تشجيع أوروبي للحكومة اليمنية على تحسين سياستها الاقتصادية

«المركزي» يواصل إغلاق شركات الصرافة المخالفة

TT

تشجيع أوروبي للحكومة اليمنية على تحسين سياستها الاقتصادية

بالتزامن مع مواصلة البنك المركزي اليمني إغلاق شركات الصرافة المخالفة لتعليماتها بشأن إجراءات وقف المضاربة بالعملة الوطنية، حث خمسة سفراء أوروبيين الحكومة اليمنية على اتخاذ خطوات حقيقية لتخفيف معاناة الشعب اليمني وطالبوا البنك المركزي بانتهاج سياسة نقدية موثوق بها وشفافة.
وذكرت بعثة الاتحاد الأوروبي في ختام زيارة التي قام بها كل من القائمة بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن ماريون لاليس والسفير الفرنسي لدى اليمن جان - ماري صفا والسفير الألماني لدى اليمن هيوبرت ياجر وسفير هولندا لدى اليمن بيتر - ديريك هوف والمبعوث السويدي الخاص إلى اليمن بيتر سمنبي إلى عدن أنهم وخلال لقائهم برئيس الوزراء معين عبد الملك «شجعوا الحكومة على تحسين سياساتها الاقتصادية، ومكافحة الفساد وتقديم الخدمات إلى اليمنيين في مختلف أنحاء البلد، كما عبروا عن قلقهم العميق تجاه الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها اليمنيون، خصوصاً التدني المتسارع لقيمة الريال اليمني. وحثوها على اتخاذ خطوات حقيقية لتخفيف معاناة الشعب اليمني بشكل ملموس».
وخلال لقائهم نائب محافظ البنك المركزي اليمني شكيب حبيشي، ناقش سفراء الاتحاد الأوروبي «تدهور العملة والتحديات التي تواجه القطاع المصرفي في (‫اليمن). وأكدوا على أهمية وضع سياسات نقدية موثوقة وشفافة». كما أكدوا على الدور الاستراتيجي للقطاع الخاص في تحريك عجلة الاقتصاد اليمني، خلال لقائهم برئيس الغرفة التجارية في عدن لمناقشة أكثر التحديات إلحاحاً والتي تؤثر على الأعمال التجارية في (‫اليمن‬).
السفراء وفق بيان صدر عن البعثة ذكروا أنهم عقدوا اجتماعات «بناءة» مع رئيس الوزراء معين عبد الملك سعيد ووزير الخارجية أحمد بن مبارك ومسؤولين حكوميين آخرين، بمن فيهم محافظ عدن، وعدة فاعلين سياسيين، وممثلين عن المجتمع المدني والنساء وعن الغرفة التجارية واللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان، وفاعلين إنسانيين، ورحبوا بتواجد الحكومة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن وعبروا عن دعمهم لجهود الحكومة لاستعادة وظائف الدولة. وأكدوا أن وجود حكومة موحدة تخدم مصالح جميع اليمنيين على الأرض هو أمر مطلوب الآن أكثر أي من وقت مضى.
وأثناء اجتماع بنَّاء مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، أكَد دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي على الحاجة العاجلة للتنفيذ الكامل لاتفاق الرياض. كما أشاروا إلى الحاجة إلى مساعدة الحكومة الواسعة التمثيل للقيام بعملها من اليمن، وإلى تعزيز المؤسسات الحكومية الموحدة. وأكد الدبلوماسيون الأوروبيون دعمهم الدائم لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن لتحقيق السلام عن طريق حوار سياسي شامل يُفضي إلى تسوية سياسية شاملة. أشار الوفد إلى أهمية المساواة بين الجنسين والمشاركة الهادفة للنساء والشباب للتوصل إلى اتفاق سلام شامل، كما عبر الوفد عن أسفه جراء غياب النساء في الحكومة اليمنية.
الزيارة ترافقت مع مزيد من الإجراءات التي يتخذها البنك المركزي اليمني لمواجهة انخفاض سعر العملة المحلية والمضاربة فيها، حيث علق أعمال 7 من أهم شركات ومنشآت الصرافة في مدينة عدن «بعد مراجعة شاملة» أحيلت بموجبها هذه الشركات «إلى الأجهزة القضائية والأمنية لاستكمال تنفيذ الإجراءات القانونية اللازمة».
ووفق ما أعلنه البنك فقد طالت الإجراءات أكثر من 60 شركة تم تعليق أعمالها خلال الأسبوعين الماضيين.
ونبه البنك كافة شركات ومنشآت الصرافة بضرورة «توخي الحذر والالتزام بالتعليمات الصادرة عنه، وتجنب الأعمال والممارسات التي من شأنها المضاربة بسعر الصرف والإضرار بحالة الاستقرار في السوق »، كما حذر شركات ومنشآت الصرافة المرخصة من التعامل مع أي شركات ومنشآت يتخذ البنك المركزي قراراً بإيقاف تراخيصها.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).