شاب من غزة خطط لخطف جندي لصالح الذراع العسكرية لـ«فتح»

TT

شاب من غزة خطط لخطف جندي لصالح الذراع العسكرية لـ«فتح»

كشفت النيابة الإسرائيلية في محكمة اللد المركزية، أمس الاثنين، عن اعتقال فلسطيني من قطاع غزة مقيم بشكل غير قانوني، متهم بالانتماء إلى «كتائب شهداء الأقصى» التنظيم العسكري التابع لحركة «فتح»، وارتكاب عدة عمليات حرق وتخريب في مدينة الرملة والتخطيط لخطف جندي إسرائيلي كرهينة لأجل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وجاء في لائحة الاتهام، أن الشاب سليمان كساب (29 عاماً)، وهو من سكان خان يونس، دخل إسرائيل في مطلع السنة بموجب تصريح رسمي من الجيش، حصل عليه لكي يرافق والدته التي تعالج في أحد مستشفيات الضفة الغربية من مرض خطير، ولكنه لم يعد مع والدته إلى قطاع غزة بعد استكمال العلاج، وبقي في إسرائيل مقيماً غير شرعي، وقد اختبأ في حي الجواريش العربي في مدينة الرملة، إلا أنه اعتقل في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد تحقيق «الشاباك» (جهاز المخابرات العامة في إسرائيل)، واعترف بأنه رافق والدته بشكل مقصود ضمن المهمة التي كلفه بها تنظيم «كتائب شهداء الأقصى».
وحسب لائحة الاتهام، اعترف كساب، بأنه تلقى تدريبات عسكرية في أحد مواقع التدريب التابعة للتنظيم في قطاع غزة، على استخدام السلاح وخطف أسلحة من جنود وخطف جندي إسرائيلي وجره إلى موقع آمن للتنظيم، حتى يتم إخفاؤه بشكل دقيق واستخدامه رهينة ومقايضته بمئات الأسرى الفلسطينيين. كما تدرب على إعداد عبوات ناسفة وتفجيرها في مواقع إسرائيلية.
وقالت النيابة إن كساب اعترف بأنه خطط لتنفيذ ما تدرب عليه، وذلك بترتيب مع قائده في التنظيم، أبو سيف الدين، وهو قائد قوات التنظيم في المنطقة الجنوبية من القطاع. وقد تمكن من الاهتداء إلى بيوت عدد من الضباط والجنود الإسرائيليين الذين خطط لخطف أحدهم، وراح يراقب تحركاتهم وأبلغ قائده بأنه ينوي تنفيذ عملية تفجير كبيرة في ساعات الصباح، لأنه لاحظ وجود أعداد كبيرة من الجنود ينطلقون إلى قواعدهم. ولكنه بدأ بعمليات صغيرة، مثل الحرق العمد في مدينة الرملة لحافلة ركاب وحرق عرائش في البيوت اليهودية في 30 سبتمبر (أيلول) و4 أكتوبر الماضيين، وحرق عدة سيارات في أيام أخرى. وكتب على الجدران «فتح مرت من هنا».
على إثر هذا النشر، خرج عدد من اليهود في حي «عمي شاف» (وتعني شعبي يعود)، يطالبون الحكومة الإسرائيلية بوقف منح التصاريح للمرضى الفلسطينيين في غزة بدخول إسرائيل أو الضفة لتلقي العلاج.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.