{الجهاد} بعد لقاء مسؤولين مصريين: غزة ستشهد تدفقاً للأفراد والبضائع

قالت إنه لا أفق واضحاً للمصالحة الداخلية

فلسطينية أمام مركز توزيع المساعدات في وكالة {أونروا} في غزة (أ.ف.ب)
فلسطينية أمام مركز توزيع المساعدات في وكالة {أونروا} في غزة (أ.ف.ب)
TT

{الجهاد} بعد لقاء مسؤولين مصريين: غزة ستشهد تدفقاً للأفراد والبضائع

فلسطينية أمام مركز توزيع المساعدات في وكالة {أونروا} في غزة (أ.ف.ب)
فلسطينية أمام مركز توزيع المساعدات في وكالة {أونروا} في غزة (أ.ف.ب)

قال مسؤولون في حركة الجهاد الإسلامي، إن مصر ستدخل تسهيلات إضافية لقطاع غزة فيما يتعلق بحركة الأفراد والبضائع واحتياجات أخرى، مؤكدين بعد لقاءات جمعت قيادة الحركة بمسؤولين مصريين في القاهرة، أنه لا توجد آفاق واضحة حيال المصالحة الفلسطينية الداخلية.
وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام، الأحد، أن اجتماع وفد حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام زياد النخالة في القاهرة، برئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل، كان إيجابياً، تم خلاله طرح مجمل الملفات على الساحة الفلسطينية، وقد تجاوب كامل بشكل إيجابي مع كل ما طرحته الحركة من مطالب للتخفيف عن الفلسطينيين في غزة.
وأضاف عزام من القاهرة لإذاعة محلية تابعة للجهاد في غزة، «أن الشأن الفلسطيني كان في صلب الاجتماع حيث تم الحديث حول الوضع الصعب والمأساوي الذي يعيشه شعبنا والتحديات، بالإضافة إلى أن المصالحة كانت حاضرة ووقف العدوان على شعبنا، ووقف الحصار كما تم بحث قضية المعبر وقطاع غزة، وكان هناك وعد من الجانب المصري بتخفيف المعاناة وزيادة عدد المسافرين ذهاباً وإياباً».
وأضاف «ستكون هناك خطوات على الأرض فيما يخص إعمار القطاع، وهناك وفد في غزة متواجد لمتابعة ملف الإعمار».
لكن المسألة التي لا يبدو أن تشهد تقدما، هي المصالحة الفلسطينية، فقد قال عزام: «تحدثنا كثيرا عن المصالحة ولكن أفق المصالحة غير واضح والكرة في الملعب الفلسطيني، خاصةً أن الجولات التي تمت قبل 8 شهور قد تعثرت». وأضاف «رغم ذلك، مصر وعدت باستمرار جهودها، والجهاد الإسلامي ستواصل الجهود لترميم العلاقات الداخلية».
وكان وفد من الجهاد الإسلامي وصل قبل أيام إلى القاهرة، تزعمه أمين عام الحركة زياد النخالة بناء على دعوة مصرية، والتقى مسؤولين مصريين من أجل مناقشة عدة ملفات في القطاع، بينهم رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل.
وأكد الناطق في الجهاد الإسلامي داود شهاب، أنه جرى خلال اللقاء استعراض شامل لتطورات الملف الفلسطيني والصراع مع الاحتلال. وأضاف شهاب، أن أجواء اللقاء كانت إيجابية وصريحة، وعكست الحرص المتبادل على تحقيق أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني. وبين أن الوزير عباس كامل، استعرض الجهود المصرية لإعادة الإعمار وتسهيل الحركة على معبر رفح، وتخفيف معاناة المواطنين في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي.
ويفترض أن يشهد معبر رفح تدفقا أكبر للمسافرين من وإلى القطاع، كما ستشهد حركة البضائع نموا ملحوظا. وتعمل مصر بشكل حثيث مع الفلسطينيين وإسرائيل، من أجل دفع اتفاق تهدئة شامل للأمام بما يشمل إنجاز صفقة تبادل أسرى وإعادة إعمار قطاع غزة، تمهيدا لإطلاق عملية سلام جديدة إذا أمكن. والتقى المسؤولون المصريون في المخابرات العامة الشهر الماضي، قادة حماس، وبحثوا معهم ملف التهدئة ومسار السلام مع إسرائيل والمصالحة وعقد صفقة تبادل أسرى بجانب ملف الإعمار، كما التقوا قبل ذلك وفدا من الجبهة الشعبية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.