ليبيا: هجوم على وزارة الرياضة... ومحاولة اغتيال قائد عسكري

التزمت السلطة الانتقالية في ليبيا، أمس، الصمت حيال التطورات العسكرية التي شهدتها الساعات الماضية في العاصمة طرابلس، والتي تخللتها عملية اقتحام مقر وزارة الرياضة، ومهاجمة منزل قائد عسكري تابع لها، ومحاولة اغتيال آخر.
ونددت وزارة الرياضة بحكومة «الوحدة الوطنية»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، بالهجوم الذي شنّته من وصفتها «قوة خارجة عن القانون» على مقرها، مساء أول من أمس، بمنطقة النوفليين بطرابلس، قرب منزل الدبيبة بشكل مثير للذعر والخوف، لافتة، في بيان لها، إلى أن المسلحين «هجموا بعد تطويق المقر على الموظفين والعاملين، ومخاطبتهم بعبارات عنصرية، في سلوك مرفوض وغير أخلاقي».
وبعدما استنكرت «هذا الفعل المشين»، طالبت الوزارة الجهات المسؤولة بالتحقيق فيه وملاحقة مرتكبيه؛ كما دعت الجهات الأمنية لتحمل مسؤوليتها في تأمينها، وحماية موظفيها من مثل هذه الأفعال دون تهديد من أي طرف كان.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، لكن مصادر محلية اتهمت ميليشيا «النواصي»، بقيادة مصطفى قدور، باقتحام مقر الوزارة، وطرد كل الموظفين بعد اجتماع الوزير عبد الشفيع حسين الجويفي مع حسين القطراني، نائب الدبيبة في بنغازي.
وأدان الجويفي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «بأشد العبارات ما قامت به مجموعة خارجة عن القانون من اقتحام مقر الوزارة، أثناء ساعات الدوام، واعتدائهم على العاملين الموجودين وترويعهم»، ودعا وزارة الداخلية لفتح تحقيق في الحادثة، وملاحقة مرتكبيها.
في غضون ذلك، نفت أسرة معمر الضاوي، آمر «الكتيبة 55»، ما تردد عن مصرعه، أمس، وقالت إنه أصيب إثر تعرضه لمحاولة اغتيال في منطقة غوط الشعال بطرابلس، بينما تعهدت «الكتيبة»، في بيان لها، بمواصلة محاربة الفاسدين والمجرمين والإرهابيين في كامل المنطقة الغربية.
بدوره، طالب اللواء عبد الباسط مروان، آمر منطقة طرابلس العسكرية، السلطة الانتقالية في العاصمة بالتحقيق في اقتحام مسلحين بزي عسكري منزله، مساء أول من أمس، بشرق طرابلس. وقال في شكوى رسمية وجهها أمس إلى الدبيبة، باعتباره وزير الدفاع، وإلى محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، إن مجموعة مسلحة تابعة لـ«اللواء 444 قتال» بإمرة الرائد ربيع ناصف، اقتحمت منزله بغرض اعتقاله، بناء على تعليمات محمود حمزة آمر اللواء، ما أدى إلى ترويع أسرته وانتهاك حرمة بيته.
وبثّت منطقة طرابلس العسكرية فيديو مصوراً للقطات من كاميرا للمراقبة، أظهرت محاولة مجهولين بزي عسكري اعتقال مروان، بعد اقتحام منزله في منطقة زناتة بسوق الجمعة. كما بثّت فيديو آخر قالت إنه للحظة «الهجوم الغادر» على منزل مروان من قبل من سمّتهم «خارجين عن القانون» من اللواء 444.
ونفى مقربون من مروان خطفه، بينما نشرت وسائل إعلام محلية صوراً له، بعد وصوله إلى مكان آمن عقب اقتحام منزله، ونقلت عن مصدر من عائلته، هروبه بعد مفاوضات مع منفذي الهجوم، الذين أكد أحد أبناء عبد الباسط أن أحدهم من حراسات والده الشخصية، وتعرف عليه وسمّاه وتوعده.
وكان «اللواء 444 قِتال» قد رفض في سبتمبر (أيلول) الماضي، اتهامات مروان له بالحصول على تمويل مالي مجهول المصدر، وتوعد باتخاذ الإجراءات القانونية الكاملة ضد المجرمين. كما حذر العابثين من أي تجاوزات، وتوعد بالتعامل بحزم وقوة شديدين مع كل من يمتهن الإجرام، ويعرض حياة وأمن المواطنين للخطر.
وامتنع الناطقان باسم المجلس الرئاسي والحكومة عن التعليق، كما تجاهلت الأخيرة هذه التطورات، لكن رئيسها عبد الحميد الدبيبة شارك، أمس، في حفل تكريم، أقامه مصرف ليبيا المركزي لأعضاء طاقم الطائرة المروحية، التي سقطت لدى نقلها أموالاً إلى مدينة ترهونة.
إلى ذلك، اعتبرت قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا «أفريكوم» أن الحل السياسي، وليس العسكري، «هو سبيل التقدم في ليبيا»، وأكدت، في بيان مقتضب عبر «تويتر»، دعم الجهود الدبلوماسية لوزارة الخارجية الأميركية، من أجل ضمان إجراء الانتخابات في موعدها، ودعم مسار البلاد نحو مزيد من الاستقرار والوحدة.
في شأن مختلف، أعلنت مؤسسة النفط حدوث ما وصفته بتسرب نفطي كبير في خط الأنابيب، المؤدي إلى ميناء السدرة، الذي يعد أكبر الموانئ النفطية شمال شرق البلاد. وقالت، في بيان لها، مساء أول من أمس، إن التسرب الناجم عن تهالك الخط، وغياب الموازنة اللازمة لصيانته، أدى إلى إغلاق خط الأنابيب، موضحة أن إغلاقه سيتسبب في انخفاض شحنات النفط الخام بواقع 200 ألف برميل يومياً.