الأوكراني الآن استفزازاته ضد البنية التحتية للطاقة الروسية، على الرغم من أن المفاوضات التي شاركت فيها الولايات المتحدة انتهت باتفاق على عدم قصف منشآت قطاع الطاقة». وزاد لونوف: «تحاول أوروبا غرس الثقة في نظام كييف، كما فعلت في بداية الصراع. تعمل فرنسا وبريطانيا على تأجيج حرب تُسمى في روسيا (حرباً حتى آخر أوكراني)، فمن المهم أيضاً إجراء انتخابات في أوكرانيا، لأن زيلينسكي لا يملك الحق الدستوري في تولي السلطة واتخاذ القرارات».

قطاع الطاقة

إلى ذلك، قال الدكتور سعيد سلام مدير مركز فجن للدراسات الاستراتيجية من كييف، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المباحثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في الرياض تركز على إمكانية التوصل إلى وقف جزئي لإطلاق النار، يتضمن عدم استهداف متبادل لمنشآت الطاقة والبنية التحتية في أوكرانيا وروسيا. وهناك معلومات جديدة بأن الوفد الأميركي، يريد بحث إمكانية السيطرة على قطاع الطاقة الأوكراني». وأضاف سلام: «يأتي ذلك في ظل تصعيد روسي كبير، شمل قصف البنية التحتية المدنية والمباني السكنية، بهدف الضغط نفسياً على المجتمع الأوكراني وقيادته لدفعهم نحو تقديم تنازلات. القيادة الأوكرانية أعدت قائمة بالمواقع الاستراتيجية التي يمكن إدراجها ضمن الاتفاق، لذلك ضم الوفد الأوكراني خبراء فنيين لبحث هذه الأمور».

ومع ذلك، يرى مدير مركز «فجن» للدراسات الاستراتيجية، أن القرار النهائي يبقى بيد روسيا، التي كثّفت هجماتها على المدن الأوكرانية والبنية التحتية المدنية فيها في الأيام الماضية، في محاولة للضغط على البلاد اقتصادياً وإضعاف مقاومتها، ما يعكس محاولتها فرض واقع جديد على الأرض، على حدّ تعبيره.