إسرائيل تعتقل رئيس منظمة حقوقية فلسطينية مصنفة {إرهابية}

بدعوى التحقيق معه حول نشاطه في {الجبهة الشعبية}

فلسطيني يمر بين جنود إسرائيليين قرب أحد مداخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني يمر بين جنود إسرائيليين قرب أحد مداخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعتقل رئيس منظمة حقوقية فلسطينية مصنفة {إرهابية}

فلسطيني يمر بين جنود إسرائيليين قرب أحد مداخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني يمر بين جنود إسرائيليين قرب أحد مداخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية أمس (أ.ف.ب)

في تحدٍ واضح للإدانات الدولية للقرار بحظر ست منظمات حقوقية في فلسطين واعتبارها منظمات إرهابية، داهمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي بيت رئيس إحدى هذه المنظمات، بشير خيري، في رام الله، بدعوى التحقيق معه حول {نشاطه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأعمال التخريب الإرهابية التي ينفذها هذا التنظيم}.
وقال شهود إن الجنود حضروا في ساعات الفجر من يوم أمس، بقوات تعد بالعشرات، مدججين بالأسلحة المختلفة، فطوقوا المنطقة وفرضوا حظر تجول واقتحموا البيت وسط إحداث ضجيج أدى إلى ترويع الأطفال والأمهات، كما اعتدوا على شبان تجمعوا في المكان.
وأبلغوا خيري أنه معتقل على ذمة التحقيق بسبب نشاطه {الإرهابي} واستغلاله مناصبه الرفيعة في اثنتين من المنظمات الفلسطينية الست المحظورة لكي يحول الأموال المقبلة من الخارج إلى صندوق {الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين}.
وكانت إسرائيل قد صنفت ست منظمات فلسطينية بأنها إرهابية، الأمر الذي أثار موجة احتجاجات دولية ضد القرار، فيما طالب كثير من الدولة العربية والغربية إسرائيل بالتراجع عن خطواتها بحق المؤسسات الفلسطينية.
ويوم أمس (الجمعة)، قدّم المندوب الدائم لفلسطين في الأمم المتحدة، الدكتور رياض منصور، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (كينيا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا فيها إلى {وقف ممارسات إسرائيل لإسكات الأصوات التي تفضح انتهاكاتها لحقوق الإنسان وتبييض واقع الفصل العنصري الاستعماري الذي أوجدته في فلسطين المحتلة}.
وأشار منصور إلى أن تصنيف ست منظمات مجتمع مدني فلسطينية على أنها {منظمات إرهابية} يكشف مدى استعداد إسرائيل لـ{ترهيب وتشويه وتكميم أفواه المدافعين عن حقوق الإنسان والعاملين في المجال الإنساني من أجل تقويض عملهم وإخفاء جرائمها بحق الشعب الفلسطيني}.
ودعا منصور المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والجمعية العامة، لدعم أعلى معايير الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان، من أجل حماية أولئك الذين يدافعون بلا كلل وملل عن الحقوق والمبادئ التي تقوم عليها الأمم المتحدة، بما في ذلك الدفاع عن المبادئ الأساسية لحق الشعوب في تقرير المصير وحظر الاستيلاء على الأراضي بالقوة، مشدداً على أهمية ألا يظل المجتمع الدولي {مكتوف الأيدي}، بينما تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بناء الآلاف من المباني الاستعمارية في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.

فلسطيني يمر بين جنود إسرائيليين قرب أحد مداخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية أمس (أ.ف.ب)



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.