طائرات روسية تشن غارات شمال سوريا قرب حدود تركيا

قصف مدفعي من النظام جنوب إدلب وغرب حلب

دخان يتصاعد من قاح شمال سوريا قرب حدود تركيا (أخبار إدلب)
دخان يتصاعد من قاح شمال سوريا قرب حدود تركيا (أخبار إدلب)
TT

طائرات روسية تشن غارات شمال سوريا قرب حدود تركيا

دخان يتصاعد من قاح شمال سوريا قرب حدود تركيا (أخبار إدلب)
دخان يتصاعد من قاح شمال سوريا قرب حدود تركيا (أخبار إدلب)

صعّدت المقاتلات الروسية غاراتها الجوية على مناطق في شمال غربي سوريا ومواقع ومقرات تابعة لفصائل المعارضة السورية المسلحة قرب الحدود التركية، في حين جددت قوات النظام والميليشيات الإيرانية قصفها المدفعي والصاروخي على منطقة «خفض التصعيد»، وفصائل المعارضة السورية المسلحة تحبط محاولة تسلل لقوات النظام شرقي اللاذقية، شمال غربي سوريا.
أفاد مصدر خاص لـ«الشرق الأوسط»، بأن مقاتلات روسية شنّت 8 غارات جوية، «استهدفت خلالها مقرات ومواقع عسكرية تابعة للفرقة 23 (إحدى فصائل الجبهة الوطنية للتحرير)، في منطقة صلوة بالقرب من الحدود السورية - التركية، شمال سوريا؛ ما أسفر عن وقوع إصابات بشرية، بينها إصابات خطيرة». وأضاف، أن المقاتلات الروسية واصلت شن غاراتها الجوية مستهدفة مناطق قريبة من مخيمات النازحين في منطقة قاح الحدودية؛ ما تسبب في حالة ذعر وخوف في صفوف المدنيين، ترافق مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في الأجواء.
وقال سعيد الأحمد (54 عاماً) وهو أحد أبناء بلدة كنصفرة بريف إدلب، إن قصفاً مدفعياً مكثفاً مصدره قوات النظام والميليشيات الإيرانية، استهدف الأربعاء 27 أكتوبر (تشرين الأول)، مخيم الأرامل والأيتام بالقرب من منطقة ترمانيين غربي حلب؛ ما أسفر عن مقتل طفل وجرح آخرين، في حين طال قصف بقذائف المدفعية والصاروخية بشكل مكثف على مناطق البارة وكنصفرة والفطيرة وفليفل وبينين والمزارع المحيطة بتلك البلدات، في جبل الزاوية جنوب إدلب؛ ما أسفر عن إصابة أطفال ومدنيين (فلاحين)، بجروح خطيرة. ويضيف، أن «قوات النظام والميليشيات الإيرانية، تتعمد خلال الآونة، قصف المناطق المدنية والمزارع في جبل الزاوية، لمنع المدنيين من الوصول إلى مزارعهم، وجني محاصيلهم لهذا العام، وأهمها موسم قطاف الزيتون، فضلاً عن مواصلة المقاتلات الروسية شن غاراتها الجوية، مستهدفة أيضاً المزارع والمناطق المحيطة بالقرى والبلدات، التي تترافق مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في الأجواء، ورصدها للمدنيين، واستهدافهم بشكل مستمر».
ولفت، إلى أن قصف قوات النظام والغارات الجوية الروسية خلال الأيام الأخيرة الماضية، تسبب في إصابة 13 مدنياً، بينهم نساء، معظمهم «عمال ومزارعون»، في حين ما زالت مساحات كبيرة تقدر بنحو ألفي هكتار من أشجار الزيتون، لم يتمكن أصحابها من جني مواسمها، بسبب التصعيد والقصف المباشر «البري والجوي»، من قبل قوات النظام والطيران الروسي، لا سيما أن اعتماد أبناء قرى وبلدات جبل الزاوية في معيشتهم بشكل رئيسي، يعتمد على محصول الزيتون السنوي.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن مقاتلات روسية نفذت 4 غارات جوية بصواريخ فراغية شديدة الانفجار، استهدفت خلالها محيط قرية مشون بجبل الزاوية ضمن مناطق نفوذ فصائل المعارضة، جنوب إدلب، دون أن تسفر عن إصابات بصفوف المدنيين. وأشار «المرصد»، إلى أن المقاتلات الروسية نفذت خلال الأيام الأخيرة الماضية سلسلة من الغارات الجوية، استهدفت فيها، معمل السكر بالقرب من مدينة جسر الشغور، ومحيط قرية الكفير، غربي إدلب، وغارات جوية مماثلة استهدفت محيط قرى البارة وكنصفرة، وغارة استهدفت محيط القاعدة العسكرية التركية في منطقة البارة جنوب إدلب، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات وخسائر بشرية.
وأفاد قيادي في فصائل المعارضة السورية المسلحة، بأنه تصدت فصائل المعارضة لمحاولة تقدم فاشلة قامت بها مجموعات تابعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية، على محور «تلة أبو علي» في جبل التركمان بريف اللاذقية الشرقي، واندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة والرشاشات، استمرت لساعات، وقتل وجرح عدد من عناصرها خلال المواجهات قبيل انسحابها، دون تحقيق أي تقدم.
ويضيف، أن قوات النظام بالإضافة إلى الميليشيات الإيرانية تحاول بشكل مستمر التسلل على محاور جبل التركمان شرقي اللاذقية؛ نظراً لموقعه الاستراتيجي، الذي يطل على أجزاء واسعة من الطريق الدولية حلب - اللاذقية أو ما يعرف بـM4، كإجراء تمهيدي للسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة جنوب الطريق، لافتاً، إلى أن القوات التركية وقوات فصائل المعارضة السورية المسلحة تواصل تعزيز مواقعها العسكرية المتقدمة في جنوب وغربي إدلب، وتدعيمها بآليات عسكرية ومقاتلين؛ تحسباً لأي هجوم بري من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية بإسناد روسي؛ بهدف التقدم والسيطرة على جبل الزاوية والطريق الدولية حلب - اللاذقية، جنوب إدلب.
وأشار، إلى دخول رتلين للقوات العسكرية التركية من معابر كفرلوسين شمال إدلب ومعبر خربة الجوز غربها، في أقل من 24 ساعة، وكل رتل يضم أكثر من 100 آلية عسكرية، بينها عربات تحمل دبابات ومدافع ثقيلة، بالإضافة إلى عربات مصفحة وناقلات جند، وشاحنات تحمل ذخيرة ومعدات لوجيستية وأبنية إسمنتية ومحارس، وتوزعت على عدد من النقاط والقواعد العسكرية في غربي إدلب وجنوبها، وعدد من الآليات توزع على النقاط العسكرية التركية على الطريق الدولية M4. ولفت، إلى أنه بلغ عدد الآليات العسكرية التركية التي دخلت مؤخراً محافظة إدلب شمال غربي سوريا نحو 556 آلية عسكرية، في إطار تعزيز مواقعها العسكرية وتدعيمها، تحسبا لأي مواجهة مع قوات النظام والميليشيات المساندة.
في سياق آخر، اعتقلت «هيئة تحرير الشام»، مجموعة بينهم 3 أجانب، ضمن حملتها العسكرية والمواجهات الدائرة، ضد فصائل جهادية «جند الله»، بقيادة (أبو فاطمة التركي)، بريف اللاذقية، شمال غربي سوريا.
وقال مصدر خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «هيئة تحرير الشام»، اعتقلت مساء الثلاثاء 26 أكتوبر، كلاً من أبو موسى الشيشاني، شقيق قائد فصيل «جند الله» مسلم الشيشاني، وعبد الله البنكيسي الشيشاني، وأبو عبد الله الشيشاني. وأضاف، أنه جرى اعتقال القادة الثلاثة وعدد من العناصر «الأجانب»، في منطقة «خربة الجوز» بريف جسر الشغور، بالقرب من الحدود التركية، بسبب موقفهم المعارض، ورفضهم مطالب «هيئة تحرير الشام»، ضمن حملتها العسكرية والمواجهات الدائرة، ضد الفصائل الجهادية، وعلى رأسها فصيل «جند الله» بقيادة أبو فاطمة (تركي الجنسية)، في جبل التركمان ومحيط مدينة جسر الشغور غربي إدلب، وإعلانهم الانضمام إلى مجموعات الأخير، وقتال «هيئة تحرير الشام»، وذلك عقب خروجهم من فصيل «جنود الشام» بقيادة مسلم الشيشاني، من جبل التركمان بريف اللاذقية، بعد اتفاق مع «هيئة تحرير الشام»، بوساطة «الحزب الإسلامي التركستاني» وجماعة «الأوزبك»، وصلت فيه الأطراف، إلى اتفاق، يقضي بخروج مسلم الشيشاني وجماعته «جنود الشام»، من جبل التركمان، وتسلم المطلوبين في صفوف جماعته للقضاء، والتزامه الحياد، وعدم مواجهة «هيئة تحرير الشام».
وكانت «هيئة تحرير الشام» أعلنت الاثنين 25 أكتوبر، عن عملية عسكرية ضد فصائل في ريف اللاذقية الشمالي، تؤوي مجرمين ومطلوبين للقضاء، وضالعين في قضايا أمنية، وجرت خلالها مواجهات عنيفة مع جماعة «جند الله»، انتهت بسيطرة «هيئة تحرير الشام» على منطقة جسر الشغور ومحيطها غربي إدلب، ومناطق واسعة في جبل التركمان شرقي اللاذقية، ومقتل وجرح أكثر من 30 عنصراً من الطرفين.



في خضم المعارك ضد «الفصائل»... الأسد يصدر مرسوماً بإضافة 50 % إلى رواتب العسكريين

صورة للرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق (أ.ف.ب)
صورة للرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق (أ.ف.ب)
TT

في خضم المعارك ضد «الفصائل»... الأسد يصدر مرسوماً بإضافة 50 % إلى رواتب العسكريين

صورة للرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق (أ.ف.ب)
صورة للرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق (أ.ف.ب)

أوعز الرئيس السوري بشار الأسد، (الأربعاء)، في مرسوم رئاسي، بإضافة نسبة 50 في المائة إلى رواتب العسكريين، في خطوة تأتي في خضم تصدي قواته لهجمات غير مسبوقة تشنها فصائل مسلحة في شمال محافظة حماة.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، نشرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» نص المرسوم الذي يفيد بـ«إضافة نسبة 50 في المائة إلى الرواتب المقطوعة النافذة بتاريخ صدور هذا المرسوم... للعسكريين»، ولا تشمل الزيادة مَن هم في الخدمة الإلزامية أو المتقاعدين.

وجاء ذلك في وقت يخوض فيه الجيش السوري مواجهات شرسة ضد الفصائل المسلحة، تقودها «هيئة تحرير الشام»، جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بـ«تنظيم القاعدة»، في ريف حماة الشمالي، لصد محاولات تقدمها إلى مدينة حماة. وكانت الفصائل المسلحة تمكنت من السيطرة على غالبية أحياء مدينة حلب، التي باتت بكاملها خارج سيطرة الجيش السوري للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في عام 2011. واستنزفت الحرب عديد وعتاد الجيش السوري الذي خسر في سنوات النزاع الأولى، وفق خبراء، نصف عديده الذي كان مقدراً بـ300 ألف، جراء مقتلهم في المعارك أو فرارهم. ويضمّ الجيش السوري إجمالاً ثلاث مجموعات رئيسة، وهم: المتطوعون في السلك العسكري، وهم المستفيدون من مرسوم الأسد، والملتحقون بالخدمة العسكرية الإلزامية، والمكلفون بالخدمة الاحتياطية. وكان الجيش السوري أعلن في يوليو (تموز) أنه يعتزم تسريح عشرات الآلاف من الخدمة الاحتياطية حتى نهاية العام الحالي، ومثلهم العام المقبل. وجاء التصعيد العسكري غير المسبوق وهو الأعنف منذ سنوات، بعد أكثر من 13 عاماً على بدء نزاع مدمر استنزف مقدرات الاقتصاد، وانهارت معه العملة المحلية، وبات أكثر من ربع السوريين يعيشون في فقر مدقع، وفق البنك الدولي. ولطالما شكّل الالتحاق بالخدمتين الإلزامية والاحتياطية هاجساً رئيساً لدى الشباب السوريين الذين يرفضون حمل السلاح، خصوصاً بعد اندلاع النزاع الذي أدى إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وأسفر عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.