«سعاد» يمثّل مصر في الأوسكار

أكدت نقابة المهن السينمائية في مصر في بيان صدر عنها مساء أول من أمس، عقب اجتماع ضم لجنة من النقاد والمختصين، عن اختيار فيلم «سعاد» للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي ناطق بلغة أجنبية، وبرغم أن الفيلم لم يسبق عرضه في صالات السينما، وهو أحد شروط المسابقة، إلا أن حصوله على توقيت عرض ديسمبر (كانون الأول) المقبل، كان جواز مروره للترشح ضمن الأفلام المصرية التي عرضت خلال 2021، حيث تسمح لائحة الاختيار بذلك، وهو ما أشار إليه بيان النقابة (يتم الاختيار بين الأفلام التي عرضت أو حصلت على تصريح للعرض حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول 2021). وأقيم له عرض خاص اقتصر على أعضاء اللجنة. وقد جاء اختيار الفيلم بأغلبية أصوات اللجنة المشكلة بقرار من نقيب المهن السينمائية مسعد فودة، حيث أجري استفتاء بين الأعضاء على اختيار قائمة قصيرة، اقتصرت على فيلمين هما الوثائقي الطويل «كباتن الزعتري» للمخرج على العربي، والروائي الطويل «سعاد»، وأسفر التصويت عن اختيار الأخير بأغلبية الأصوات، حيث حظي بـ13 صوتاً بفارق خمسة أصوات عن فيلم «كباتن الزعتري».
كان فيلم «سعاد» قد تم اختياره ضمن الاختيارات الرسمية لدورة مهرجان كان السينمائي الملغاة عام 2020 إثر جائحة «كورونا»، كما شارك في قسم البانوراما بمهرجان برلين خلال دورته الماضية، وتم عرضه مؤخراً في بريطانيا، واختياره ضمن 19 فيلماً للمنافسة على جائزة أفضل فيلم مستقل ضمن جوائز الفيلم البريطاني المستقل.
يتناول الفيلم قصة فتاتين في مرحلة المراهقة تعيشان في إحدى محافظات الدلتا، ويرصد كيف غيرت مواقع التواصل الاجتماعي من شكل العلاقات بين الناس، حيث تقيم الفتاة سعاد حياة سرية عبر «السوشيال ميديا» مما يوقعها في مشكلة تكاد تدفع بها إلى الانتحار، واختارت المخرجة أبطالها من إحدى المحافظات التي صورت بها مشاهد الفيلم بعيداً عن القاهرة، الذين لم يسبق لهم تقديم أي تجارب تمثيلية، وهم بسنت أحمد، وبسملة عبد الحليم، وحسين غانم، الذين أخضعتهم لفترة تدريب امتدت لخمسة أشهر قبل بدء التصوير، وكتبت أيتن أمين الفيلم بالمشاركة مع السيناريست محمود عزت. ويعد الفيلم إنتاجاً مصرياً - تونسياً مشتركاً، حيث شارك في إنتاجه كل من سامح عواض، ومحمد حفظي، ومارك لطفي، والمنتجة التونسية درة بوشوشة.
وعبرت أيتن أمين، وهي أول مخرجة مصرية يتم ترشيح فيلمها لمنافسات الأوسكار عن سعادتها بهذا الاختيار. وأكدت أنها «تلقت ردود أفعال أسعدتها خلال عرض الفيلم في مهرجاني برلين وترييبكا، حيث حصل في الأخير على جائزة أفضل تمثيل لبطلتي الفيلم»، مشيرة إلى أن «الممثلين أدهشوها شخصياً بعد فترة تدريبات على الأداء، وقدموا أكثر مما تمنيت برغم عدم خبرتهم؛ لكنهم بدوا طبيعيين جداً، وقصدت عدم الاستعانة بممثلين محترفين حتى أحقق النتيجة التي تمنيتها». وحسبما تؤكد أن «أكثر شيء أسعدني أنني طرقت من خلاله باباً جديداً، فرغم بساطة الفيلم؛ إلا أنني نفذت فيه فنياً كل شيء أردته، فلم يفرض على أي شيء، وكان ذلك خطوة مهمة ربما تفوق عندي ما حصل أو سيحصل عليه من تقدير».
فيما قال المنتج محمد حفظي، أحد المشاركين بإنتاج الفيلم، إن «ترشيح (سعاد) سيمنحه دعماً أكبر في التوزيع الخارجي، وسيمكننا من الاستعانة بموزع أميركي»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»، أن أي «فيلم يتم ترشيحه لجوائز الأوسكار يجب أن يستعين بموزع أميركي، وشركة إنتاج كبيرة، وإلا ستكون فرصته صعبة»، مشيراً إلى أن «مرحلة ما بعد ترشيحه في غاية الأهمية، إذ لا بد من وجود مسؤول لحملة الدعاية للفيلم بالولايات المتحدة، ولا بد من إنفاق جيد عليها، فهناك حملات تتجاوز 300 ألف دولار، وتساهم أغلب الدول من خلال المركز الوطني للفيلم في دعم أفلامها المرشحة، مثلاً المركز الألماني يدعم الفيلم الألماني المرشح، لكن لا يوجد لدينا في مصر دعم في هذا الاتجاه، لذا تظل المنافسة صعبة». وحول رؤيته كعضو بلجنة الأوسكار عن أصعب ما يواجه الأفلام المرشحة، قال إن «أكبر صعوبة أن تدفعي بأكبر عدد من أعضاء الأكاديمية لمشاهدة الفيلم».
وتشهد فئة أفضل فيلم دولي منافسة عالمية، حيث ترشح كل دولة فيلماً لتمثيلها، وسيجري إعلان القائمة القصيرة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بينما تعلن القائمة المختصرة (تضم خمسة أفلام فقط) في فبراير (شباط) المقبل، ويقام حفل توزيع جوائز الأوسكار في مارس (آذار) المقبل.