حزب تونسي يحذّر من «حرب أهلية»

«التيار الديمقراطي» طالب رئيس الجمهورية بإصلاحات سياسية جوهرية

الرئيس التونسي قيس سعيد (رويترز)
الرئيس التونسي قيس سعيد (رويترز)
TT

حزب تونسي يحذّر من «حرب أهلية»

الرئيس التونسي قيس سعيد (رويترز)
الرئيس التونسي قيس سعيد (رويترز)

طالبت سامية عبو، رئيسة المجلس الوطني لحزب «التيار الديمقراطي»، الرئيس التونسي قيس سعيد بإدخال إصلاحات جوهرية تطال أهم المؤسسات الدستورية، والإسراع بإعادة دواليب الدولة، محذرة من مخاطر «حرب أهلية» في حال عدم إنقاذ مؤسسات الدولة، وقالت إنه «ما زال أمام الرئيس سعيد فرصة لتدارك الوضع»؛ على حد تعبيرها.
واشترطت عبو أن تحترم الإصلاحات المتوقعة من الرئيس دستور البلاد، وأن يكون هدفها إعداد تونس لانتخابات سابقة لأوانها. وانتقدت محتويات خطابات الرئيس، بالقول إنها «تتسبب في تقسيم عنيف للتونسيين، وهو ما قد يؤدي إلى حرب أهلية في حال عدم إنقاذ مؤسسات الدولة، وتهيئة مناخ جيد للعمل والاستثمار»، محذرة من «مغبة الانحراف بالمسار الديمقراطي، وقيادة البلاد نحو المجهول»، ومطالبة باعتماد «رؤية مستقبلية واضحة، تنتهي بتصحيح المسار المتعثر، وإنهاء التدابير الاستثنائية خلال فترة زمنية محددة».
في غضون ذلك، عقدت 4 منظمات و8 أحزاب أمس لقاء تشاورياً حول الوضع العام بالبلاد، جرت فيه مناقشة سبل توحيد الرؤى للمرحلة المقبلة، وصياغة تصور مشترك لآفاق العمل الجماعي. وشارك في هذا الاجتماع ممثلون عن «الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)»، و«الاتحاد الوطني للمرأة»، و«ائتلاف صمود» اليساري، و«جمعية المحامين الشبان». إضافة إلى ممثلين عن أحزاب «حركة الشعب»، و«حركة تونس إلى الأمام»، و«المسار الديمقراطي الاجتماعي»، و«التيار الشعبي»، و«الحزب الاشتراكي»، و«حزب البعث» و«الوطد الاشتراكي»، و«الجبهة الشعبية الوحدوية»، وهي كلها أحزاب يسارية.
ويرى مراقبون أن هذه الأحزاب تسعى للاستفادة من الوضع السياسي الجديد، بعد إزاحة الأحزاب الممثلة للإسلام السياسي عن تزعم المشهد. غير أنها تجد صعوبات في إقناع الرئيس بجدوى التنسيق معها، خصوصاً أن له برنامجاً مختلفاً، ويرفض الاعتماد على الأحزاب والمنظمات وسيطاً مع التونسيين.
على صعيد آخر، كشف هشام السنوسي، عضو «الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهايكا)»، عن أسباب قطع البث التلفزيوني عن قناة «نسمة»، التي تعود ملكيتها إلى نبيل القروي رئيس حزب «قلب تونس»، وقطع البث الإذاعي عن «إذاعة القرآن الكريم» التي يمتلكها سعيد الجزيري رئيس «حزب الرحمة»، وحجز معداتهما، قائلاً إن ذلك يأتي تنفيذاً لقراري «مجلس الهايكا» بتاريخ 11 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حيث جرى حجز تجهيزاتهما الضرورية للبث وذلك لممارستهما البث دون إجازة قانونية.
وأشار السنوسي إلى ما تضمنه ملف قناة «نسمة» من «شبهات فساد مالي وإداري، إضافة إلى عدم استقلاليتها»، باعتبار أن المشرف عليها هو نبيل القروي، رئيس حزب «قلب تونس»، «مما ينعكس على مضامينها الإعلامية، التي أخلت في جزء منها بمبادئ حرية الاتصال السمعي البصري وضوابطها، خصوصاً خلال فترة الانتخابات، وهو ما ضمنته (الهيئة) في تقارير سابقة لها وجهتها إلى (الهيئة العليا المستقلة للانتخابات)».
أما بالنسبة لـ«إذاعة القرآن الكريم»؛ «فإنها لا تملك إجازة للبث. ورغم القرارات المتعلقة بحجز تجهيزاتها منذ سنة، فإنها قد أصرت على العودة للبث في كل مرة يتم فيها حجز معداتها، مع قرصنة ترددات للراديو، واستغلالها على مدى أكثر من 6 سنوات».
كما اتهم السنوسي رئيس «حزب الرحمة» بـ«توظيف الإذاعة سياسياً على مدى سنوات، واستثمارها للترويج لخطابات التحريض على الكراهية والعنف»؛ على حد قوله.



عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

استحوذت حرب غزة والقضية الفلسطينية والأزمات المختلفة في عدد من البلدان العربية على حيز واسع من مجريات اليوم الثالث من أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منبرها للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، ووقف تزويدها بالأسلحة، وإرغامها على تنفيذ التزاماتها وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الرئيس الفلسطيني، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة؛ لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل».

وأضاف: «إسرائيل دمرت القطاع بالكامل تقريباً، ولم يعد صالحاً للحياة». وأوضح أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً: «لا يُمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري لشعبنا».

وعرض عباس رؤية لإنهاء الحرب في غزة؛ تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة. وطالب الرئيس الفلسطيني بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك على معبر رفح، بوصفه جزءاً من خطة شاملة.

كما قال عباس إن إسرائيل «غير جديرة» بعضوية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الدولة العبرية تحدت قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة بالصراع.

وأضاف من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة غير جديرة بعضوية هذه المنظمة الدولية»، معرباً عن أسفه لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد إعطاء دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: «يؤسفنا أن الإدارة الأميركية عطّلت 3 مرات مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو، وفوق ذلك زوّدتها بالأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة عدوانها». وخلص إلى القول «فلسطين سوف تتحرر».

وأعلنت إسرائيل، الخميس، الحصول على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.

كذلك عرض الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة.

وطالب عباس بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك معبر رفح، بصفته جزءاً من خطة شاملة، فالفلسطينيون يرفضون إقامة مناطق عازلة إسرائيلية، مشدداً: «لن نسمح لإسرائيل بأخذ سنتيمتر واحد من غزة».

اليمن ووكلاء إيران

من جهته، تحدّث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أولاً عن الوضع في بلاده، قائلاً: «إن تعافي اليمن ليس مجرد قضية وطنية، بل حاجة إقليمية وعالمية»، لأن «استقراره يعد أمراً حاسماً للحفاظ على السلام وأمن المنطقة، وطرق التجارة في البحرين الأحمر والعربي والممرات المائية المحيطة».

وأضاف: «أن الحكومة اليمنية تظل ملتزمة بنهج السلام الشامل والعادل، لكنه من الضروري في هذه الأثناء تعزيز موقفها لمواجهة أي خيارات أخرى، بالنظر إلى تصعيد الميليشيات الحوثية المتواصل على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولمنع تواصل توسع واستدامة هذا التصعيد».

ولفت إلى أن «هجمات الحوثيين المستمرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة تظهر أنها تُشكل تهديداً متزايداً ليس فقط للداخل اليمني، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة بأكملها».

وعن الوضع في بقية الشرق الأوسط، قال العليمي: «إن الحرب الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف على الفور، لأن ذلك هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران ووكلائها لتأزيم الأوضاع في المنطقة».

وتطرق إلى الوضع في لبنان، قائلاً: «إن السبيل الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان ستكون بموقف حازم من المجتمع الدولي، ووحدة اللبنانيين أنفسهم واستقلال قرارهم وعدم التدخل في شؤون بلدهم الداخلية، واستعادة الدولة اللبنانية لقرار السلم والحرب».

ليبيا نحو الانتخابات

وسبقه إلى المنبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي قال إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم من خلال «الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة (...) لإنهاء أي انسداد سياسي»، مؤكداً أن «الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الوحيدة لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولاً إلى الانتخابات، وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره».

وشدد المنفي على أن ما يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وشدد على أن إبعاد «شبح نشوب حرب إقليمية» في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف «الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة» في فلسطين.